سورة البقرة | حـ 229 | آية 200 : 201 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة البقرة يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو يشرح لنا بعض أحكام الحج: فإذا قضيتم مناسككم، المنسك العبادة المتعلقة بالحج، ذهبنا وطفنا وأدينا العمرة وتحللنا أو قرننا أو كذلك إلى آخره. وبعد ذلك ذهبنا إلى عرفات وأفضنا من عرفات ونزلنا إلى مزدلفة وبعد ذلك نزلنا ورمينا الجمرة مناسك، طيب ما جاء بها هنا الجمرة، أجل ما هو لم يفصل أحكام الحج تفصيلا كالصيام وإنما
فصل بعض أحكام الحج وليس كل أحكام الحج، طيب إذن الباقي نعرفه من أين؟ الباقي نعرفه من قال صلى الله عليه وسلم: صلوا كما رأيتموني أصلي، وفي الحج قال: خذوا عني مناسككم. ننظر ماذا يفعل وكيف نفعل، لأنه هو إنسان عين الحضرة القدسية صلى الله عليه وسلم. ما هو إنسان العين هذا؟ هذا هو البؤبؤ الذي تبصر به. وماذا يعني إنسان عين الحضرة القدسية؟ يعني الإمام. عندما نكون في الحضرة القدسية الإلهية ونريد أن نطيع الله فلننظر إليه صلى الله عليه وسلم ونعمل مثله، فإن
افترضنا أننا لم نره فسنضطرب وسنضطرب، لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا، وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا حسنا قضينا مناسكنا ما الإطار العام للعبادة الذكر قلناها عدة مرات هذه فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله إذن ماذا كنا نفعل كنا نذكر الله هو ذكر في ذكر في ذكر هكذا هو نعم هذه قضية الدنيا والله هل يوجد أجمل من هذا هي القضية الخاصة بالدنيا هذه من غير الله لا
تساوي شيئا، لو سحبنا قضية الله من حياة الإنسان فلن تخلو، وإنما ماذا يأتي بعدها؟ الشيطان يعدكم الفقر. إذا خرج الله من القلب يبقى فيه الشيطان. يا أبت لا تعبد الشيطان، أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو، بئس للظالمين بدلا، يا الله الشيطان ولذلك هذا الكلام ليس فقط قاصرا على الفرد بل على الجماعات وعلى الأمم وعلى الدول وعلى المناهج وعلى الأفكار فاسأل
أيها الإنسان نفسك هل هناك الله في عقلك في عقلك وروحك ونفسك وحياتك ومنهجك وتفكيرك تحسب له حسابا أم لم تذكره قط وليس الله موجودا في منظومتك وأنت تخطط وتنفذ أشياء ولكن كلها ليس فيها الله، هذا اسأل نفسك اسأل نفسك على مستوى المجتمع البشري وعلى مستوى الإنسان الفرد أين الله في حياتك، فإن كان هناك الله في حياتك فمهما أخطأت فخطؤك له أجر وخطيئتك إذا استغفرت
الله يغفر لك وفعلك الخير يعطيك عليه عشر حسنات وإذا لم كان في الله خلاص فأنت مضطرب وعلى فكرة لن تكون وحدك سيكون معك الشيطان اقرأ القرآن كله ستجده ينهاك عن عبادة الشيطان هو الشيطان يعبد نعم نسوا الله فأنساهم أنفسهم فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا ما هذا ذكر آبائنا هذا هل يوجد أحد ينسى ما اسمه؟ عندما يسأل المرء عن اسمك فيقول فلان بن فلان، فقد أصبح ابن فلان جزءا
منك كما قال تعالى "واذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا" لأن أباك أصبح جزءا منك لا تستطيع التخلص منه، أو أشد ذكرا، أشد حتى من أبيك وأشد ذكرا، لماذا؟ لأنه يقول لك حتى وكينونتك فلا تغب عن الله هذه أشد ذكرى، أنت وأنت تذكر ربنا كما أنت تذكر أباك يبقى ذاكرا وهو يمشي، لكن في درجة أكثر من ذلك أنك أصلا لست تذكر نفسك لأنك أنت كل شيء تعمله دخل في دائرة الله ابتداء وانتهاء، فمن الناس من يقول ربنا يدعو
ربنا هو فانتبه هذا ليس كافرا انتبه هذا لا يزال قادما من عرفات وذكر الله كما أمره عند المشعر الحرام ثم بعد ذلك قضى من حيث شاء ورمى وذبح وحلق وعمل وسوى وكل الأشياء انتبه هذا نحن مع مسلمين هم طيبون هم فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وليس له في الآخرة من نصيب، ربنا يعني مؤمن بالله لكنه لا يريد أن يخرج من إطار الدنيا والدنيا فقط، هذا هو الخط الرفيع بين الحالة السيئة والحالة المرضية، الحالة
السيئة هي الانحصار في الدنيا لا يرى سواها، حسنا والحالة المرضية أن الدنيا جزء من الماضي ومن المستقبل وإليه نرجع هذا الماضي وهذا المستقبل والدنيا حاضرة تحت أمر الله وتكليفه فنعبده ونعمر الأرض ونزكي النفس أما الثاني يريد ماذا قال لك الدنيا فقط ما يوجد غير الدنيا فقط ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار فإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم السلام ورحمة الله