سورة البقرة | حـ 275 | آية 233 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة البقرة وفي تلك الآية العظيمة: "والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة". يقول ربنا سبحانه وتعالى: "فإن أرادا فصالاً عن تراضٍ منهما". هذه هي النقطة الأولى. أراد الثاني أن هذه الإرادة إرادة انفصال، والثالث أن ذلك عن تراضٍ منهما، والتراضي يعني من الطرفين. التقاتل يعني وجود اثنين يقتلون بعضهم بعضاً، والتفاعل يعني وجود مادتين تفاعلتا مع بعضهما، والتبادل يعني
أخذ وعطاء. لا بد أن تكون هذه من الطرفين عن تراضٍ متبادل منهما. الرابع والتشاور. أي أنه يتشاور معها في أمره، "يتشاور" ليست على نفس الوزن، "تشاور" تكون من الطرفين. الله لم يلغِ المرأة ولم يهملها، بل جعل فيها إرادة وتراضٍ وتشاور لكي نرى ماذا سنفعل في هذه المسألة. وكلما امتد العمر بالإنسان - لأنها متزوجة تعيش معه ثلاثين سنة وأربعين سنة - كلما زاد الاشتباك وصَعُبَ عليهما. الانفصال
لأنه أصبح بينهم حياة وبينهم أولاد وبينهم أملاك وبينهم حياة يصعب أن ينفصلوا لأنه لم تعد القضايا حتى قضايا الحب والود والسكينة والمنفعة والمصلحة هذه أصبحت حياة نفسها، الحياة نفسها أصبحت متشابكة، فعندما نأتي لنعزل، حسناً والأولاد سيعيشون مع من؟ لابد أن نجد حلاً، المرأة لها ظروف، لها طبيعة، لها أوضاع معينة قد لا تكون قادرة على أن يكون الولد معها، وقد لا تستطيع أن تعيش بدون أولادها، وقد يكون الأولاد قد كبروا ولا يعيشون مع هؤلاء ولا مع أولئك، وقد يكون بعضهم مع هذا وبعضهم مع ذاك، والإصلاح لهم هذا، وقد وقد وقد...
نفكر ونرى ونجلس ونتفق مثل البشر العقلاء ونتخيل حسناً. هذه نفسية الولد الفلاني تتعب إذا غاب عن أبيه والولد الآخر تتعب نفسيته إذا غاب عن أمه. أما المهاترات التي تحدث هذه فإما أن يذهب ليستعدي الأولاد أو تستعدي الأولاد من أحد الطرفين، وإما أن يمنعوا رؤية الأولاد لأبيهم أو أمهم، وإما أن يذهبوا ويخفوهم عند أقاربهم في البلدان ويستغلوا الأطفال. في أذية الطرف الآخر هذا لا يرضى عنه الله ولا يرضى عنه رسوله ولا يرضى عنه المؤمنون، هذا طغيان وبغي، هذا خروج عن أمر الله وعن أمر رسول الله. وفضيحة، فضيحة لك في نفسك إن فعلت، تقتضي
التوبة والرجوع. أتعلم ماذا يفعل الإنسان عندما يبدأ هكذا؟ يبدأ بالتبرير، كله أصبح تبريراً لا أكثر. هذه سيئة، لا، هذه ستفسد الأطفال، لا، هو سيئ، هذا سيضيع الأطفال ويدمرهم، لا، وهكذا. يجب أن ننظر إلى الواقع بإنصاف كما علمنا الله سبحانه وتعالى بعدل. ما هي الحقيقة عندما قال إنه يعتمد على الولد، عندما قال إنه يتعلق بالله أولاً قبل حالتي. ما رأيك أنني سأفتي بشكل صحيح، سأقول. صحيح في عائلتي وفي حالتي، فإن أراد انفصالاً عن تراضٍ منهما وتشاور في الأرض وتشاور يعني في الأمر فلا
جناح عليهما. طيب، حملنا هذا على أساس أن الفصال معناه الانفصال ما بين الزوجين، فهل للفصال معنىً آخر؟ يقولون هكذا؟ قالوا: نعم، له معنىً آخر. كل الكلام الذي ذكرته. حسنًا، ها نحن نسير فيه، وهكذا أن الرؤيا تشير إلى أن الرجل والمرأة سينفصلان. حسنًا، ماذا سنفعل؟ وهو إلى آخره، وأخذنا منها أحكامًا ليس لها معنى آخر. قال إن لها معنى آخر، كيف؟ يرجع إلى
ماذا؟ الرجوع إلى الفطام لأن الولد ينفصل عن أمه فطامًا، فإن أراد فالمعنى الثاني أنه فصالًا، يعني الولد سينفصل عن أمه ويفطم منها وذلك بإذن الأب والأم أن يتشاوروا في مصلحة الأولاد، وسنتناول بالآية رعاية الأب والأم برعاية الأولاد ابتداءً من مثل هذا القرار، هل سيُفطم أم لا؟ ثانياً سننتقل إلى نقطة أخرى. ولذلك هذا يحتاج إلى وقت لا يسعه المتبقي، ولذلك فإلى لقاء آخر، نستودعكم الله،
والسلام عليكم ورحمة الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته