سورة البقرة | حـ 224 | آية 197 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة البقرة يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو يفصل بعض أحكام الحج: الحج أشهر معلومات، والأشهر المعلومات هي شوال الذي يدخل برؤية هلال شوال بعد انتهاء رمضان، فعندما يؤذن المؤذن لصلاة آخر يوم من أيام الصيام نكون قد دخلنا في أول يوم من تلك الأشهر المعلومات ونحن نفطر في آخر يوم وهو آخر يوم صمنا سواء كان تسعة وعشرين أو ثلاثين من رمضان، أذن المؤذن فابتدأنا نفطر، وهذا
الإفطار معه يجوز لمن أراد الحج أن يقول لبيك اللهم بعمرة هذا العام أو بحج هذا العام فينعقد حجه، فلنفترض أنه قالها قبل المغرب لا ينعقد حجه قبل المغرب الذي يؤذن له بخمس دقائق قال لبيك اللهم بحج لا ينفع، وهذا مثل ما قبل صلاة الظهر قبل أذان الظهر فذهب عنده وبقي يصلي الظهر ودخل يصلي الظهر أربع ركعات لا ينفع لماذا في غير هذا الوقت الذي يعمل كما لو صام في شعبان صام في شعبان كله ولا يكفي عن رمضان
لا ينبغي أن يكون في نظام في وقت المواقيت يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج ولذلك فهذه المواقيت معتبرة محترمة هي محل العبادة ولذلك هنا يقول الحج أشهر معلومات وهذا جواز الحج في غير تلك الأوقات كما أنه لا يجوز أن نصلي الصلاة قبل وقتها أو أن نؤخرها بعد فوات وقتها، كل ذلك لا يجوز إلا لعذر. أما التأخير فجائز لكن التقديم لا يجوز مطلقا، لا لعذر ولا لغيره، فلا يصح أن أصلي اليوم الآن صلاة الظهر التي تخص الغد.
غدا صلينا الآن ما دمنا متفرغين ما دام لا يوجد هذا النظام في الإسلام الحج أشهر معلومات تبدأ بالمغرب من آخر يوم في رمضان وبذلك نكون دخلنا في أول شوال وتستمر ذو الحجة ذو القعدة كلها وحتى فجر يوم العيد قبل فجر يوم العيد يجب أن أقف على عرفات لو أقف ليلة العيد فيها ولا نهارا كذلك عرفات ولا ليلة العيد ولا شيء يبقى فاتني الحج يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم الحج عرفة يعني الركن الأعظم في الحج هو عرفة
فمن فرض فيهن الحج يعني هذه الأشهر فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج الرفث كناية عن الكلام القبيح والفسوق كناية عن الآداب المخالفة التي لا تخالف العقيدة تجده يدعو إلى الفساد في الأرض والجدال كناية عن المراء والمراء لا يبتغى به الله ولا وجه الله وأنا ضامن ببيت في ربض
الجنة لمن ترك المراء ولو كان محقا ومن تعلم العلم ليماري به العلماء ويجاري به السفهاء يا ماري من المراء فالجدال هنا ينهى ربنا عن كل نوع من أنواع المشاحنة والمخاصمة والنزاع بين الناس بغير حق وإنما بالهوى، أما المناقشة العلمية وعرض الآراء فيما يفيد المسلمين وتقريب الأمر بالنظر فهذا ليس من الجدال، فلنا أن نجتمع في الحج وأن نعرض مشكلات المسلمين وأن
نتناقش حولها وأن كل منا له حجته ووجهة نظره في حلها وأن نتفق وأن نختلف في هذا ونقول لا هذا يترتب عليه كذا وكذا من المفاسد أو كذا وكذا من المصالح ونتناقش، هذا ليس من الجدال وإنما الجدال هو الانتصار للنفس بالحق أو بالباطل، الجدال هو المراء من أجل أن نتعالى على الآخرين نظهر أننا أقوى حجة منهم، الجدال هو نوع من أنواع الخصام والنزاع ولذلك يقول ربنا ولا تجادلوا أهل الكتاب ثم جاء لماذا إلا بالتي هي أحسن لأنه لو
تركها هكذا لأصبح نهيا عن كل مناقشة، متى يكون الجدال مناقشة إذا كان بالتي هي أحسن فإذا لم يكن بالتي هي أحسن على خصامه ومنازعته وما تفعلوا من خير يعلمه الله، فالحج خير وترك هذه الأمور خير، والخير هنا مطلق فيدل على القليل والكثير، وما تفعلوا من خير يعني ولو كان مثقال ذرة يعلمه الله، وعلم الله يقتضي منه سبحانه أن يجازيكم على الخير خيرا، وتزودوا فإن خير
الزاد التقوى، هذا كلام يحتاج إلى تفصيل في لقاء آخر، نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.