سورة البقرة | حـ 272 | آية 233 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة البقرة | حـ 272 | آية 233 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة البقرة وفي قوله سبحانه وتعالى في تلك الآية العظيمة والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين وهي آية كبيرة يقول ربنا سبحانه وتعالى فيها وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف لا تكلف نفس إلا وسعها لا تضار والدة بولدها ولا مولود له بولده ثم يقول وعلى الوارث مثل ذلك، إشارة وعندما تأتي الإشارة يقولون عليها ماذا، أشارت
إلى مضمون ما سبق وما معنى مضمون ما سبق، يعني المعنى الذي قام في ذهنك من الكلام السابق لكلمة ذلك وعلى الوارث مثله كذلك يشير إلى ماذا، ذلك يبقى يشير إلى ماذا، إلى علبة فيها معنى، تفتح العلبة هكذا فتجد بداخلها المعنى ماذا، هذه العلبة هي الألفاظ التي من بداية الآية حتى الآن، هذه الألفاظ دالة على ماذا، على معان شرحناها أن الوالدات يرضعن أولادهن، وبعد ذلك هناك كسوة مكلف الرجل وفي رزق مكلف به وعلى الوارث مثل ذلك يبقى مثل مضمون ما سبق من الرعاية
والعناية والنفقة التي كانت في عنق المولود له الزوج يعني الأب صاحب الطفل هذا عليه نفقة فإن مات إذا مات فتذهب المرأة فتتعذب قال لا دعها كما هي نحن نتعذب الرجال فقط لا نهين النساء، نجلس ندللهن هكذا، هو عندما نرى عاقبة ذلك ماذا، لكن الرجل هو الذي عليه أن يعمل. طبعا قد تكون في مجتمعاتنا أشياء سيئة أخرى أننا نهين النساء والرجل هو الذي يقف، نعم لكن هذا ليس إسلاما بعد، هذا شخص يعاند الإسلام ويعاند الآيات.
الله ويعاند طبيعة الخلق ويعاند، ولذلك هذا الكلام لا يؤخذ منه أننا على خير ما دمنا مسلمين فنحن نفعل ذلك، لا بل هو الإسلام الذي يأمر بذلك ويجب عليك أيها المسلم أن تفعل ذلك وإذا لم تفعل فتلك حدود الله كما قال ربنا سبحانه وتعالى ولا تتخذون آيات الله هزوا كما قال ربنا سبحانه وتعالى، فلا بد لنا أن نتوب من هذه الحالة ونرجع ونخرج منها لأنها إثم وحرام أن تضيع المرأة كضياع الأيتام على مائدة اللئام، فاللئام هذا طيب، وعلى الوارث مثل ذلك، فمن الذي سيقوم بالغنم مقابل الغرم؟ الرجل الذي مات هذا
عنده أموال الناس ورثها، قد يكون هناك ميراث وقد يكون فقيرا لا ميراث له، فإذا كان فيه ميراث وأنا أخذته، آخذه هكذا أنا أخوه، رجل وامرأة ولهما ابنة، مات الرجل، فالابنة أخذت النصف والزوجة أخذت الثمن، وله أخ فأخذ الباقي من التركة الذي هو عم الابنة ماذا يفعل إذن؟ يجب أن ينفق على هذه الفتاة، ألم تأخذ أموالا؟ لقد أخذت ميراثا، وعلى الوارث مثل ذلك، الوارث بالفعل
أم الوارث بالقوة؟ ما هو الوارث بالقوة هذا؟ قال يعني لا توجد أموال تركها، هذا الرجل مات فقيرا لا يملك شيئا، وأنا كنت وارثه لأنني أخوه لو كان ترك شيئا كنت سآخذ الباقي الثلاثة أثمان الباقية ما هي الأم أخذت اثنين والبنت أخذت أربعة أثمان يبقى أنا سيتبقى لي ثلاثة أثمان فأنا وارث لكن الحمد لله الميراث هذا كان كم صفر لأنه ما يوجد شيء فهذا الوارث بالقوة يعني صنفه أنه وارث يعني يصح أن يكون وارث يعني أن صفته أنه وارث، لكن هناك أمر دخل فيه ما دام أنه لا توجد تركة والوارث فعلا لا توجد تركة دخلت. يمكن أن يقول لك أحدهم أن مطلق
الوارث يقول وعلى الوارث، ويمكن أن يقول لك آخر لا هذا الوارث فعلا ولكنه الذي عليه هذه القضية لماذا قال. لأن الغنم بالغرم، أنت أخذت أموالا فيجب أن تنفق، والآخر قال إنه لم يأخذ شيئا فمن أين سينفق؟ حسنا، هذا معنى المعنى الثاني وهو الوارث بالقوة وبالفعل، لماذا تجعل الذي لم يأخذ يدفع؟ قال لأنه عمها يا أخي، لأنه جدها يا أخي، لأنه من العائلة، والله أنت كما تنظر إلى وحدة العائلة والأسرة وقوة التكافل قال نعم حتى لو لم يأخذ حتى لو لم يأخذ ما دام قادرا فلا بد في عنقه أن يقوم بذلك ما رأيك أن المعنى
الأول إذا حصرنا الوارث في الآخذ فقط معنى مادي أخذ وأعطى والمعنى الثاني هذا معنى إنساني الذي الوارث الذي أخذ والذي لم يأخذ هذا معنى إنساني وأنت تفسر القرآن في عصرنا الذي نحن فيه هذا يمكن أن تفسره على مستويين، يمكن أن تفسره على مستوى تكون النظرة فيه ذات طابع مادي ويمكن أن تفسره على مستوى تكون فيه النظرة ذات طابع إنساني والأسمى والأعلى والأجل هو الإنسانية، فلنفترض الغضب اشتد بين الناس والقلوب أغلقت، فيجب أن ننحدر قليلا، ولكن في الحقيقة هذا انحدار، في الحقيقة هذا نوع من أنواع ترك الإنسانية، نحن جالسون نتركها
خطوة ودرجة درجة، فندعو الله أن يردنا إلى إنسانيتنا وآدميتنا كي يكرمنا وكي يبارك، لأن البركة تزول مع ترك الإنسانية ومع ترك الآدمية، نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته