سورة البقرة | حـ 277 | آية 234 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة البقرة يقول الله سبحانه وتعالى وهو ينظم لنا حالة الانفصال بين الزوجين والفراق إما بطلاق أو خلع وإما بوفاة وهو ينظم ذلك للزوجة بعد وفاة زوجها فيقول والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا، وهذه هي عدة المرأة المتوفى عنها زوجها، ولذلك قال الفقهاء إن علة عدة المرأة مركبة وليست
بسيطة، فهي مركبة من حق الزوج ومركبة من استبراء الرحم، أي حتى نتأكد أنه ليس في الرحم جنين، ومركبة من التحسر على الزوج، ومركبة من التعبد لله أربعة وليس واحدة ولذلك نرى العدد تختلف فعدة الأمة أيام ما كان فيه رق والعياذ بالله وذهب الرق شهر لماذا استبراء للرحم وعدة الحرة ثلاثة قروء كانت قرء واحد فإن لم تكن تحمل ليست من صاحبات الحيض فيبقى شهر
ما هو الشهر هذا نحن عارفون أنها لا تحمل لا يوجد حيض لا يوجد حمل قال ما هو ليس بسبب الحمل فقط بل هذا أيضا حق الزوج طيب فلماذا هذه شهر وهذه ثلاثة الحرة ثلاثة والأمة شهر تعبد ما هو كان تكفي في الحرة شهرا ما هذه امرأة وهذه امرأة هذا الفرق بينهما أن تقول اذهبي فأنت حرة فتبقى تنتقل من شهر إلى ثلاثة أشهر، هذه كلمة "أنت حرة" هل أحدثت في جسمها شيئا لم تحدثه؟ إذن ما معنى هذه شهر وهذه ثلاثة أشهر هكذا تعبدا لله فلماذا هؤلاء ثلاثة أشهر وهؤلاء أربعة أشهر وعشرة أيام؟ هناك ميزنا بين القرء وبين الحيض وعدم الحيض،
أما هنا فما لم نميز لماذا هكذا نعم لأننا قلنا هكذا فيكون معناه ماذا التعبد شيء وضعه الله من أجل أن نعبده به طيب الإجابة ماذا قال ما يوجد إجابة في أنه هكذا كلما نذهب ونقول هكذا فيكون على الفور نفهم أنه هذا تعبد تتوضأ لماذا هكذا تغسل وجهك وبعدها يديك وبعدها تمسح رأسك وتغسل رجليك لماذا لا تفعل العكس لماذا لا تفعل هكذا لماذا ما هو ستون شيئا الوضوء هذا قال هكذا نعم هذا ما قلناه هكذا فيكون ماذا تعبد والتعبد فائدته ما هي الطاعة أن تقول سمعنا وأطعنا والطاعة هذه دليل على ماذا على الإيمان
بالغيب وهو مهم أن الإنسان يؤمن بالغيب ولا يجب أن يسير وراء هواه، انظر إلى الكلمة ليست وراء عقله، بل وراء هواه. فما الذي يقوله له عقله هذا يمكن أن يكون حكمة ويمكن أن يكون هواه. "أفرأيت الذي اتخذ إلهه هواه" انظر كيف وأضله الله على علم. "أرأيت الذي اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا" إذن الهوى قد يأتي من التفكير ولكن هذا التفكير مذموم فلا بد من الإيمان نعم لكي تكون محترما لا بد أن تكون مؤمنا إذن أنت عندما قلت محترم لا بد أن تكون مؤمنا تركت الناس الذين هم غير مؤمنين الملحدين
هم الذين تركوا أنفسهم أم أنا الذي تركتهم هم الذين قالوا عن أنفسهم نحن لسنا مؤمنين انتهى الأمر هو يقول هكذا أنا لست مؤمنا ويفتخر بأنه ليس مؤمنا ولكن الذي ليس مؤمنا هذا لا يعرف كيف يعمر الأرض ولا تأمنوه ما دام ليس مؤمنا فهو ليس مؤمنا بالله ولا باليوم الآخر فكيف ستأمنه تأمنه من أي ناحية ما دام من الممكن أن يؤذيك لا يراعي فيك إلا ولا ذمة فربنا هنا يقول والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا فتبقى هذه مدة العدة التي هي مدة التربص والتربص يعني الانتظار يعني تعد الأيام وتنظر متى تخرج من عدتها
وإنما تعد الأيام لأنها مطالبة أن تبقى في بيتها تبقى في بيتها يعني أبدا طوال الليل والنهار يعني محبوسة إذا فعلت ذلك فلا بأس ولكن النساء مختلفات في نفسيتهن وفي الحاجة للخروج وفيما اعتدن عليه وحتى أيضا حتى يمكن أن تكون تعمل ولو أنها بقيت في البيت فلن تجد ما تأكل من أين إنها تخرج لتقضي حوائجها ولذلك فليس المقصود البقاء في البيت مائة في المائة كل الساعات كما لو كان حبسا انفراديا أربعة أشهر وعشرة أيام، لا تبيت في بيتها
أي لا تذهب إلى الساحل الشمالي لتتنزه، لا تذهب لتعتمر، لا تذهب لتحج، لا تذهب هنا ولا هناك، تبيت في بيتها الذي مات زوجها فيه في بيت الزوجية الذي جاءها الخبر أو مات زوجها فيه، فيكون الآن العدة لها وظيفة أولها أن تلبس السواد أو ما يظهر الحزن وثانيها ألا تتزين وتتعطر وتضع أحمر الشفاه ومساحيق التجميل وتلبس الذهب كل هذا تتركه وثالثها أن تبقى في بيت الزوجية والبقاء معناه المبيت وحتى نفصل أحكام العدة نلتقي مرة أخرى فأستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته