سورة البقرة | حـ 249 | آية 220 | تفسير القرآن الكريم | أ د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة البقرة يقول ربنا سبحانه وتعالى "ويسألونك عن اليتامى"، ثم رسم لنا كيف نتعامل مع عنوان الخير. اليتيم هذا عنوان الخير، واليتم صفة من صفات النبي صلى الله عليه وآله. وسلم واليتيم ينبغي أن يرفع رأسه وسط الناس لأنه باب الخير لهم، ومن وضع يده على رأس يتيم كتب الله له بكل شعرة من رأس اليتيم حسنة، ومن كفل يتيما جاور النبي صلى الله عليه وسلم في علو قدره ومكانته ومكانه
في الجنة "أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة" فاليتيم ينبغي من غير كبر أن يعرف أنه سبب للخير وأنه ليس لأحد منة عليه ومن أراد أن يكفل يتيما فليعرف أنه ليس له منة على ذلك اليتيم بل ذلك اليتيم هو سبب خيره عند الله. لكن الأمر منعكس فالناس تظن أن اليتيم هذا يا للأسف يجب أن يكون مذلولا ومنكسرا إلى آخره فرفعه الله وأزال خسته بعزة من عنده ولكن هذا يجعلنا
نرسم برنامجا لكيفية تربية هذا العنوان من عناوين الخير فلا نضيعه والناس اعتادوا على أن يضيعوا اليتيم فيجب أن نقاوم أنفسنا في هذا لأن هذا مخالف لمراد الله حتى ضربوا المثل فقالوا أضيع من اليتيم على مائدة اللئيم عندما يأتي اليتيم وهو اليتيم الذي لا أب له فيستهان به فيكون في حاشية المائدة حتى يزاحمه الناس فلا يأكل فيبقى في نوع من أنواع الإهانة والتهميش أضعت على نفسك الخير كله فماذا
نفعل معهم قل إصلاح لهم خير فالخير خير هذه أفعل تفضيل أي أخير أي أحسن إن ضيعته فستكون مصيبة، أما إن أصلحته فإن الخير سيعود عليه وعليك، فانتبه. الناس خائفة لأن مال اليتيم إذا دخل في مال الإنسان دخل بالوبال والعار والنار. حسنا وبعد ذلك خفف من غلوائهم، لا تكن متطرفا هكذا في الفهم، افهم الدين صحيحا. ليس معنى أن أقول لك الخمر
حرام أن الذي يشرب أو تدخل عليه وتعتدي على حرماته لكي تكسر الزجاج الذي عنده، ما هذا؟ هذا تطرف. أو أقول لك إن مال اليتيم خطير، فتأتي ترمي اليتيم في الشارع، هذا تطرف. فربنا لكي يخفف من غلواء من يريد الغلواء يقول "وإن تخالطوهم فإخوانكم"، يبقى إذا سنخالط اليتيم وليس معي أموال. أنفق عليه أنفق من ماله، طيب عملنا قليلا من الطبخ على قليل من اللحم، أكل أيضا من هذا اللحم بالمعروف هكذا، هو ليس هناك شيء ولكن هذا اليوم على حساب اليتيم وماله، ما هم عندي في السكن ها هو
تحت رعايتي ومثل أولادي، ولو أخطأ أفزعه قليلا هكذا وأؤدبه، لن أي أنه هكذا علمه ورعاه وعندما حرره رفعه واحتضنه وأخذه إلى الطبيب وأنتم خالطتموهم فهم إخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى والنية هي أساس العمل وبالنية التي تكون في القلوب تصلح الأعمال أو تفسد فإن كانت نية خير فهي نية خير وإن نية شر فنية شر وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح
ولو شاء الله لأعنتكم كما تريدون لأعنتكم مثل هؤلاء الذين يفكرون في العنت ولقال لكم يجب عليكم رعاية اليتيم ولا تأكلوا منهم شيئا وتبقى مصيبة عنت بقي صعوبة إن الله عزيز قوي عظيم حكيم هناك حكمة بالغة في أمره سبحانه وتعالى ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لأعنتكم لكنه لم يفعل ذلك بل رحمكم إن الله عزيز حكيم إذا
يجب علينا أن نعلم أن الله إذا دخل حياتنا صلحت وإذا نسيناه من حياتنا فسدت حياتنا وفسد الأمر كله يجب علينا أن نؤمن بهذه الحقيقة الواضحة البسيطة أن الله سبحانه وتعالى كلما كان موجودا في حياتنا وكلما راعيناه في أفعالنا فإن البركة ستحل، وإذا ما أبعدناه من حياتنا فإن البوار والكساد والهلاك هو النتيجة التي جلبتها أيدينا بسوء أعمالنا، وإلى
لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة السلام عليكم