سورة البقرة | حـ 295 | آية 246 - 247 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة البقرة | حـ 295 | آية 246 - 247 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة البقرة يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو يحكي لنا قصة بني إسرائيل إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله، وكيف جرى الحوار بين الملك وبين هؤلاء أو بين النبي وبينهم يعني الحوار هنا حدث بين الملك وبينهم وارد والذي حدث بين النبي وبينهم وارد أيضا قوم عندما تذهب إلى التفسير تجدهم حملوه على
النبي وبينهم يعني قال هذا قال النبي الذي قالوا له ابعث لنا ملكا وسبب ذلك أن في كتب التاريخ أن هذا الملك لم يكن صالحا بل كان طالحا، لم يكن صالحا كان ملكا غير صحيح، لكن القرآن هنا سبحان الله وهو مهيمن على كتب التاريخ وما قبلها من الكتب لم يذكر أن هذا الملك كان طاغية ولم يشر إلى ذلك، هذا الملك كان صالحا أم كان طالحا، لم يشر إلى أنه كان الكتب السابقة تشير إلى أنه
خارج، فالمفسر تأثر بهذا وذهب فقال هذه هنا قال التي هي النبي لكن ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله قال هل عسيتم من الممكن أن يكون الذي قال هو النبي لا مانع من ذلك ما دام مذكورا ومن الممكن أن يكون هو الملك زكريا وقال لهم نبيهم الله وقال لهم نبيهم فتكون الأولى هذه يعني يمكن أن تكون للملك أم لا وقال لهم نبيهم أيضا أتصلح طيبة وهذه متى سنحسمها سبحان الله يظل النص هكذا مفتوحا حتى تأتي لنا بردية حتى
نكتشف اكتشافا ونقول سبحان الله انظر الدقة ولذلك سيبقى معجزا طبيا حتى الآن نحن لم نحصل على هذه البردية، حسنا، إنه لم يفعل شيئا، إنه لم يقل شيئا يخالف، يمكن أن يكون النبي ويمكن أن يكون الملك، هذا يجعل المرء يفكر هكذا وبعد ذلك نكتشف أشياء يتضح أنه الذي فوق الملك والذي دون النبي، ما هذا كان سيدنا محمد يعرف كل هذا الكلام الذي اكتشفناه في سورة يوسف عندما ظهرت مخطوطات نجع حمادي ومخطوطات البحر الميت ومخطوطات الجنيزة بالقاهرة ومخطوطات أخرى، اتضح أمر غريب جدا، ما هذا؟ هذه صورة مكتوبة لا يستطيع كتابتها إلا من يتقن خمس عشرة أو ست
عشرة لغة ومطلع على كل وثائق هذا بقي من البشر هو في الحقيقة ما يوجد أحد إلا الله، الذي أنزل القرآن وعلم الإنسان هو سبحانه وتعالى القادر على ذلك وقال لهم نبيهم. فانظر كيف الفرق بين القرآن وبين التفسير، هو التفسير لم يقل شيئا خاطئا يعني لكن يتضح بعد ذلك أن الحقائق الكونية قد تخالف التفسير وترجع إلى القرآن يا سبحان الله لا تجدها قد خالفته، هذا هو الإعجاز، أي شخص يتحدث أكثر من النص الموجود وهو يفسر قد يخطئ، لكن النص نفسه لا يخطئ، ولذلك تجد
كل الذين يشككون ويجادلون تجدهم يفعلون ماذا؟ يذهبون إلى التفسير لينتقدوه ومن خلال انتقاد التفسير يقومون بالانتقاد القرآن نقول له اجعل له غيرها، هذا أنت تثبت بانتقادك للتفسير إعجاز القرآن لأن القرآن ليس فيه الذي انتقدته، هذا التفسير هو الذي فيه ما انتقدته، وعندما نرجع إلى القرآن لا نجد، فسبحان الله، فما هذا الكلام؟ هذا ليس من كلام البشر، وقال لهم نبيهم إن قال الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك علينا ولو أننا نسير النقال
الذي فوق خاص بالملك فطالوت جالس يكلمهم يقول لهم يا إخواننا ما رأيكم هو على الحسن يكتب علينا القتال وبعد ذلك لا نفعل ولا أدري ماذا يكون ذلك رجل صالح لو فسرناها فوق إذا جئنا وجعلنا طالوت هذا فاسقا ملكا فاسقا فهو طيب فما يكون لهم حق في أن يقولوا لنبيهم لماذا ستجعل هذا الفاسق علينا وحينئذ لو كان كذلك فإذن الكفاءة مقدمة على كل اعتبار أنا عندما يكون لدي قائد جيش فاسق ماهر في الحرب وفنونها وقائد جيش تقي
لا يجيد الحرب وفنونه، فأعين من؟ أعين الذي يجيد، لأننا هنا لسنا في دور طريقة فيها مرشد وشيخ ومريد، ولسنا هنا في جامع فيه الورع يقدم، بل نحن في حرب والحرب تحتاج إلى من يجيد الحرب ولو كان فاسقا، فتبقى الكفاءة مقدمة، ولو سرنا على أن طالوت هذا لم يكن يعني رجلا صالحا، ما رأيك إذن في أن هذا الكلام مقدم دائما، فالعادل الفاسق مقدم على الظالم
أو العاجز التقي، على العاجز التقي، لكن العادل وهو فاسق فسق على نفسه فقط، المهم أن يكون عادلا حتى يقدم على الضعيف هذا الذي لا يعرف كيف يدير شؤون الناس والعبادة، نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته