سورة البقرة | حـ 282 | آية 236 - 237 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة البقرة يقول ربنا سبحانه وتعالى: "لا جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن أو تفرضوا لهن فريضة ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره، متاعا بالمعروف حقا على المقدر قدره متاعا بالمعروف حقا على المحسنين لا جناح عليكم يعني لا حرج عليكم إن طلقتم النساء يبقى إذا الزواج عقد والعقد اتفاق
إرادتين ولذلك فإنه ينبغي أن يكون من أجل السعادة فإذا لم يكن كذلك وانسدت الطرق فيه فيحدث الطلاق وأباح الله لنا وأتاح هذا الطلاق لأن الإكراه على استمرار الحياة لا يصلح لفطرة الإنسان، ولكن الطلاق هو أبغض الحلال عند الله وآخر العلاج الكي كما يقولون في الطب، ولا نلجأ إلى العملية الجراحية إلا بعد اليأس من الشفاء بالطرق المعتادة أو الاستشفاء، فلا جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن
أو تفرضوا لهن فريضة، يبقى إذا عقد العقد ولم يدخل بها ما لم تمسوهن، فالمس في لغة القرآن هو الدخول بالمرأة، فهي زوجته بموجب العقد، لا كما ظن بعض القاصرين من أهل العصر ممن تصدروا هنا وهناك من غير علم، فقد أجمع المسلمون على أن الزوجين يحل كل منهما للآخر بموجب العقد حين يكتب العقد كتبنا الكتاب وعلينا الجواب يعني ما معنى علينا الجواب؟ إنه يوجد في النغم قرار وجواب فعلينا الجواب لأن القرار يكون نغما منخفضا والجواب يكون نغما عاليا فعلينا الجواب يعني أظهرنا
ذلك الزواج وضربنا عليه بالدف وغنينا حتى علا صوتنا إلى مرحلة الجواب وعلى ذلك فقد اشتهر أمره بين الناس وعرف الناس أقروا ذلك الزواج ولم يمسسها بعد لكنها زوجته وعلى ذلك فإنه إذا طلقها فإنه يترتب على العقد بمجرد كتابة الكتاب جميع الحقوق بنظام فيأتي أحد ويقول لك لا هذا إن دخل بها فإنه حرام عليه هذا كلام خرافات لم يقله أحد من المسلمين هذا كلام يدلنا على أن من يتصدر قبل أن يتعلم كمن ينضج قبل أن يكتمل نموه، يعني يجعل نفسه ناضجا وهو غير مكتمل النضج، يبقى من الخارج جميل والله، ومن
الداخل يعلم الله، تأتي لتتذوق الثمرة الناضجة فتجدها حلوة لأنها عنب، تجد الثمرة غير الناضجة مرة، يبقى من الخارج رخام ومن الداخل فحم، ابتعد عن هذا هاهم تصدروا من غير أن يتعلموا فشأنهم شأن من طار قبل أن ينبت ريشه، يبقى إذن نرفض هذا ولا نسمع إليه لمخالفته إجماع الناس، من هم هؤلاء الناس؟ هم الأئمة الكبار الفاهمون، لا جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن، طيب الدخول هذا شيء، أو تفرضوا لهن فريضة الذي إذا يجوز عقد الزواج من غير تحديد
المهر لأن هذا هو العقد وسيطلق أيضا ولم يحددوا المهر بعد كم مقداره، ولذلك إذا لم يحدد المهر في العقد لا يبطل العقد، فليس ركنا من أركانه بل هو واجب من واجباته، وهناك فرق بين ركن وبين واجب من الواجبات التي تترتب على وجوب المهر، طيب مهرها كم؟ ما دمنا لم نحدد المهر، والمثل مثل من؟ مثل العروس التي تزوجتها هذه، ومثلها هذا من؟ أختها، بنت عمها، بنت خالتها، الجيران، مهرهم كم؟ التي في سنها، هي بكر أم كانت متزوجة من قبل؟ فالتي في سنها والتي
في مستواها والتي في حالتها مثل أختها ومثل غيرها دفعوا لها مهرا كم؟ عشرة آلاف جنيه، فيكون هنا عشرة آلاف، ومهر المثل هذا من الذي يحدده؟ العرف، ومن الذي يحكم به؟ القاضي، لو أننا اختلفنا مع بعضنا البعض، جئت قلت له: نحن لم نحدد شيئا وابنتي مهرها مائة ألف جنيه، قال لي: لا لم يحدث أن ابنتك مهرها مائة ألف جنيه لأن أختها تزوجت بعشرة فقط اختلفنا مع بعضنا البعض نذهب إلى القاضي فاتضح عند القاضي أنها بعشرة وليس بمائة ألف إذا نحكم بالعدل نحكم بالعرف لا زيادة ولا نقصان ومتعوهن على
الموسع قدره هنا حفص يقول لك ما قدره بفتح الدال هكذا قدرة وقدر لهجتان، ما الفرق بينهما؟ لا يوجد فرق، قدرة هي قدرة وقدرة هي قدرة، هاتان لهجتان من لهجات العرب، هذه تأتي بالسكون وتلك تأتي بالفتح على الموسع، قدرة تعني على قدره، والمتعة هنا تسلية، هذه المرأة التي طلقت سنعطيها شيئا يسمى نفقة المتعة، وبها يحكم المصريون وعلى المقتدر قدره متاعا بالمعروف من غير إفراط
ومن غير بخل حقا على المحسنين يجب أن تكون محسنا يجب ولا تنسوا الفضل بينكم إنك أنت رجل ودم رجل ادفع إذن ادفع وتساءل وكن رجلا مهذبا وليس رجلا غير مهذب وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته