سورة البقرة | حـ 285 | آية 240 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة البقرة يقول ربنا سبحانه وتعالى: "والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم
متاعا إلى الحول غير إخراج، فإن خرجن فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن من معروف والله عزيز حكيم استمرار لرعاية المرأة حتى بعد وفاة زوجها فأرشدنا الله سبحانه وتعالى إلى أن الإنسان وهو في مرض الموت وقد شعر بأن المسألة قد اقتربت له أن يوصي وصية تكون خارج الميراث تصرف على المرأة نفقتها لمدة عام وهذه الوصية يمكن أن تكون مشروطة والشرط أنها لم تتزوج
بعد مضت العدة فإذا مكثت أربعة أشهر وعشرة وهي العدة فلم تتزوج ولم تخرج فمن أين تأكل وتشرب فرأى ذلك الرجل ومراعاة لحال زوجته أن يجعل لها راتبا شهريا لمدة عام وفي خلال العام تدبر شأنها فإذا حدث وبعد خمسة أو ستة أشهر من الوفاة ومضت العدة رأت أن تتزوج زوجا ما هو يقول غير إخراج يعني ألا تخرج من بيتها يعني ألا تذهب لتتزوج يعني ألا تذهب للزواج فراعت غير ذلك
قال انتهى اتركوها وليس هناك مانع من أن تتزوج ما دام هذا الزواج على سنة الله ورسوله وليس لأحد أن يمنعها لا أخوها ولا أبوها فإن خرجن فلا جناح في أنفسهن من معروف انتبه والله عزيز حكيم وكلمة عزيز حكيم هذه تخيف وتخيف من الرجال الذين يفترون على من تحت أيديهم من النساء أختك وابنتك قل له احذر في الله والله عزيز وحكيم وعندما يقول لك اتركها يعني اتركها لا تطبق
عليها تقاليدك وأعرافك وعقلك وغيرتك عليها لا تفعل هكذا، ربنا حكيم وعالم بالنفوس، لا يوجد مانع أيها الرجل الذي شاهدت الموتى أن توصي، لا يوجد مانع أن تكون هذه الوصية لتلك الزوجة، ولا يوجد مانع أن يكون ذلك تحت عنوان المتعة. عندما نذهب فانظروا، انظروا الفرق بين فهمنا لكتاب الله فهما مستقلا وبين المسطور في التفسير: الكلام الذي أقوله هذا ليس مسطورا في التفسير، الكلام الموجود في بعض التفاسير وفي كثير منها أن هذه الآية قد نسخت، يعني ماذا؟
قال يعني كان لها حكم وألغينا هذا الحكم، فلماذا هكذا؟ فما دامت الآية واضحة، فاقرأها كما لو كانت تخاطبك الآن تقرؤها باعتبار أن القرآن كتاب هداية ويرشدك إلى أشياء وأن الإسلام أكبر من المسلمين لأنه يخاطب العالمين أكبر من الفقه لأنه قد تجاوز الزمان والمكان والأشخاص والأحوال أكبر من البشر لأنه كلام من رب العالمين نزل به الروح الأمين هكذا نتعامل مع القرآن ولكن كثيرا من الناس سواء من المسلمين من أعداء الإسلام ذهبوا إلى التفسير ويردون على
التفسير فسبحان الله الذي أنزل القرآن هو لا يردون هكذا على القرآن انتبه وهذا يثبت إعجاز القرآن أن التفسير عرفوا أن يردوا عليه ويقولوا هذا ناقص هذا خطأ هذا كذا هذا كذا أما وهذا فها لا يعرفون أن يردوا عليه أما الكلام هذا غير الذي موجود في التفسير، يعني عندما غيرنا فيه أصبح محلا للرد، فما رأيك أنت نفسك؟ ألا تعرف أن تتدبر وراءها معيارا؟ لأن هذا كلام رب العالمين نزل به جبريل على قلب سيد المرسلين، وهكذا تسمع الأطفال الذين يردون ويتطاولون على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تجدونهم بعد ذلك يخلطون في غير كلام الله،
فهم البشر لكلام الله ليس كلام الله نفسه، فالحمد لله الذي جعلنا مسلمين وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله