سورة البقرة | حـ 259 | آية 228 | تفسير القرآن الكريم | أ د علي جمعة

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، مع كتاب الله وفي سورة البقرة حيث يقرر الله لنا أحكام الطلاق بين الزوج وزوجته ويقرر فيقول وبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن أرادوا إصلاحا، فهذا يتحدث عن الطلاق الرجعي وقلنا أن الطلاق على صنفين إما أن يكون رجعيا وإما أن يكون بائنا، فالرجعي يجوز للرجل أن يرجع زوجته لأنها ما زالت زوجة له، والبائن لا يجوز له أن يفعل ذلك كما لو طلق القاضي أو طلقت بشرط اشترطته عليه وكان
ذلك الشرط أن تطلق نفسها بائنا أو اختلعت منه خلعا، فكل ذلك بائن لكنها تعتد أيضا وتنتظر. الثلاثة القروء وذلك أن العدة ليست فقط لحق الزوج وإنما لخلو رحمها وأيضا للتعبد لله، أي من غير سبب، أي أن امرأة تقول بعد شهر تأكدت من خلو الرحم، ثم إن هذا بائن فلماذا لا أتزوج؟ فنقول لا بد من انتظار الثلاثة للتعبد تعبدا لله، وهذه الفترة تبين مدى قدسية وإنه ليس من اللهو ولا اللعب، إنما
هي حياة يجب علينا أن نتأمل في قدسيتها، ولذلك بعض الناس يسميه الرباط المقدس، نعم لأنه رباط كان تحت اسم الله سبحانه وتعالى وتحت كتابه وسنة نبيه، وباسمه وبسنة نبيه الطاهرة كلها، ولذلك كان محترما معتبرا مقدسا تترتب عليه آثاره والعواقب. على قسمين بائن بينونة صغرى وهذا معناه أنه بانقضاء العدة فقد بانت منه هذه الزوجة فيجوز لها أن تذهب وأن تتزوج وبائن بينونة كبرى فلا يحل
لها أن ترجع لزوجها الأول إلا بعد أن تتزوج زوجا آخر وهذا ما سوف نراه في الآية التي بعدها الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان إذا كان لدينا طلاق رجعي وطلاق بائن وفي البائن لدينا بينونة صغرى وبينونة كبرى إذن الطلاق على ثلاثة أنواع رجعي وبائن بينونة صغرى وبائن بينونة كبرى الرجعي يجوز للزوج أن يراجع زوجته دون إرادتها أي حتى لو كان دون إرادتها البائن بينونة صغرى لا يجوز له أن يراجعها إلا بعقد جديد حتى لو لم تنقض
العدة فمن خالع زوجته وأراد أن يراجعها ووافقت لأنه لا بد من رضاها وموافقتها فإنهما يعقدان عقدا جديدا بمهر جديد بقبول جديد برضا جديد وبشهود وولي وهكذا جديد كله هذا جديد وبداية بيننا كبرى ولا يحل للمرأة أن ترجع إلى ذلك الرجل إلا إذا كانت قد تزوجت برجل آخر كما سنرى إذا كانت المرأة تريد أن ترجع إليه في البينونة الصغرى بأن خلعته أمس تم الخلع فلا
بد اليوم أن تعقد عقدا جديدا لأن هذا من البينونة الصغرى ولا يلزم أن تمضي عدتها في البينونة الصغرى فلو طلق القاضي أو طلقت بشرط أو كان على خلاف وأراد أن يعود مرة ثانية فإنهما يعودان بعقد جديد وعقد جديد معناه مهر جديد وشهود جدد وقبول وإيجاب جديد يكشف عن رضا جديد وقوله وبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن أرادوا إصلاحا فإن لم يريدوا إصلاحا بأن أراد أن يرجعها حتى يؤذيها
وأن ينتقم منها وأن يحصل منها متاع الدنيا وأن يفعل كذا وكذا فحرام عليه ذلك الشروط اللغوية أسباب شرعية سبب الرجوع هو إرادة الإصلاح إنما الأعمال بالنيات أما إذا أراد الدنيا وزينتها فحسيبه ربه لا يكون هناك بركة ولا يفلت من تعامل الله معه في الدنيا قاعدة ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف هذا هو مبدأ يحكم
العلاقة الاجتماعية بين الرجال والنساء وللرجال عليهن درجة، هذا هو أيضا المبدأ، القيادة في الأسرة هي للرجل. لو تركنا الطبيعة تعمل لغلب الرجل المرأة بجسده وبسلطانه هكذا، لو تركناها بالجسد فقط، لكن الله حجم الرجل وقال ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف، ثم أعطاه شيئا من السلطة حتى لا يخرج عن الشريعة فإذا خرج عن الشريعة لا نعرف أن نضبطه وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم يعني لا تستهينوا فالله أقوى منكم لا
تستهينوا لا تستهينوا بهذا فإن الله قوي عزيز حكيم أن أعطاكم هذه الدرجة وحكيم أن جعل العدالة لا المساواة بين الرجل والمرأة وحكيم يدبر كونوا كيف تشاؤون على أبدع ما تكونون وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته