سورة البقرة | حـ 274 | آية 233 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة البقرة ومع الآية العظيمة والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو يبين لنا آثار العقد الصحيح للزواج كيف نقوده كيف نتعامل مع الأسرة كيف نراعي الولد كيف نجعله في حماية ورعاية أقل ما يقال فيها أنها حد الكفاف الذي يرتقي إلى الكفاية والذي يرتقي بعد ذلك إلى الكفاءة
ما العلاقة بين الرجل والمرأة في أصل الخلقة وأنها علاقة رعاية وعناية دائما فرأيناهما وهما في الزواج ورأيناهما بعد الطلاق ورأيناهما وهو في الحياة ورأيناهما وهو بعد الحياة إذا الأنوثة تحتاج إلى الرعاية أبدا تأتي الأنوثة الآن في عصرنا لا تريد الرعاية والعناية انتهى حق تنازلت عنه ولكن قررته لها الشريعة فمن أرادت أن تتمتع به فحقها قررته لها الشريعة والشريعة أعلم ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير يقول ربنا فإن أراد فصالا
عن تراض منهما، النقطة الأولى أراد يريدان أن ينفصلا، هذه الإرادة لا بد فيها من الإدراك والإملاك، كلمة أراد عندما نأتي لنفسر القرآن نتوقف عند كل كلمة نتوقف هكذا ونعمل عقلنا ونفكر أراد تعني ماذا، فلماذا لا تكمل أراد الأول تعني ماذا اكمل هذا الأمر هو هكذا هو صحيح سيارة لا هذا قرآن كريم فإن أراد أن يبقى شرطا أراد الإرادة هذه صفة من صفات الإنسان الحر يبقى إذا ربنا أتاح
لنا أن نريد والإرادة هذه متى تكون إرادة صحيحة عندما أقصدها عندما أكون عالما بها عندما تكون من غير إكراه ولذلك عندنا شيء يسمى عيوب الإرادة أنه يتم إكراهه عليه فيبقى أنا قلت نعم تحت تهديد الإكراه هذا السلاح الضغط الأدبي الضغط الجسدي النفسي في إرادة مشوبة يعني ماذا يعني ليست خالصة والله أنا أريدها يريدها إرادة
خالصة يريد الله هذا من الإرادة أن تكون خالصة أنا أقصد هذا فإن خرج مني كلام وأنا غير مدركة فأكون غير مريدة، فلو تكلم نائم وأحد هو نائم قال لزوجته أنت طالق، رأى رؤيا أو حلما لأن الحلم من الشيطان والرؤيا من الرحمن، إذا كانت معها نعمة عليه مزاجه فذلك من الرحمن، وإذا كانت لا فمن الشيطان، وهو نائم يا عيني مضغوط ومقهور قال لها يا فلانة أنت طالق لا وقلق للقف كمان أنت طالق وهو نائم كذلك هو طب وبعدين قال لا يحسب هذا الطلاق ولا يعتد به ولا يحاسب عليه لأنه لا يملك نفسه
ذلك نائم ومن هنا كانت المنام الرؤيا لا حجة لها في شرع الله إنما هي مبشرات يقول لقد رأيت لك رؤيا جميلة والحمد لله جيد ولكن هذا يجعلني أزداد تواضعا وعبادة واستغفارا وهكذا ولا يجعلني أزداد تكبرا ولا اعتمادا على أن انتهى الأمر وأن أحدا رأى لي رؤيا لا ينفع فالإدراك أن أحدا في البنك قال لا أنت طالب لا ينفع لأنه لا يملك نفسه أحد في الغضب بحيث إننا نسأله عن الزمان والمكان والأشخاص والأحوال فيتبين أنه كان غير مدرك، يا الله يا بني أين كنت؟ أنا لا أعرف، إذن من الذي قال لك إنك قلت أنت طالق؟ قال كانوا يشغلون أولاد
الدين تسجيلا هي وأمها سمعت صوتي فعلا فيه وأنا أقول لها إن تطلقين لكن أنت لست تتذكر قال لا هؤلاء أخرجوني عن وعي هؤلاء أفسدوا عقلي فقلت لها أنت تطلقين وأنا لا أعي لا يقع الطلاق لفقدان الإدراك لفقدان ماذا الإدراك الآخر لا مدرك قال لها كنا في البيت وفي الصالة وأنا واقف وكان أخوها موجودا وقلت لها أنت تطلقين لكن كانت تخرج مني كالقذيفة لا أستطيع التحكم فيها ولا أملك ذلك من شدة الغضب فما هذا وما هي الأملاك فهذه إرادة فإن أراد فلتقف عند أراد انظر حين تقف عند أراد وتبين الفرق بين الإرادة وبين العلم وبين القدرة وتبين ما هي شروط الإرادة الصحيحة والإرادة الفاسدة
وتتبين أيضا قضية الإدراك والإملاك وتبقى كل هذا في كلمة ماذا أراد وبعد ذلك هل أراد أم لم يرد الألف لا تفوتها هذه الألف معناها أن هما الاثنان جلسا كما جلسا وهما يتزوجان وهما يتزوجان ذهبا جالسين ومتفقين فاتفقت الإرادتان فكذلك عند الطلاق لا يأتي هكذا من غضب وانفعال وضوضاء هذا يجب أن يكون عن قرار فإن أراد فصالا فسوف نرى في الحلقة القادمة ماذا سنفعل في الذين أرادوا هؤلاء الفصال، لكن تعلمنا الآن أن نقف عند الكلمة وأن نبحث فيها
وأن نتخيلها وأن ننزلها في أرض الواقع حتى نرى كيف نعيش القرآن الكريم وما الأخطاء التي وقع فيها المسلمون. حتى انحرفوا شيئا ما عن دينهم وعن حضارتهم وعن حياتهم وعن توجيهات ربهم وأوامره ونواهيه لهم في كتابه العزيز، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته