سورة البقرة | حـ 299 | آية 251 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة البقرة | حـ 299 | آية 251 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة البقرة يقول ربنا سبحانه وتعالى "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين". ربنا ذكر في الكتاب كلمة قتال وكلمة حرب، لكن هنا قال ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض فما معنى الدفع، هو الحراك الذي يكون بين الناس وهو هذه العلاقات والتعاملات وقد
تكون على حد السلم فالحرب نوع من أنواع الدفع والمعاهدات نوع من أنواع الدفع والمفاوضات نوع من أنواع الدفع والحرب مع المفاوضة والضغط بالحرب على المفاوضة دفع والتجارة والتبادل التجاري والصناعي دافع والسعي في الأرض والهجرة من مكان إلى مكان دافع وهناك دفع بين الناس يتعلق بالعلم يتعلق بطلب الأرزاق يتعلق بعمارة الدنيا يتعلق ببناء الإنسان والزواج بين الشعوب المختلفة ما هو من أنواع الدفع ولولا دفع الله يبقى يدخل فيها
الحرب ويدخل فيها السلم تأتي لتقرأ في تجدها الحرب ولكن تبقى التفاسير خاطئة، لا التفاسير جاءت بصورة من صور الدفع، وانتبه أن الخطأ هو أننا نقصر الدفع على القتال فقط، فلماذا اختاروا القتال من ضمن الصور؟ اختاروه لأنه هو الذي يدل عليه السياق، طالوت يقاتل جالوت وبنو إسرائيل تقاتل العماليق هؤلاء الذين ضدهم، فسياق الكتاب نعم صحيح أن النص يأتي في النهاية ويتحرر من هذه الحالة ومن شخصية طالوت ومن شخصية جالوت ومن شخصية داوود
ومن شخصية كل المؤمن الذي شرب والمؤمن الذي لم يشرب ويتحدث عن سنة إلهية تبقى إلى يوم الدين كأنه يقول لك ضع نقطة هنا ولكن عندما تقرأ القرآن لا تجدهم وضعوا النقطة والفاصلة والشولة وعلامة الاستفهام والتعجب التي يسمونها علامات الترقيم، هذا كلام له علاقة بالكلام الأجنبي الإنجليزي والفرنسي، ما له علاقة بكتاب الله. كتاب الله له طريقة أخرى لقراءته أدركها العلماء والمفسرون، فوضعوا شيئا يسمى علامات الوقوف: صلى، قلى، جيم، لا، ميم، ما
هذا؟ هذه علامات تجعلك تساعد نفسك ولكن بعلامات مرنة، فالنقطة تعني نقطة وانتهى الكلام، لا ليس هناك إقفال للكلام هذا، يمكن أن تكون الوصلة أولى ويمكن أن تكون الوقفة أولى، لكن يجوز أن تصل ويمكن أن يكون لازما أن تقف هنا ويمكن لازما أن تصل هنا ويمكن هذا يجوز ويجوز، الذين يضعونها جيم وضعوا طه بمعنى قف، وكاف بمعنى قف، وكاف وته بمعنى وقف تام، وأشياء كهذه. ما هذا؟ هذه علامات فحسب، علامات نشأت من طبيعة لغتنا العربية، علامات نشأت من سياق كتاب
الله سبحانه وتعالى، علامات نشأت من حضارتنا، من أدائنا. ولذلك أحمد باشا زكي، شيخ العروبة في أوائل القرن العشرين. ألف وتسعمائة وخمسة أو ثلاثة أو أربعة ترجم علامات الترقيم من الفرنسية وبعد ذلك قال ماذا في كتاب علامات الترقيم قال لكن انتبهوا يا أهل الخير هذه العلامات لا تستعمل في القرآن ولا في السنة أتدرك هذا الوعي هذا الكلام تستعملونه أنت وأنت تكتب رسالة وأنت عندما تكتب كتابا وأنت تكتب شيئا من إنشائك وتريد أن توصل للناس أنك تستفهم أو
تتعجب أو توقفت هنا أو ستبدأ من أول السطر افعل ذلك فهو يساعدك ولكن إياك أن تستعملها في الكتاب والسنة لأن الكتاب والسنة هذان بلغة أخرى لها قداستها لها معانيها إياك أن تحرم الناس من لا تنتهي عجائبه، فيبقى متحررا من الزمان والمكان، يبقى القرآن ونحن نقرؤه اليوم كما لو أنه نزل اليوم. يا للعجب! أيعني أن علامات الترقيم هذه لو وضعناها في القرآن نفسد الدنيا؟ قال نعم تفسد الدنيا، فقد كنا نظنكم أناسا متخلفين لا ترضون بوضع علامات الترقيم لأنكم تتمسكون بالقديم. قلنا له لا، إننا نفهم ما تفعله علامات الترقيم ونفهم شيئا آخر يسمى علامات الوقف
ونعرف معاني العربية وسياقها وأساليبها ونعرف دلالات القرآن، ولذلك لم نرض أن نضع علامات الترقيم هنا ووضعنا علامات الوقف التي نبعت منا ومن معانينا ومن سنة نبينا ومن قرآن ربنا وضعناها لأنها هي التي تخدم اللغة العربية ليست فيها علامات الترقيم التي تخدم اللغة العربية، علامات الترقيم تخدم الكاتب ولكن الوقوف تخدم الفهم، لكن هذا كذلك أثناء الأداء قد يحدث هذا، ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض، كلام كثير جدا
في كيف نفهم وما موقفنا من التفاسير التي بين أيدينا، لا نحتقرها ولا لكن يمكن أن نأخذ بمعان واسعة عما هي عليه لأن هذا كتاب ربنا فوق الجميع ومتحرر من الزمان والمكان وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله