سورة البقرة | حـ 293 | آية 246 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة البقرة | حـ 293 | آية 246 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة البقرة ومع قوله تعالى ألم تر إلى الملإ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله إذا فالقيادة الملأ بعد موسى وليس في حياته ولكن الجهاد مستمر، طلبوا من نبي لهم إذا فالوحي قد أيد هذا أيضا أن يبعث لهم ملكا قائدا للعسكر فيقاتل كل منهم في سبيل الله، فالقتال يجب أن يكون في
سبيل الله أساسا فلما يكون القتال في سبيل الله تحمى به الأوطان وينقذ به الإنسان وتستقر به العبادة ولا يكون فيه نوع من أنواع الطغيان والعدوان ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين إذا في سبيل الله هذه جعلت القتال جهادا، حولت القتال من قتل إلى جهاد، يحدث قتل في القتال لكن هناك فرق كبير بين القتل والقتال والجهاد،
القتل جريمة والقتال له أسباب كثيرة من ضمنها أن يكون في سبيل الله فيكون جهادا وفي سبيل الله معناه أنه إذا ارتدع الطاغية أو المعتدي كففت يدي عنه، معناه أنني بعد أن أحقق غرضي وطلبي وهو مشروع أما في الدفاع عن النفس وإما في إقرار الحق وإما في تبليغ الدعوة فإنني أكف يدي لأنني قد أنهيت العدوان أو أنهيت الطغيان أؤديه في سبيل الله إذا لم يعد هناك استعمار ولذلك ترى المسلمين
لم يستعمروا أحدا قط يقول لك هؤلاء دخلوا البلاد دخلوا مصر والشام وإيران وذهبوا حتى تونس وذهبوا حتى المغرب والأندلس وبعد ذلك تزوجوا فيها وأنجبوا فيها وأقاموا فيها وأخذوا ثروات البلاد ونقلوها إلى الحجاز حتى أصبح الحجاز جنة الله في الأرض وهذا لم يحدث، فلما دخل إلينا هنا الإنجليز والفرنسيون والإيطاليون والبلجيكيون والبرتغاليون ماذا فعلوا؟ أخذوا كل ثروات البلاد وبنوا السكة الحديدية الخاصة بهم وهي مترو في لندن وفي باريس وهكذا دخل الاستعمار إلى أستراليا
وأمريكا فماذا فعلوا قتلوا الناس الذين فيها قتلوا الهنود الحمر أما نحن فهل قبضنا على شعوب لا هل هجرنا شعوبا وطردناها من أرضها لا شهادة لله هكذا لا هل أخذنا الثروات ونقلناها إلى الحجاز لا هل عملنا تمييزا عنصريا يميز بين الدخول في الإسلام لم نقل لهم إذا لم تسلموا فسنذبحكم وتذبحون، لا والله إنه تاريخ نظيف أبيض جميل لماذا؟ لأنه في سبيل الله، نعم وبعد كل هذا يخرج الإسلام وهو الإرهاب، ما شاء الله هكذا هو رماني بدائها وانسلت، عملت عملية
إسقاط هكذا هو أخذت بعضها ومضت، مكانك تحمدين الله أو تستريحي يعني اخجلي أليس كذلك لأنه لماذا لأننا نتبع الرسل الذين ماذا الذين قاتلوا في سبيل الله قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا فإذن نأخذ من هذا ماذا أن القتال خلاف الأصل وأن القتال مكروه للإنسان باعتباره إنسانا وليس متشوقا للقتل والقتال وللدم والصدام أبدا فيقول لهم يا إخواننا القتال
هذا أتدركون ما معناه؟ قالوا له نعم، قال لهم هذا أنتم ربما تموتون أنفسكم وهكذا، قال لهم ما عليهم شيء، قالوا على ما ربنا قال لنا قاتلوا ولا تجبنوا، قالوا هذا معناه ماذا؟ الحديث هذا معناه ماذا؟ أن القتال خلاف الأصل وخلاف الفطرة الإنسانية وأنه يجوز على قدر الضرورة والضرورة تقدر بقدرها فيبقى ليس هو الأصل وكذلك في الإسلام ليس هو الأصل وإنما الدعوة إلى الله هي الأصل فالدعوة تتم بالخير بالتلفزيون والصحف والمقالات كان بها ولا نلجأ للقتال طيب إذن ونحن جالسون في بلادنا وجدنا الجيوش
قادمة علينا ويضربوننا فيجب أن ندافع عن أنفسنا نعم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل فيكون في قوة لكن في حكمة في عزة لكن ليس فيها تكبر قالوا وما لنا ألا نقاتل هذه سنأخذها المرة القادمة إن شاء الله وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته