سورة البقرة | حـ 264 | آية 232 | تفسير القرآن الكريم | أ د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة البقرة يقول ربنا سبحانه وتعالى وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن انتهت العدة وبعد ذلك تكلما مع بعضهما بالهاتف اشتاق إليها واشتاقت إليه وهو كان الخلاف اشتد قليلا على والدها ووالدها اشتد قليلا عليه وكل هذا لمصلحة البنت، هي التي جلبت الكلام وبعد
ذلك قالت له لا ارجع إليه يا أبي ارجع إليه يا أبي شيء يخجل، ولذلك في الصعيد يقول لك والله إن إنجاب البنات عار لماذا، ما هو معتاد على أنه مجلس ومجلس الرجال هذا هو لازم في أن تمضي الكلمة قال له ليس بهذه الطريقة اصمت الله يؤدبنا ما هذا البنات عار وليس عارا الكلام السيء هذا قال ما هو أخجلني وجعلني أشتم الرجل وأفعل وكذا إلى آخره وفي النهاية ارجع إليه يا أبي ارجع إليه طيب لماذا لم تذهب بنفسك تحبينه هذا الحب كله فربنا قال لنا ما عليها تحملي أنت يقول ماذا فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن قالت له أنا أريد أن أرجع إليه يا أبي طيب الحمد لله يا بنتي
إذا تراضوا بينهم بالمعروف طالما اتفقوا أنهم لن يفعلوا ذلك مرة أخرى لن يجلبوا مشاكل عرفوا الأخطاء التي كيف سيقيمون حياة جديدة إن شاء الله، لا تقف أنت أيها الولي الأخ أو الأب في طريقها خاصة انتصارا لكرامتك أنت، ابق ترعى أختك أو ترعى ابنتك، ولكن ليس بالدرجة التي تمنعها من أن تعود إلى زوجها أو إلى أولادها أو ما إلى ذلك، هذا الكلام يوعظ به من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر أنت مؤمن بماذا بالله واليوم الآخر
اعمل هكذا اضغط على نفسك ودع الفتاة ترى مصلحتها خذ إذن الجانب الآخر النفسي إذن ذلكم أزكى لكم وأطهر هكذا إنها تبقى مع رجل واحد أزكى وأطهر وفعلا الفتاة من داخلها أزكى وأطهر لها من أن تنتقل من زوج إلى زوج ثم تفشل مع هذا ثم تذهب إلى ذلك ثم تفشل مع هذا ثم تذهب إلى ذلك إذا كانت المسألة مبنية على الفشل فالفتاة هكذا نفسيتها لا تبقى مرتاحة ولكن الأزكى والأطهر أن توافق على أن
ترجع إلى زوجها الأول الذي تعرفا على بعضهما البعض نفسيا وحياتيا وأنتم لا تعلمون أيضا هذه نريد أن نكتبها وتبقى أمامنا هكذا دائما والله يعلم وأنتم لا تعلمون ماذا تتعلمون أنتم تعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا لكن الحقيقة إذا ما تدخلت فيها النفس البشرية والتقاطعات بين تلك النفوس جميعا والاجتماع البشري بتعقيداته وتركيباته إذا ما وصل الأمر إلى هذا لا يبقى والله يعلم وأنتم لا تعلمون إذا وصلنا إلى هذا فذلك
لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي يعلم النفوس وهو الذي خلقها وأهم من ذلك أنه هو الذي يهديها فالهداية ليست بيدك ولا بيد أحد ولا أنت تهدي أحدا ولكن الله هو الذي يوفقك فإذا أطعناه فلن تكون هذه الطاعة مؤسسة على العلم فقط، بل إنها تكون مؤسسة على العلم متوكلة على الله الهادي الموفق الذي يخلق المستقبل ويزيل العوائق ويهدي ويبارك. ولو أتينا بها بحساباتنا نحن لكانت قاصرة ولم يكن هناك عهد من الله أن يبارك أو أن يهدي. وهنا ندعو
بهذه الدعوة الصعبة: اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا عين ولا أقل من ذلك أقل من طرفة العين لأنه لو وكلنا إلى أنفسنا لم نقم بها لأننا نقوم بالله وهو يقوم بنفسه لا يحتاج إلينا ونحن نحتاج إليه هكذا انتهت أحكام الانفصال في ذاتها أحكام الانفصال التي بدأت بالإيلاء ثم بعد ذلك بالطلاق إذا ما أراد
أن يطلق والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء الطلاق مرتان فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن وانتهى من أحكام الطلاق فلو حصل الطلاق لحصل والعلاقة قائمة بولد بينهما والعلاقة قائمة بنسب بينهما كما قلنا إنه لا يجوز أن يتزوج أمها ولا بنتها ولا كذا إلى آخره، فالعلاقة قائمة مهما كان الانفصال قد تم. فخرج من هذا إلى قوله تعالى "والوالدات يرضعن أولادهن
حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة" وانتقل إلى أحكام الطفولة البريئة الشريدة بينهما ليقرر فيها حكما. وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله. وبركاته