سورة البقرة | حـ 253 | آية 224 | تفسير القرآن الكريم | أ د علي جمعة

سورة البقرة | حـ 253 | آية 224 | تفسير القرآن الكريم | أ د علي جمعة - تفسير, سورة البقرة
الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة البقرة يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو ينشئ عنصرا مهما في التعامل بين العبد وربه ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس والله سميع عليم إذا لا يتحجج أحد فيما يتعلق بربنا بأن هذا العبد لا يفعل الخير، فإذا ما سألناه ما الذي منعك من فعل الخير يقول والله أنا حلفت بالله
ألا أفعل وتعظيما لشأن الله لا أفعل، ولذلك ولهذه الآية فإن حقوق العباد لا تتقادم ولا يعفى عنها إلا بإذن صاحبها ولا تسقط، وحقوق الله تسقط بالتوبة بالعفو وبالأعمال الصالحة التي يبدل الله فيها السيئات حسنات ويمحو الله السيئات بالحسنات، الإقرار أمام القاضي في حقوق العباد لا
رجعة فيه، أما في حقوق الله ففيه الرجعة بالرغم من أن الإنسان يتصور العكس لعظمة الله ولعظمة شأنه وجلاله سبحانه وتعالى فإنه يظن أنه يكون مقدما وأنه لا رجعة في تسامح ولا تهاون ولكن الأمر ليس كذلك عدم العفو متعلق بحقوق العباد والعفو بحقوق الله سبحانه وتعالى فلو جئت أمام القاضي واعترفت بأنني مدين لك بألف وفي الجلسة الثانية قلت لا أنا ظننت أنني مدين بخمسمائة فقط لا يقبل القاضي مني هذا واعترافي وإقراري
بالمديونية لا يمكن الرجوع فيه إلا إذا عفا الدائن فهذه قضية أخرى فلا يجوز الرجوع في الإقرار إذا تعلق بحقوق الناس بحقوق العباد فإذا جئت واعترفت بشيء من الحدود بشيء من الذنوب التي توجب الحدود ثم بعد ذلك أنكرت وقلت لا إنني كنت في حالة نفسية سيئة وقلت هذا الكلام فإن القاضي يقول لي فاخرج أيضا ويقبل مني العودة فيما تعلق بحقوق الله لأن الله عفو غفور ولأنه عندما وضع الحدود وضعها درءا للفساد وليس انتقاما للمذنب ولأن
الله سبحانه وتعالى واسع وكذلك هنا فأنا حلفت ألا أكلم فلانا وعدم كلام فلان يعني فيه خصام ونزاع يعني فيه بيني وبينه مشاحنة والله لا يرضى بالمشاحنة بل يرضى بصلة الأرحام إن كان بيني وبينه رحم وبحسن الجوار إذا كان بيني وبينه جوار وبأن التبسم في وجه أخيك صدقة وبأنه خيرهما الذي يبدأ بالسلام إذا كان هناك خصومة بين اثنين فإن الشرع قد أمرنا بالمصالحة وبحسن الخلق وبحسن المعاشرة وبحسن الجوار إلى آخره حسنا
واليمين التي أنا ما فعلته هذا ماذا أفعل به، لا تتذرع به، اذهب فكفر عنه، كفر عن يمينك هذه وارجع مباشرة إلى فعل الخير. سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمنا القرآن وكان ينفذه عمليا حتى نتعلم منه، فكان إذا أقسم على شيء ثم ظهر له شيء أبر منه فعل الذي أبر وكفر عن يمينه والكفارة عن اليمين إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم وكان قديما يوجد عبيد
والشرع يسعى لعتق العبيد والحرية فقال لك أو عتق رقبة فإن لم يوجد عتق رقبة وليس معي ما أطعم به عشرة أو أكسوهم أيضا قال إذن صوم ثلاثة أيام هذه كفارة اليمين بعض الناس هيا نذهب لنصوم ثلاثة أيام متتالية، لا بل أنت تصوم ثلاثة أيام إذا فقدت الإطعام، وفقدان الإطعام أو فقدان الكسوة يحدث بأمرين: إما أنه ليس معك مال تنفقه، وإما أنك لا تجد فقراء تطعمهم، وهذا وارد أيضا في المجتمعات الغنية ألا تجد الفقير الذي تطعمه، فجميع الناس شباع. هذا نادر ولكن موجود أن لا تجد في مدينتك الفقير الذي تطعمه أو تكسوه جميع الناس مستغنون إذن
فهذه قاعدة في التعامل بين العبد وبين ربه ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم اعتبروا يعني لا تجعلوا ربنا عقبة في طريقكم للبر وتتقوا وتصلحوا بين الناس ثلاثة أشياء هي والله سميع عليم فلا يضيع أجر من أحسن عملا وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته