سورة البقرة | حـ 235 | آية 212 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة البقرة يقول ربنا سبحانه وتعالى زين للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا وبعد ذلك في وقفة لا بد من ذلك لا بد أن تقف والذين اتقوا فوقهم يشاء بغير حساب، بعد أن قص الله النمطين نمط عبادة الله وفي مقابله عبادة الشيطان، أخذ يصف هذا النمط الذي عبد الشيطان من دون الله فقال يصف حاله زين للذين
كفروا، ففيها جمال الزينة وفيها جاذبية الزينة وفيها شهوة، فإن الإنسان ينجذب إليها ويحبها فيتمسك بها، تبقى الزينة فيها إمساك. هذا ليس شيئا قبيحا، هذا مموه ومزين في الظاهر، ولذلك وهو ذاهب إليه ذاهب عن قناعة. فالزينة فيها قناعة، ليس هناك أحد مكره عليها. لا يأتي يوم القيامة ويقول إنني كنت مكرها على هذا، لا. هذا ربنا يبين لنا حقيقة نفسية
وهو أن هذا الكافر يرى ما يفعله زينة. فهو يحبها ويتمسك بها ويدافع عنها، ذهب إليها بإرادته وبشهوته، وهذا يؤدي بنا إلى ماذا؟ لأنه لا يقلق من كفره لأنه لا يحزن على كفره، فبمجرد أن تأتي لتقول له تعال آمن يقول لك نعم أنقذني من جهنم التي أنا فيها هذه، إلا من وفقه الله لكن الأصل أن هذا ثابت فيها طبعا وهذا يجعلك تفعل ماذا أيها الداعية الصبر وطول
البال والتلطف مع الاعتذار لماذا الله يكون في عونه هذا سيترك شيئا يحبه كثيرا هذا الإنسان فيه يقول لك هذا أنا عندي هذا هو أنا أحبه كثيرا ويضع يده هكذا دنيا يعني الدنيا لم تتمكن منه تقول له اتركها، فلماذا أتركها؟ فما هذا إلا في خراب الزينة أن تقف هكذا تسرح مع الزينة، هذه زينة للذين كفروا، إذن المسألة ليست سهلة، ولذلك إذا استطاع أن يغلب هذه الزينة ويغلب هواه وشهوته وحبه وانجذابه ويضحي بعبادة الشيطان، يضحي إلى هذه الدرجة، هو
لديه هكذا فيبقى ذلك له ثواب كبير عند الله ولذلك القضية هي هكذا هي قضية كفر وإيمان قضية عبادة الله وعبادة الشيطان ولذلك تهون المعاصي إزاء الكفر يقول لك الله هذا أنت هذا عاص شديد جدا لكن هذا رجل كافر ومؤدب نعم هو قلبه كله في عبادة الشيطان مصيبة زين للذين كفروا الحياة الدنيا هذه هي الصفة الأولى وعرفنا ما فيها وما على الداعية إزاءها من صبر وطول بال وتلطف ونصيحة ورجاء أن
يهديه الله على يديه لأن يهدي الله بك رجلا خير لك مما طلعت عليه الشمس وما غربت وفي رواية خير لك من حمر النعم المسألة الثانية ويسخرون من الذين آمنوا ما لا يتركوا المؤمن إذن في حاله ونتفق هكذا اتفاقا أن نتركهم يدخلون الجنة على راحتهم ونحن نتركهم يدخلون النار على راحتهم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا ماذا فعل الله أرجأ الحساب يوم الحساب في الدنيا نترك بعضنا، لكم دينكم ولي
دين، لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي، لست عليهم بمسيطر، إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء، أي اتركهم ولا تتركني أنا أيضا، والله هل أنا تركتك تدخل النار براحتك وأقول لك هذا طريق النار وآخرها نار قال لي ليس لك شأن قلت له حسنا لكم دينكم ولي ديني امض كما تشاء قالوا وجميع المعاصي من شعب الكفر أي من هذا الطريق أيضا المعاصي اتركني إذن في حالي أنا أرى أن هذا طريق الجنة وليس حرية هي ما تتركني أمضي أنا والناس
أصحابي في طريق الجنة قال لا أنتم أناس مفسدون ما وجه الإفساد إن أنتم لستم آتين معنا لكي نذهب إلى النار معا يا أخي ما لي نفس يا أخي والله هل الحرية في اتجاه النار فقط أم الحرية أن الذي يريد أن يذهب إلى النار يذهب والذي يريد أن يذهب نريد أن نفهم فقط أين هي الحرية، العدل يقول إنك تتركه حرا فمن شاء أن يذهب إلى النار فليذهب لا مانع لدينا، ومن شاء أن يذهب إلى الجنة فلا مانع فليذهب لا مانع لدينا، ولكن يا أخي سبحان الله
تراهم يسخرون منك والله، فلماذا إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون وإذا مروا بهم يتغامزون وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فرحين وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون وما أرسلوا عليهم حافظين فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون على الأرائك ينظرون هل جوزي الكفار ما كانوا يفعلون هذه الحكاية آخر المطففين هؤلاء قوم هنا أيضا كذلك يقول والذين اتقوا يوم القيامة أجلها إلى الآخرة، فماذا نفعل هنا إذن؟ اصبر إذن، والله يرزق من يشاء بغير حساب في
الدنيا وفي الآخرة، يرزق الهداية ويرزق الأرزاق. هذا ديننا، لا نكره أحدا عليه ونحزن إذا لم يفهمه الناس، وندعو الله سبحانه وتعالى بالهداية ونقول اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون، وإلى لقاء. آخر شيء نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله