سورة البقرة | حـ 300 | آية 251 - 252 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة البقرة يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو يبين لنا سنة إلهية فاضلة باقية إلى يوم الدين تعبر عن حقيقة خلقها الله سبحانه وتعالى في الأكوان وأجرى عليها اجتماع الإنسان يقول ربنا سبحانه وتعالى ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض، إذا لا بد من حراك الناس وتداولهم، إن بالحرب إن اقتضى الأمر حربا أو بالسلم إن اقتضى الأمر سلما، والأصل فيما بين
الناس أنه قائم على الدعوة إلى الله، ولكن الله ذو فضل على العالمين في حالة الحرب. لله الفضل على العالمين وفي حالة السلم لله الفضل على العالمين فضل ماذا إذن فضل الخلق فضل الفطرة التي فطر الناس عليها فضل أنه قد خلق خيرا وشرا فضل العلم لأنه هو الذي ألهم الإنسان كيف يخترع كيف يكتشف كيف يدافع عن نفسه عن قيمه عن مبادئه كيف يكون قويا حرم الله الظلم بين العباد حرم الله الطغيان والعدوان
وهو سبحانه لا يحب المعتدين ولا يحب الفساد ويكره البغي تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وإنك لمن المرسلين عليه الصلاة والسلام إذا هذه الآيات التي فصل الله نبأها لنا والتي تشتمل على دروس نستفيد منها إلى أن نلقاه الله يوم القيامة ويبقى القرآن كتاب هداية ما بقيت الدنيا، يقص الله علينا قصة طالوت وجالوت وداود وقصة النزاع وقصة الطاعة وقصة الخير، قصة البسطة في العلم وفي الجسم، قصص وعبر وعظات ليس
المقصود منها هو التاريخ ولا المقصود منها هو أن نعلم حقائق حدثت في الماضي وحسب، بل هي حقائق خلقها الله في الكون وتحدث عنها في كتابه من أجل أن نستفيد منها في مستقبل أيامنا، لا بد ونحن نقرأ القرآن أن نتأمل هذا، ماذا تريد لنا أيها القرآن وماذا تريد منا؟ قل وأنا أسمع، تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وليس بالباطل، وكلمة بالحق تعني الثبات، حق تعني
ثابت وكلمة ثابت تعني ماذا، تعني أن هذه قصص حدثت فعلا ولم تحدث خيالا ولا وهما، هذا بالحق وأن العبرة المستفادة منها باقية إلى يوم القيامة لأنه حق ثابت، إذا الثبوت يرجع إلى التاريخ فيثبت وقوعها فعلا ويرجع إلى المستقبل فيثبت موعظتها وفائدتها، قدرا مقدرا أن غدا سوف نصنع هذا كما أراد الله سبحانه وتعالى إلى
هنا ينتهي الجزء الثاني من تقسيم علماء المسلمين للقرآن إلى ثلاثين جزءا قسموه طبقا للحروف غالبا أي يمكن أن يأتي التقسيم في وسط الآية فيكمل الآية ويصبح الجزء الثالث يبدأ بقوله تعالى تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض فتبقى البقرة آخذة جزأين وداخلة في الثالث وهذه التجزئة إنما كانت من أجل أن تجعل لنفسك حصة من القرآن كل يوم فتختتم القرآن في ثلاثين يوما الذي هو الشهر وقسموها
إلى حزبين حتى تقرأ حزبا في النهار وحزبا في الليل وقسموا الحزب إلى أربعة أرباع حتى يستقيم لك أن تتلو كل ربع وأن تعمل على حفظه الحفظ ولما كتبوه أبدعوا في كتابته حتى كان الدرك نار الذي طبع به هذا المصحف في عصرنا الحاضر وهو أمر تركي قديم كتب خمسة عشر سطرا في الصفحة والجزء في عشرين صفحة فتبقى الصفحة تبدأ بآية وتنتهي بآية ولا توجد آية تبقى وسط الصفحتين عشرون صفحة فكم قرأنا الآن يبقى أربعون صفحة ما
هما جزءان يبقى أربعون صفحة وكان يقرأ ما نحن عشرون قوما يقرؤون نحن عندنا كم ركعة عندنا سبع عشرة نقرأ في كم نقرأ في خمس نقرأ فيهن ركعتين في الصبح في الظهر في العصر في المغرب في العشاء صاروا عندنا كم لما نقرأ صفحة في كل ركعة كم؟ قال عشر، قال والسنة كم؟ قال السنة سبع عشرة أيضا نقرأ كم فيهن؟ عشر ثوان، فهذا هو الجزء، فلو قرأت يا حافظ صفحة في كل ركعة فقد وفيت وكفيت وختمت القرآن في الفرض وفي السنة مرة كل شهر، يفكرون حضارة، الحمد لله الذي
جعلنا مسلمين وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته