سورة البقرة | حـ 244 | آية 219 | تفسير القرآن الكريم | أ د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة البقرة يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو يسرد سؤالا من أسئلة قليلة سألها الصحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يسألونك عن الخمر والميسر. وقلنا إن هذه الأسئلة ما لم تزد عن ثلاثة عشر سؤالا كلها موجودة في القرآن يسألونك ماذا ينفقون يسألونك عن اليتامى يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه يسألونك عن الخمر والميسر فقط هكذا ثلاثة عشر سؤالا
يسألونك عن الخمر والميسر الخمر والميسر حرام بإجماع الأمة يأتي شخص ظريف يريد أن يتظرف قليلا ويقول لي الخمر أقول له نعم حرام فقال لي لكن ربنا لم يقل عنها إنها حرام هذا اسمه الفهم المعوج لماذا قال فاجتنبوه رجس من عمل الشيطان ما معنى فاجتنبوه يا هذا اجتنبوه واجتنبوه هذه ما معناها قال يعني نتركها جانبا هكذا يعني عندما آتي لأشرب لا أتركها أمامي أتركها جانبا ظريف هو انظروا أنتم تضحكون لماذا، تضحكون لأن هذا تقرر في دين الله ليس يريد يعني كلاما بعد. ربنا سبحانه وتعالى أيضا وهو يحرم
الزنا لم يقل هكذا أحرم عليكم الزنا، قال ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا. لم يقل حرموا، فتكون كلمة ولا تقربوا أشد من كلمة حرام كلمة فاجتنبوها أشد من كلمة حرام، ولذلك سموا الخمر بماذا؟ أم الخبائث، كما ورد في بعض الروايات أن الخمر أم الخبائث، ولماذا أم الخبائث؟ لأنها تذهب بالعقل، وإذا ذهب العقل فإنك حينئذ قد تقتل، وتزني، وتسرق، وتكذب، وتطلق، وتبيع، وتدمر حياتك ربما، ولذلك كانت أم المنكرات هي الخمر. يسألونك عن الخمر فهي حرام بالاتفاق، فإذا
كانت حراما فلنكسرها، قال لا الأمر ليس كذلك، سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه وأرضاه أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم ثوب حرير ونحن نعلم أن الحرير حرام على رجال الأمة، هذان أمسك بالذهب والحرير صلى الله عليه وسلم بيديه هكذا وقال هذان حرام على رجال أمتي أو على ذكور أمتي، حلال على نسائها أو على إناثها. فيبقى الذهب والحرير حرام على من؟ على الرجال وحلال على النساء. هكذا استقر الحال وعرف المسلمون هذا، فذهب
وأعطاه ثوبا من الحرير. شيء آت لك من سيدنا رسول الله، شيء عظيم تحب أن تلبسه؟ وتتزين بها وتتباهى فيها وشيء كذلك جميل هدية من سيدنا رسول الله فلبسه عمر، لبس هذا الثوب عمر وجاء للصلاة فسيدنا رسول الله قال له أتلبس الحرير يا عمر؟ الله أتلبس الحرير يا عمر؟ قال يا رسول الله ألم تهدني إياه؟ أليس أنت الذي أهديته لي؟ قال أهديته لك من تلبسه يعني وأنا أعطيه لك قلت لك خذ البس هذا نعم فالهدية ليس من الضروري أن تستعملها يعني
يمكن أن تأتيني هدية ساعة ذهب فأبيعها ولا ألبسها لأنها ساعة ذهب والرجل الذي أعطاني إياها لا يعرف أن الذهب حرام على الرجال فأحضر لي ساعة ذهب انتبه إذن أمام ساعة ذهب لا، طبعا إذا أعطاني ذهبا وأعطاني هدية ألبسها، لا، من الذي قال لك إن هذا تابع لهذا؟ ابق في تفكير مستقيم، هذا ليس تابعا لهذا، فسيدنا عمر عندما لبس اعترض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، سيدنا عمر لم يذهب فيخلع، ما هو حرام إذن، لم يخلع،
السوء كان كذلك هذا تفكير بعض الإخوة هكذا، ما دام حرام فيجب أن تخلع الآن، كيف تخلع وقد تكون هناك عورة، كيف تخلع حرام أن تخلع الآن، الله لقد حيرتمونا، حرام أن نلبس وحرام أن نخلع، يا أخي اجعل عندك عقل، عندما تذهب إلى البيت وتصبح لاعبا وتلبس شيئا آخر، الدين ليس أرى أن هذا منهج كثير جدا من الناس يفكرون الآن هكذا كبيرهم وصغيرهم، فما إن يدخل أحدهم في مجال الدين حتى نجد أنه حدث خلل عنده في الفكر المستقيم، لا هذا غير هذا، انظر سيدنا عمر لم يخلع وهو جالس لأنه سيكشف
عورته هكذا، كذلك سيدنا عمر لم يعترض على عمر لما ذهب وخلع لم يقطع الثوب فماذا فعل فيه أهداه لأخ له مشرك أخرجه البخاري والله طيب أليس هو حرام على الذكور نعم يا أخي على الذكور متى يقول وهذا مشرك لم يدخل بعد في الأمة أعنه على الأسهل يا أخي فكر بصحة لا تقرف فكر بصحة كفوا عن هذا، لقد مللنا من التفكير الذي ليس مستقيما، فليهدأ لأخ له مشرك، يا له من أمر رائع لو جلسنا مع هذا الحديث فيما أخرجه البخاري لكي نصحح عقولنا ستكون أمرا جميلا، وإلى لقاء
آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة