سورة البقرة | حـ 270 | آية 233 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة البقرة | حـ 270 | آية 233 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة البقرة يقول ربنا سبحانه وتعالى: لا تكلف نفس إلا وسعها، لا تضار والدة بولدها ولا مولود له بولدها. عدل، إنصاف، توازن. والله سبحانه وتعالى جعل العدل والإنصاف هو الأساس. الملك وأساس الحكم ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا إذا العدل مجرد عن الأشخاص والقرابات والأنساب والتحيزات والتحزبات هو شيء واحد مستقل ولا
يجرمنكم شنآن قوم يعني أنكم تكرهون بعض الناس نكرههم يقول لكم إن كرهتموهم لا تبخسوهم حقهم لا تكذبوا عليهم إذا كرهتموهم الكراهية شيء نابع من سوء العلاقات من خبرة السنين من أذية الخلق والتضليل بالكذب شيء آخر لأنه قد وصف كون الله بما ليس فيه يقول حدث كذا وكذا وهو لم يحدث يعني يقول إن ربنا خلق هكذا وهو لم يخلق فيكون قد افترى على الله فالكذب حرام لأن فيه اختلاقا على الله لأن الكذب تحكي عن حادثة وقعت إنما هو من خلق الله والله لم يخلق هذا فكأنك قلت إن الله خلق هذا وهو لم يخلق
فانتهى الكذب إلى الافتراء على الله فحرم وكان حراما العدل أساس الملك والإنصاف أساس الحكم بين الناس والتوازن هو المطلوب لا تضار والدة بولدها يبقى أنني طلقت المرأة أبقيتها أو كذلك إلى آخره، لا تجعل هذا الولد سببا في تعاستها، سببا في افتقارها، سببا في مشكلات تدخل عليها، حيث إنني قد تركتها من غير رعاية ولا عناية وتركت الولد كذلك من غير عناية ورعاية. لو طبقنا هذا الكلام لما كانت توجد ظاهرة أولاد الشوارع، معظم أولاد الشوارع
لهم أب وأم لكن ذهبوا إلى هناك عندما استهان الأب بأبوته واستهانت الأم بأمومتها وما يؤدي إلى ذلك محرم فمن تزوج وهو ليس لديه نفقة للإنفاق على أسرة فهو حرام ولذلك الأئمة في الفقه يقولون والزواج مباح وهو مندوب لمن يقدر عليه فمن يقدر على الزواج يكون مندوبا له والأصل ربنا أباحه وبعد ذلك جعله مندوبا لمن قدر عليه وتعتريه الأحكام الخمسة أي يمكن أن يكون الزواج حراما وهو زواج على
سنة الله ورسوله استوفى أركانه لأنك إذا لم تكن قادرا على الزواج فكيف تذهب لتتقدم للزواج فلا تستطيع فنصل في النهاية إلى قنابل موقوتة تسير على قدمين بعقل بشري مصيبة ولذلك حرم الفقهاء أن يتزوج غير القادر على الزواج، طيب وإذا تزوج فلا ينجب لأنه غير قادر على النفقة، ونبدأ إذن الخلط ما بين هذا وبين قول النبي صلى الله عليه وسلم: "تناكحوا تكاثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة"، بلا شك أن النسل واتزانه من قوة الأمة
ولكن بلا شك أن من يقدم على الزواج من غير طول، أسمه كذلك، القرآن الطول كلمة الطول تعني القدرة على الإنفاق، فهو مجرم هذا بلا شك، وهذا بلا شك خلط الأوراق واللبس المستمر من قبل المتطرفين هنا، والمتطرفون هنا لا علاقة لهم بالدين ولا بالعلم، لا تضار والدة بولدها ولا مولود له بولده ما تطالبوه بعد فوق طاقته بحيث أنه وهو غير مستطيع على أن ينفق فوق ما ينفق لأنه يبذل إلى غاية ما في وسعه أن يذهب إلى الحرام فيبقى
هنا لا أضيع الولد ولا أضيع المجتمع هناك حد الكفاف هناك حد الكفاية هناك حد الكفاءة الناس درجات في أرزاقها الكفاف الذي نصلح به أحوالنا لنأكل ونشرب ونتداوى وما إلى ذلك في حدود الكفاية، حدود الكفاية. ولا، ونتعلم أيضا ونتدرب ونعرف قليلا هنا وقليلا هناك في حدود الكفاءة إذا ركب الخيل وعرف السباحة وتعلم اللغات وهكذا في درجات، لكن القاعدة والمبدأ ألا تكلف نفس إلا وسعها إذا أمرنا الله سبحانه وتعالوا بالاتزان بالإنصاف بالعدل في آياته الكريمة
في كل حياتنا وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته