سورة البقرة | حـ 304 | آية 255 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة البقرة | حـ 304 | آية 255 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة البقرة نفسر آية الكرسي وهي أعظم آية من كتاب الله. يقول الله في أولها "الله لا إله إلا هو الحي القيوم". يقول كثير من العلماء أن هذا هو اسم الله الأعظم لأن النبي صلى الله عليه وسلم سمع أحدهم يدعو ربه بهذا فقال دعوت الله باسمه الأعظم فالاسم الأعظم الذي أخفاه الله في الأسماء من أجل أن ندعو بالأسماء كلها هو الله الحي القيوم ولما يكون ذلك الاسم هو الاسم الأعظم لأنه يدل على الحقائق
الثلاث على وجود الله وعلى أن الله لم يتركنا عبثا وإنما أرسل الرسل وأنزل الكتب وأوحى إلى خلقه بما يريد من عبادة الله وعمارة الأرض وتزكية النفس، والحقيقة الثالثة أن هناك يوما آخر هو مالكه، مالك يوم الدين سبحانه وتعالى، نرجع فيه للحساب للعقاب والثواب. الله كلمة غريبة عجيبة تدل على الخالق بكليتها ما هذا كله؟ قال لك شيء لا وجود له في اللغات، الله الذات التي خلقتنا
وأوجدتنا، حسنا اسحب منها الألف تبقى لله، اسحب منها اللام تبقى له سبحانه، ما هو يقول إلا هو، حسنا اسحب منها اللام الثانية تبقى هو يعني الله، وبعد ذلك ليس هناك كلمة هكذا يعني عندما جدا وتحمل الشيء لا يوجد ليس هكذا ما لا يوجد شيء هذا بالفرنسية ما لا يوجد ليس مثل هذا خضائب الفارسية أيضا ما لا ينفع الله ولذلك صمم كثير من الناس وهم يترجمون إلى اللغات الاحتفاظ على اسمه سبحانه الله بعض الناس قال لك طيب ما هو لن يفهمه يظنونه قال هذا متميز لا مثيل له في
الأسماء التي تدل على الله سبحانه وتعالى في العالم فيقولون عنها ماذا يدل بكليته كليته يعني كل شيء كل حروفه الله لا إله إلا هو الحي والحياة تستوجب البقاء يعني هو الحي المطلق الذي لا يموت وكل ما جاز عليه العدم فعليه يستحيل القدم هذا رسولنا في الأزهر ما كان حافظها وكلما جاز عليه العدم عليه قطعا يستحيل القدم فلما قال عن نفسه أنه الحي فهو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو القديم الذي لا بداية له وهو الذي لا يموت فلا نهاية له وهو سبحانه
وتعالى بذلك موجود دائما وعلى ذلك فهو حاضر دائما وليس غائبا، وإن كان لنا هو الغيب المطلق فإنه لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار، ولم يطلع عليه لا ملك مقرب ولا نبي مرسل، سبحانه وتعالى غيب الغيب وهو في غيبه حاضر، هو معكم أينما كنتم. تبقى مسألة الله هذه، هناك فارق بين المخلوق والخالق ما لا أحد منا يصلح أن يكون كذلك أن يكون موجودا وغائبا وحاضرا ومطلعا على السرائر وليس مختلطا بك من غير حلول ولا اتحاد، ما هذا هو
الحي القيوم الذي تقوم به السماوات والأرض وهو لا يقوم بشيء، فكل الناس وكل الخلق يحتاجون إليه سبحانه وهو لا يحتاج لأحد في ذاته ملكوته وفي ملكه، فما نحن إذن؟ فإن كل شيء هالك إلا وجهه سبحانه وتعالى، كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام. فهذا هو الفرق، هذا باق وهذا فان، هذا هو الفارق بين المخلوق والخالق. القيوم، ما معناها؟ قال معناها كتبها الله تحت عرشه كما في البخاري لا
حول ولا قوة إلا بالله من كنوز العرش كنز تحت العرش وماذا تعني لا حول ولا قوة إلا بالله أن الله سبحانه وتعالى هو الخالق المطلق وهو الموجد المطلق ولا يكون في كونه إلا ما أراد حسنا وهذا يجعل فينا ماذا إذن يجعل فيه رضا وتسليما وتوكلا وعدم لا نتبرم بالأحداث لأن الله سبحانه وتعالى أراد هذا، فإن أصابنا شر صبرنا وإن أصابنا خير شكرنا ولا يؤثر هذا في عقيدتنا. نقول الحمد لله ولا يحمد على مكروه سواه، نقول إنا لله وإنا إليه راجعون ونكمل الحياة. تبقى كلمة القيوم هذه معناها لا حول ولا قوة إلا بالله،
فليس حوالي لأحد من الناس وهذا ما يفعله أيضا هذا يصنع الشجاعة فلا يخاف أحد من البشر ولا يخاف أحد من الفقر ولا يخاف أحد من الأحداث ولا يخاف أحد من الكوارث فينشأ قلب متعلق بالله ذكر الله لنفسه في القرآن مائة وخمسين صفة والنبي يقول إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة وفي القرآن مائة وخمسون اسما من أسماء الله تعالى ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها هذه الصفات تعرفك من تعبد فإن كثيرا من الأديان على وجه الأرض ما هو في أربعة آلاف وخمسمائة دين معنا الآن على وجه الأرض أربعة آلاف وخمسمائة
دين كثيرة منها أن تقول له من تعبد، لا أعرف، فإذن كلمة الصفات والأسماء الحسنى هذه لها مهمة كبيرة جدا، من تعبدون نعبد الله الحي القيوم، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    سورة البقرة | حـ 304 | آية 255 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة | نور الدين والدنيا