سورة البقرة | حـ 30 | آية 3 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

لا بد لنا كما قدمنا أن نهتم بالكلمات القرآنية وننظر في عمقها في نفوس العرب وكيف فهموا كتاب ربهم فكلمة نفق ولأنها تبدأ بالنون والفاء وكل ما بدأ بالنون والفاء بغض النظر عن الحرف الثالث فهو بمعنى الخروج نفر نفع نفس نفق أي شيء حسنا إذن نفش معناها ما هو الحرص الخاص بالقوم لكي تخرج منه لكي تستخرج منه، حسنا هناك كلمة لا أعرفها مثلا كلمة واجهتني هكذا
في اللغة العربية ولا أعرف ما معناها، أريد قاموسا نرجع إليه، أريد معجما، انهض أنت فورا هكذا ماذا تقول ماذا هذه فيها خروج أنا لا أعرف بالضبط خروج ما أدري بالضبط ما معناها الدقيق، لكن الحاسة اللغوية لدي والملكة التربوية العقلية اللغوية تجعلني أقول إن "نفج" فيها نوع من أنواع الخروج، وبعد ذلك نذهب لنبحث عن معناها، لكن "نفج" حين وقعت على الأذن تقول أي شيء هكذا هو أن تفعل بيدك هكذا نفس نفع نفر نفخ تعمل هكذا هو في شيء هكذا طالع هكذا خارج فلح
وسأجيب كذلك قليلا يقول لك أي شيء يبدأ بالألف واللام يكون معنى الشق بمعنى الشق يكون فلق يعني شق الحبة هكذا نصفين فلق الحبة فالق الحب واللام فلق يكون ماذا شق فلح يكون شق الأرض لأجل يضع فيها البذرة بحرارتها ومن هناك الفلاح الطيب فلس يبقى جيبه مشقوقا وما بقي ذهب والقطعتان اللتان وضعهما في جيبه ضاعتا
فأفلس وهكذا فإذا لا بد أن نهتم ببعض الخصائص في اللغة العربية ونعود حاملين لنا مرة أخرى من ضمنها الأشياء هذه التي نجدها في فقه اللغة أن الكلمة التي وبعدها كذلك ونبدأ نتفاعل مع القرآن على هذا المستوى، ونريد كذلك ما هو أعمق منه ليس في المفردات فقط بل في الأساليب، ونريد أعمق من ذلك في استنباط المبادئ العامة التي تكون عقل المسلم، ونريد أعمق من ذلك في استنباط القيم التي ذكرها ربنا في كيف نحيا في
هذه الحياة من خلال أسمائه الحسنى ونريد أن نتعمق أكثر من ذلك في استنباط السنن الإلهية الحاكمة لهذا الكون التي من خلالها نطبق المبادئ والقيم ونريد أن ندرك مقاصد هذا الشرع الشريف ومراد الله سبحانه وتعالى من خلقه ومن إنزال كتابه ونريد أن نتبين الحقائق التي ذكرها ربنا سبحانه وتعالى والقواعد التي هذا الدين وبني عليه هذا الدين فيكون لدي مبادئ قرآنية وسنن إلهية وقيم ولدي قواعد شرعية ومقاصد دينية ولدي دستور
في القرآن في دستور الأخلاق ودستور الاجتماع ودستور الحرب والسلام ودستور النفس ودستور دساتير قرآنية موجودة هنا معنا في القرآن نريد أن نرسم هذه الخريطة ونحن نقرأ كتاب الله من خلال الوقوف عند مردود كل كلمة، ومن هنا يتبين الإعجاز ويتبين أن هذا القرآن معطاء، وكلما درست فيه كلما فتح لك قلبه وهداك إلى صراط مستقيم، وكلما درسته لا تنتهي عجائبه ولا يخلق من كثرة الرد، وكلما قرأته أثر في نفسك وعلمت يقينا أنه من عند رب. العالمين لأنك دخلته
تستهديه إذا هذه الآية الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون تبين وجهي النظر والعمل الإيمان في الباطن وإقامة الصلاة وهي قاصرة على النفس الإنسانية مباشرة وابتداء نافعة للخلق أجمعين انتهاء ومما رزقناهم ينفقون وهي نافعة للخلق ابتداء راجعة لثوابها عند الله للإنسان انتهاء وهو وجه العمل إذن هنا العلم والعمل علمنا وتيقنا بالغيب الذي هو أساس الإيمان وعملنا بما هو عبادة قاصرة وعبادة متعدية
وهي أصل العبادات يقيمون الصلاة ما أرى الكلام يقيمون الصلاة وهناك أقم الصلاة لدلوك الشمس إقامة الصلاة لها درجات وهنا هذه يقيمون وليس أقاموا وليس ما الحكاية يقيمون والفعل المضارع قلنا إنه يفيد ما الاستمرار يفيد الاستمرار طيب ويفيد الاستمرار لماذا لأنه مضارع الاسم مضارع يعني ماذا يعني مشابهه يعني مساويه تقول هذا يضارع هذا يعني يساويه فحتى هم يختارون الألفاظ في النحو يختارونها وهم يخدمون بها كتاب الله سبحانه وتعالى فإذا
القرآن هو الأساس المخدوم في الحضارة الإسلامية إقامة الصلاة درجات أولها إيقاعها كما أمر الله، كما أمر الله بأن تذهب فتتوضأ وتستقبل القبلة وتصلي بعد دخول الوقت ساترا لعورتك مطهرا لثيابك وبدنك ومكانك، هذه هي إقامة الصلاة بمعنى أدائها إيقاعها. الإقامة الثانية تريد منك أن تكون خاشعا في صلاتك الذين هم في صلاتهم خاشعون، خاشعا في صلاتك. والخشوع
على نوعين خشوع الجوارح بأن تضع يدك اليمنى على اليسرى وتنظر إلى موضع السجود وكذلك إلى آخره رأى رجلا يعبث وهو في الصلاة في لحيته وفي ثيابه قال لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه فالخشوع ابتداء خشوع جوارح من الخارج لكن هذا الخشوع لا يكفي هذا خشوع ظاهري إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم، فالخشوع المطلوب هو خشوع القلب. إذا حدث خشوع القلب تجد الجوارح قد خشعت، وإذا خشعت الجوارح فإنها تساعد القلب على الاستحضار والرجوع إليه، فكلاهما جيد مثل الذكر. باللسان له ثواب لكنه لا يكفي، أما الذكر بالقلب فهو عليه ثواب إنما
الذكر باللسان والقلب وها قد وصلنا إلى الكمال نجد أثره فقد جاء الذي هو أنه ينور القلب فإذا أقيمت الصلاة بمعنى أننا قد خشعنا ظاهرا وباطنا فلنقم نجد آثارها بدأت تعمل ما هي آثار الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر فذكر الله سبحانه من الصلاة