سورة البقرة | حـ 221 | آية 195 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة البقرة | حـ 221 | آية 195 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة البقرة
مع كتاب الله في سورة البقرة يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو يعلمنا التفكير المستقيم وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين يعني انظر كم مبدأ هؤلاء أشياء كثيرة جدا إيجاز في إعجاز وأنفقوا والنفقة فيها خروج لأن كل كلمة في اللغة العربية تبدأ بالنون وثاني حروفها الفاء تكون بمعنى الخروج نفس النفس الخارج إنه نفر يعني خرج نفع خرج منه شيء للناس نفق
النفق تدخل من مكان وتخرج من مكان آخر والإنفاق في بذل وخروج للمال منك نفع نفر نفق نفس نفح يقال لك في نفحة النفحة هذه آه النفحة تعني شيء هكذا تعطيها نفخا فيخرج نفسه بالنفخ وهكذا وأنفقوا فيخرج بإخراج أي شيء معك بداخلك شيء كامن فيك فيبقى إذن هنا وأنفقوا أثبت الملك ما هو أن تنفق يعني ما معناه أن تنفق تخرج أي الشيء الذي
معك الشيء الذي أنت مثبت فيه الشيء الذي تملكه وأنفقوا أثبت الملك يعني كما لكن تنازل اترك دع قال لك أنفق والنفقة فيها الخروج والخروج معناه أنها شيء معك داخل معك تعطيه وأنفق طيب في سبيل الله فتكون النفقة قد تكون في سبيل الله وقد تكون لغرض آخر كالمجد بناء المجد تجد بعض الناس يعملون أوقافا من أجل أن يكتب اسمه على المؤسسة الذي ينفق فيه ليخلد بعد أن يرحل من هذه الحياة الدنيا يكون ليس في سبيل الله، إنما الأعمال بالنيات،
وأنفقوا في سبيل الله هذه مقصورة على القتال أم أن القتال هذا أحد أنواع سبيل الله؟ قال لك لا، أحد أنواع سبيل الله، في سبيل الله يعني في كل شيء، انظر الفقهاء أصبحوا في عصر من العصور يحتاجون فيه إلى القتال لأن العالم كله يقاتلنا، قوم يقاتلون في سبيل الله أي أن القتال أولى الحاجات وواجب الوقت الذي نعيشه هو أن ندافع عن أنفسنا، هاجمنا الفرس والروم، هاجمنا بعد ذلك التتار والصليبيون، هاجمنا بعد ذلك الاستعمار، هاجمنا طوال حياتنا ونحن يهجمون علينا ونحن قاعدون في أمان الله وهؤلاء هجوم هاجموا علينا وطردونا من الأندلس هاجموا علينا وطردونا من الهند هاجموا علينا وهكذا حسنا ونحن
لم نهاجمهم نحن دخلنا وتزوجنا وكونا أسرة والأسرة في البيت تنتشر ببعض الأحكام الفقهية أن المسلم يجوز أن يتزوج غير المسلمة وأن الأولاد يصبحوا مسلمين وأنه يجوز للرجل أن يعدد الزوجات ويجوز له أن يطلق وأنه لا يجوز للمرأة المسلمة أن تتزوج غير المسلم خمسة أحكام نشرت الدعوة بالسهولة بالمحبة بالحب بالعائلة لم نبد شعوبا ولم نعمل تفريقا عنصريا ولم نفتح محاكم تفتيش ولا أي شيء ليس هناك شيء نعتذر عنها، ما ارتكبنا جريمة نعتذر عنها ولا أكرهنا الناس على أن تترك دينها ولا استعمرنا وحملنا كل الأموال
إلى الحجاز مثلا لكي نجعلها جنة الله في أرضه، هذا أجمل الحجاز وأفخر بلاد الله حتى ظهر البترول. المسلمون فعلوا ماذا؟ تشنيع فقط عليهم من يمين وشمال، لم يفعلوا شيئا. فعلوا كل خير كل خير فعلوا ولا استعبدنا شعوبا ذهبنا إلى أفريقيا وذهبنا حاملين ستين مليونا ولا قتلنا مائة مليون هندي أحمر ولا السكان الأصليين لتسمانيا ولا أي شيء لم نفعل شيئا لكن كان هناك شخص يمشي في الطريق وقال لآخر اخص عليك ربما تحدث حادثة أي إن هذا ليس نظاما، نظامنا كان بريئا نظيفا لا يعرف هذه الأشياء. سيدنا لقمان كان أسود، سيدنا بلال كان أسود، فالمسلمون لديهم من
هؤلاء الناس السود أولياء الله الصالحين أهل الله، ويدخل على شيخه أسود أحمر أبيض لا يفرق إلا بالتقوى، طوال عمر المسلمين هكذا ليس لديهم شيء اسمه أن الأسود لا يتزوج سوداء إلا سوداء وأنهم لا يدخلون المطاعم لا حسنا الناس وصلت إلى هذا الآن، ماش، إنهم يفسدون من الله ومن منهج الله في بعض الأحيان عندما يفسد عليهم الحال بما قد اخترعوه من أنظمة فشرعوا الطلاق، لم يشرعوا بعد ذلك ألغوا الرق الذي ترى الشريعة الشريفة إلغاءه ومنعوا التمييز العنصري ورأوا أنه ضد الإنسانية الحمد لله الذي جعلنا مسلمين وأنفقوا
في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة انظر هذه العبارة معناها أنك إذا بخلت فقد قدت بنفسك إلى التهلكة ولكن ما رأيك هل تنفع وحدها تأخذونها هكذا وتحملونها وتصبح عنوانا من غير سياق، وسياق "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة" يعني لا تنتحروا، و"لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة" يعني إذا لم تستطيعوا شيئا فاتركوه وتجاوزوه إلى ما تستطيعونه، حكمة. و"لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة" يبقى لها أفراد كثيرة، مرة في السياق ومرة بالاستقلال، وهذه نسميها ما المعنى المستقل؟ المعنى المستقل نترك السياق والسباق وإذ بها تصلح
لأن تكون مبدأ يسير عليه المؤمن في كل حياته في السياسة وفي الاقتصاد وفي الاجتماع وفي كل شيء لا تزر وازرة وزر أخرى هذا خارج السياق والسباق وليس للإنسان إلا ما سعى هذا والقصاص حياة هذا فما يكون هذا المعنى المستقل وأحسنوا، هذه الوحدة تحتاج إلى سنة لشرحها، وأحسنوا، اعبدوا الله كأنكم ترونه فإن لم تكونوا ترونه فإنه يراكم، إن الله يحب المحسنين، فاللهم اجعلنا منهم، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته