سورة البقرة | حـ 260 | آية 229 | تفسير القرآن الكريم | أ د علي جمعة

سورة البقرة | حـ 260 | آية 229 | تفسير القرآن الكريم | أ د علي جمعة - تفسير, سورة البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة البقرة ومع الأحكام التي علمنا الله إياها بشأن الانفصال بين الزوجين يقول سبحانه الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان الطلاق مرتان أما الثالثة فلا عودة بعدها فمعنى هذا الطلاق مرتان أي أن الطلاق يقع ثلاث مرات ثم ينتهي وهذا الذي أخذه العامة وقالوا الثالثة ثابتة الثالثة ثابتة
يعني الثالثة يعني الثالثة ثابتة يعني ثابتة الثالثة ثابتة أخذوها من أحكام الطلاق ولو أن أحد الباحثين الاجتماعيين جمع ما يجري بين الناس من ألفاظ وأصلها في تأثير الدين فيها عملا جيدا ما رأينا أحدا فعله ثلاث مرات جاءت من أين من الطلاق الثلاث هو يقول لك الاحتياط واجب هذه قاعدة فقهية الاحتياط واجب وهكذا تبحث عن هذه الأشياء طيب الطلاق مرتان ولماذا لكي يتيح الله تجربة جديدة فإذا
حدث الطلاق المرة الأولى وأرجعنا الزوجين بإرادة الإصلاح فحدث الطلاق المرة الزوجين إرادة الإصلاح فحدث الطلاق للمرة الثالثة تبين من ذلك أن هذه التجربة تجربة فاشلة وأنها لا ينبغي أن تستمر بهذه الطريقة ومن أسباب نجاحها لو عادت التجربة فليكن هناك أسرة جديدة وتجربة جديدة فإذا نجحت التجربة الجديدة فبها ونعمت فإن
المرأة وهي الجانب الضعيف في هذه المعادلة وجانبها الضعيف يأتي ذلك من كونها هي التي تحمل وهي التي تخرج منها الحياة، وجانبها الضعيف في ذلك أنها تحتاج إلى الرعاية والعناية، حتى قالوا إن الأنوثة تحتاج إلى الرعاية دائما، أي مهما بلغت المرأة من العمر فإنها تحتاج إلى العناية والرعاية، ومن هنا كفل لها ربنا سبحانه وتعالى هذه التجربة أن حياة جديدة لأنها لم تستقر نفسيا مع الأول،
فإن استقرت مع الثاني فبها ونعمت، وإن لم تستقر فليطلقها، وإن لم تستقر فكان لها الولد من الأول، وإذا كان للمرأة ولد من الأول سميت عند العرب بالمرأة اللفوت لأن قلبها يلتفت إلى ولدها أكثر مما يلتفت إلى زوجها لأنها تحب ابنها. أكثر من حبها لزوجها في الغالب الأعم يمكن أن تحدث حالة كهذه أن تحب زوجها أكثر من ابنها خاصة إذا كان الولد عاقا أو كان غائبا أو كان مجرما وخاصة إذا كان الرجل محبا
أو كان كريما أو كان قائما بواجبه في الرعاية والعناية يمكن أن يحدث أن تحب المرأة من ابنها حتى لو كان هذا الابن منه أو من غيره، وهذا نادر والنادر لا حكم له. فقد جبلت المرأة على أن تحافظ على الحياة بحبها لأبنائها حبا غير مبرر، لا نعرف لماذا تحبهم هذا الحب غير المبرر، وترتكب من أجل ذلك أفعالا غير مبررة، ولكن الله هو الذي خلق. ذلك في قلبها حفاظا على الحياة وإقامة لها مقام الأرض التي خرجنا منها فهي أم والأمومة تقتضي ذلك ولذلك يسمون
الأرض أما الطلاق مرتان بعد ذلك لو أنها طلقت من زوجها الثاني فسنرى ما الذي سيكون ولعلها أن تريد أن ترجع للأول ويريد الأول أن تلتئم الأسرة فإذا كان ذلك كذلك عاد مرة أخرى بثلاث جديدة يبقى إذا الطلاق مرتان فالطلاق ثلاث والثلاث في عقد واحد فإذا بعد ذلك رجعت إليه رجعت إليه بثلاث جديدة رجل طلق زوجته طلقة بائنة بينونة صغرى ومضت عدتها فتزوجت رجلا آخر فطلقها
فأراد أن يتراجعا بثلاث ولا باثنتين بثلاث عند المفتي به خلاف بين العلماء هل الزواج الثاني يهدم الأول أم يهدم الثلاثة فقط يعني يجب أن تكون قد طلقت ثلاث مرات حتى يهدموا فإن طلقها مرة أو مرتين فلا يهدموش نعم بعض الناس قال لا إذا كان الذي هدم ثلاثة يهدم الواحد والاثنين وهذا معقول وبه نفتي والثاني المذهب الثاني قال لا هذا جعله يطلق الثلاث فقط وما دام يطلق الثلاث فلا يطلق الواحدة والاثنتين، وهو الراجح في الفتوى والمعمول به في مصر أن من كانت هذه حالته
فإنه يردها إلى ثلاث جديدة، الذي هو المنطق المتبادر هذا "الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان" ربط الحالة الأسرية بالخلق الكريم وبدون خلق كريم فإننا نكون قد خالفنا شرعنا وأفسدنا في الأرض فسادا عظيما، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.