سورة البقرة | حـ 301 | آية 253 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، مع كتاب الله وفي سورة البقرة وفي بداية الجزء الثالث يقول ربنا سبحانه وتعالى تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض، فأقر الاختلاف لكنه اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد، فإن الرسل جميعا من المصطفين الأخيار وأن الرسل جميعا إخوة وأن الرسل جميعا قد بلغوا رسالاتهم للناس إذا هناك اتفاق لا افتراق، ولما
كان الأمر بينهم على الاتفاق لا الافتراق كان ذلك التفضيل إنما هو تفضيل تنويع فيه تنوع، وأن الأمر ليس على درجة واحدة فهناك أنبياء وليسوا برسل وهناك رسل وهم أنبياء وهناك أولو العزم من الرسل وهناك سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم وهو بدر تام عليه الصلاة والسلام تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض هذا التفضيل في مقام الرسل يستوجب
الكبرياء أم يستوجب الخشوع لله والخضوع سبحان الله إنه الخشوع والخضوع وهذا عامل مثل ماذا قال مثل العلم كلما ازددت علما كلما ازددت معرفة بضعف نفسك وبان أن المساحة التي تجهلها أكبر من المساحة التي تعلمها، كلما تعرف حقيقة تعرف أن وراءها مائة حقيقة لا تعلمها، فكلما ازددت علما ازددت تواضعا لأنك ستوقن في قلبك بأنك تراب ابن تراب أو بأنك لا شيء أو بأن وفوق كل ذي علم عليم، ودائما
تقول وقل رب زدني علما. لأنه لا ينتهي، كيف تصبح كلما ازددت علما كان ينبغي أن تزداد فخرا أبدا، هذا أنت سبحان الله يحدث لك حالة من الازدياد من الشيء الآخر والحرص والخوف والتواضع وتقول لا انتظر أسعى للبحث، والآخر الذي ليس عالما أبدا ولا يبحث ولا يعمل هذا انتهى هو متأكد، فكلما ازددت علما ازددت تواضعا فيكون سيد المتواضعين من؟ لله رب العالمين أفضلهم وأعلاهم لأنه مثل الذي يصعد على الهرم، كلما صعدت كلما انكشفت لك مساحة من الأرض، حتى إذا ما علوت الهرم في قمته انكشفت لك أكبر مساحة، فيكون من الذي كشف أكبر مساحة؟ سيد الخلق، فتراه
أكثر الناس تواضعا لربه سبحانه وتعالى تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض النبي يقول صلى الله عليه وآله وسلم لا تفضلوني على يونس بن متى انظروا إلى التواضع يعني هل يونس بن متى أفضل من سيدنا رسول الله هو في الحقيقة لا سيدنا رسول الله أفضل إنما يعني لا تجلسوا وأنتم تفضلونني على يونس بن متى تظنون أن يونس هذا ابن متى يعني شيئا قليلا يعني لا هذا سيدنا يونس النبي المرسل المعصوم المصطفى عليه
وعلى نبينا الصلاة والسلام فالأحسن وأنت تقارن يعني تظن هكذا تقدح في المقابل إياك أبدا هذا كلهم على العين والرأس وملء السمع والبصر وأحاديث كثيرة في هذا المعنى منهم من كلم الله وهذه درجة عالية جدا منهم من كلم الله فهؤلاء أهل الحديث وليس أهل الحديث الذين هم أهل الأسانيد والرواية وما إلى ذلك من علم الحديث حتى يفرح الشيخ أسامة بهذا الأمر لا هو عالم من علماء الحديث نعم ولكن أهل الحديث يعني هذا كلم ربنا أهل الحديث فلما
واحد كاتب يقول حديث مع الله يا أخي اتق الله يا أخي يا أخي عيب لا تبقوا هكذا لا تكن هي الحكاية فتوانا مع الله منهم من كلم الله هذا فضل من الذي آتاه الله آتى هذا الفضل ليس بالذراع ليس أنا الذي سأذهب أكلم لا تكونوا قليلي الحياء لا تكونوا قليلي الحياء لأن قلة الحياء عاقبتها سيئة منهم من كلم الله يا أهلي حسنا لحظة كثيرا نقف عندها صلى هي كلم الله قال لا هذا كلم الله يعني الله هو الذي تكلم نعم ما هو فضل إذن ما هو منه وليس منهم من سيذهب يا
أنا سأكلم ربنا الآن لا منهم من كلم الله ورفع بعضهم أيضا هو الذي يرفع إذن درجات وآتينا عيسى ابن مريم البينات فيكون كان هنا ما هي درجات إذن في التفضيل وأيدناه بروح القدس سيدنا عيسى عندنا شيء عظيم جدا وسيأتي يوم القيامة الناس تذهب لسيدنا آدم ماذا فعلتم عند ربكم يقول لكم لكن أنا أذنبت ولا شيء قوموا اذهبوا إلى نوح اذهبوا إلى إبراهيم واذهبوا إلى موسى وكل واحد يذكر لهم شيئا فعله في حياته يخاف أن يكون يعني يحسب عليه في
كتابه مع ربه حتى يأتوا إلى سيدنا عيسى فلا يذكر شيئا صفحته بيضاء والسلام ثم يقول اذهبوا إلى محمد ولا يقول بعد ذلك ماذا فعل فاذهبوا إلى محمد لماذا ما دام الأمر كذلك اذهبوا إلى محمد فالنبي يقول أنا لها أنا لها فيسجد تحت عرش الرحمن ويلهمه الله بمحامد لم يلهمها لأحد من قبله ويسجد ما شاء الله أن يسجد حتى يقال له ارتفع يا محمد وقل تسمع واشفع تشفع فاللهم اجعلنا في شفاعتك يوم القيامة وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته