سورة البقرة | حـ 241 | آية 217 | تفسير القرآن الكريم | أ د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة البقرة، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يمن علينا ويفتح لنا في كتابه مراده حتى نتعلم منه كيف نعيش وحتى نتعلم منه سعادة الدارين الدنيا والآخرة معا. يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو يعلمنا عن الأسئلة التي وجهها الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكانت قليلة قيل إنها لم تزد عن ثلاثة عشر سؤالا يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه سؤال
في الأصول أنقاتل في الشهر الحرام أم أن الحرمة التي كانت موروثة من دين إبراهيم لتلك الأشهر الحرم قد نسخت وألغيت وتبدل الحكم فيها، إن الله لما خلق الخلق حرم تلك الأربعة: حرم ذا القعدة وذا الحجة والمحرم وحرم رجب المفرد، لأنه وحده ليس ما قبله حراما وليس ما بعده حراما منها أربعة حرم، هل بقيت الحرمة؟ سؤال، ولذلك هذا السؤال ليس فيه مزيد تكليف. بالعكس هذا
سؤال قد يخفي وراءه الخروج من التكليف، هل لا تزال حكاية أنك قيدتني هذه الأشهر الأربعة أم فككنا القيد؟ أي أنه يسأل ليخفف وليس يسأل ليشدد، يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير، فيكون كبيرة من الكبائر فيكون حراما فلا نزال على الملة إبراهيم هو الذي سماكم المسلمين من قبل اتبعوا ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله
ذو القعدة وذو الحجة بالذات ومحرم يحدث فيها الحج ذهابا وإيابا حرم القتال فيها حتى تستقر رحلة الحج للحجاج وصد عن سبيل الله وكفر به هذا يشدد هم السؤال كان فيه أي تخفيف طلب التخفيف ملمح طلب التخفيف تجده في التشديد أنت تسأل لكي تخفف لا تخفف في هذا الموضع وهذا متسق مع الأصل أم هذا مخالف للأصل هذا متسق مع الأصل لأن الأصل عدم الحرب
الأصل الأمن الأصل السلام فهذا وهو يقول لك لا تقاتل متسق مع الأصل والمسجد الحرام كفر به والمسجد الحرام يعني كذلك ما لم تحترم المسجد الحرام كفرت بالمسجد الحرام يعني ما احترمته وإخراج أهله منه أكبر ليس القتال في الأشهر الحرم كبير وإثم من الكبائر اسم من الكبائر أكبر منه ما هو إذن وأعظم قال نعم الله هذه الذنوب منها وصغير بقى لما جاء قال أكبر وأكبر هذه
أفعل تفضيل وأفعل التفضيل يقتضي المشاركة مع زيادة أحد الطرفين على الآخر فيكون هذا إثم وهذا إثم أكبر منه فتكون الآثام متدرجة فتكون هناك صغائر وكبائر وهناك أيضا أكبر الكبائر فالقتال مصيبة ومخالف للأصل وفيه عدم تأمين استقرار الناس وأما الظلم فقد الذي فيه تشريد أهل المكان من مكانهم الذي فيه تحويل الشعوب إلى لاجئين الذي فيه أن الإنسان يذهب فلا يجد لنفسه وطنا، قال هذا أكبر، وإخراج أهله
منه أكبر عند الله، وإخراج أهله منه أكبر عند الله، والفتنة أكبر من القتل، الفتنة أكبر من القتل الذي سيحدث في القتال. وأكبر من القتل لأنك قد قتلته وهو حي، هذه الفتنة قتل وهي كذلك أكبر من القتل، فهذا الذي قتلته قد استراح أيها الشيخ منك ومن أفعالك، والذي ما زال حيا لا يزال تحت أتون وتحت نيران ظلمك وجورك، والفتنة أكبر من القتل، ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن عبادة الله وعبادة الشيطان اخرج من التكليف اخرج
من الوحي وابق مع الشيطان وسنقاتلك على ذلك ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون الذي يرتد منكم عن دينه هذا حاله في الدنيا إحباط الأعمال ولذلك من ارتد عن دين الإسلام فإن عمله يحبط يعني ماذا يعني لو كان صلى من قبل عشرين سنة وصام العشرين سنة وزكى وتصدق وعمل وهكذا ثم ارتد حبط عمله فماذا
لو رجع إلى الإسلام وقال يبطل بعض العلماء قال هذا حبط عمله هذا هو الذي مضى هذا أحبط انتهى يبقى يبدأ من جديد أم لا، أم له عند الله حاجة، فليبدأ إذن من جديد، فيكون الذي رجع إلى الإسلام هذا لازما عليه أن يقوم الليل ويصوم النهار كي يعوض، لأنه هذا لما رجع وبعض الناس قالوا: لا، إذا مات وهو مرتد أحبط عمله، وإذا لم يمت نرجع مرة أخرى، ربنا يقي النار هم فيها خالدون، سلام اللهم أحينا مسلمين وأمتنا مسلمين غير خزايا ولا مفتونين، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.