سورة البقرة | حـ 286 | آية 241 - 242 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة البقرة يقول ربنا سبحانه وتعالى "وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين". عندما يطلق الإنسان، فإنه يجب عليه أن يعطي ما يسمى بالمتعة، وهذه المتعة تقدر بقدرها، تقدر بالعرف. السائد بين الناس أن الإنسان منهم غني ومتوسط وفقير، والمرأة المطلقة قد تكون
احتياجاتها كثيرة لأنها تربت على الرفاهية، وقد تكون احتياجاتها متوسطة مدبرة تعرف كيف تعيش بالشيء المناسب، وقد تكون هي نفسها فقيرة وليس لها مصروفات كثيرة، فإذن القضية تختلف باختلاف الأحوال، وللمطلقات متاع بالمعروف أي يجب ندخل فيها العرف طب وهذا أين قال لك هي في الحقيقة نفقة المتعة هذه تكون لمدة عدتها لأنها ما زالت زوجته لماذا طيب والعدة كم مقدارها ثلاثة قروء وأحيانا تكون ثلاثة أشهر
عندما تكون المرأة ليس عندها الحيض كبرت والحيض انقطع ثلاثة أشهر قال طيب والثلاثة قروء هؤلاء كم مقدارها قال لا نعرف هل يمكن أن تأتي المرأة الحيض كل سنة مرة فتبقى هكذا زوجة لي ثلاث سنوات، فما مقدار هذا في البشر؟ قال هذا واحد من الملايين والملايين من المرات يحدث هكذا يعني ولكنه وارد، قال وارد نعم طبعا وارد إنما يعني ما مقداره؟ واحدة من المليون امرأة تحيض كل سنة مرة أي نادر يعني فجأة في مصر وانظروا إلى شجار الأتقياء وشجار الأغبياء فهناك شجار
الأتقياء وشجار الأغبياء شجار الأتقياء رأيناه عندما تطلق الزوج والمرأة كل واحد منهما قال خذ النهر كله قال لها لا تأخذي النهر كله من قبل الدخول شجار الأتقياء إذن جاءت النساء مطلقة أحضرها القاضي فقال لها يا سيدتي انتهت العدة لأجل النفقة فقالت له لا لم تنته أنت كم مرة يأتيك الحيض فقالت له مرة كل سنة وبهذا الشكل سيظل الرجل ينفق عليها ثلاث سنوات ما دام مرة كل سنة فقال لها حسنا حكمت المحكمة بأن ينفق عليها ثلاث سنوات، القضية التي بعدها قالت له مرة كل سنة أيضا،
طيب القضية التي بعدها قالت له مرة كل سنة، طب وهذا يرضي ربنا، هذا الطب يقول الحالة هذه تحدث مرة في الزمن يعني هكذا هو، قوموا أنتم جميع القضايا أصبحت مرة في كل سنة، فذهب المشرع المصري عندما كتب القانون قال بشرط ألا تزيد على سنة العدة ولا يسمع فوق السنة فبقي القاضي لا يسمعها ولا يقول لها لأنه لما قال الناس كذبة هؤلاء ليسوا أتقياء هؤلاء أغبياء لأنهم وهم كذبوا على ربنا هذا خطأ ويجعل الناس الذين يضعون القوانين يشددون في أمور كلها فيها سعة ولذلك نحن الذين ندافع عن أنفسنا ونحن الذين نغلق على أنفسنا فقال
القاضي هل جاءتك سنة الحضانة أم لم تأتك الحضانة مجانا لأنه أصبحنا ماذا بدأنا نكذب لأن الطب يقول مرة واحدة في الدنيا تحدث هذه الحالة وأصبحت كل القضايا التي في السجل كلها حدثت فيها هذه الحالة فلا يصح فجعلناها سنة وأصبحت نفقة المتعة سنة جاءت من هنا، لكنها في الأصل هي مدة العدة الثلاثة، إنما جعلناها سنة من كثرة الكذب. وكما يقول عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه: يحدث لكم من الأمر بقدر ما تحدثون، كلما تخترعون أنواع الشر كلما يخترع الحاكم سدا لباب هذا الشر. وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين، لدينا
في الشريعة الإسلامية أمر عجيب الشكل مهم جدا أن الحقوق صارت واجبات، بعض الناس لا يعرف هذه الحقيقة، الحقوق صارت واجبات، حق الحياة لا بل صار واجبا أن تحافظ على حياتك وأصبح عدم المحافظة على الحياة يعد من أنواع الهلاك أو الانتحار، حق التعليم لا، لقد أصبح واجبا عليك أن تتعلم، ولذلك فإن الواجبات والحقوق في الإسلام شيء واحد. فحقا على المتقين ماذا تعني؟ تعني واجبا على المتقين. حقا على المتقين تعني
ثابتا. ما الذي يجمع بين الحق والواجب؟ الثبوت، أنه ثابت لا يتغير. فما دمت تقيا فلا بد عليك أن تلتزم بهذا الأمر تراعى النساء حتى لو طلقتم النساء بعدما أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقا غليظا، كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تعقلون، ويوضح لكم أن هذه الآيات إنما هي لسعادة الدارين، تكلم فيها عن المحافظة على الصلاة، والاهتمام بالصلاة الوسطى، والقيام والتعلق بالله سبحانه وتعالى حتى في أحرج الأوقات. وهو الحرب ثم بعد ذلك يتكلم وبنفس المستوى عن الرعاية والعناية بين
الرجل والمرأة وكأنه ليس هناك فاصل بين الدين والدنيا والآخرة وهي حياة واحدة خلقها الله سبحانه وتعالى إذا أردنا أن نحيا فيها حياة السعداء وأردنا أن نحيا فيها بقلب واحد فعلينا أن نرجع إلى الله هذا ليس كلاما يقال بالفم، هذه حياة نحياها ويجب أن نحياها، هذا كلام لا يقف عند اللسان بل هو كلام يعيشه الإنسان، فإذا لم يكن كذلك فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.