سورة البقرة | حـ 308 | آية 257 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة البقرة | حـ 308 | آية 257 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة البقرة يقول ربنا سبحانه وتعالى: "الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور، والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات، أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون. إذا هذه الآية مبنية على أمرين، الأمر الأول هو المفاصلة، فالمؤمن مؤمن له مصادره وله حياته،
والكافر كافر له مصادره وله حياته، إلا أن هذه الدنيا قد جمعت بينهما، وعلى ذلك فالأمر الثاني هو أن هناك تعايشا بينهما، هذا في سعادة فيما هو فيه وهذا في نار جهنم يراها في الدنيا قبل الآخرة ويحاول أن يخرج منها فيفشل لأنه لا يريد أن يدخل في دائرة الإيمان ويريد أن يدخل في دائرة الشهوات ولا يريد أن يلتزم بكلمة الله سبحانه وتعالى ولا أن يسلم له سبحانه قياد نفسه ولا أن يرى حول الله وقوته في العالمين الله
ولي الذين آمنوا الذين هو الحزب الأول حزب الله ما شأنهم يخرجونهم من الظلمات إلى النور إذن هنا هناك فرق هناك مفاصلة هذه المفاصلة على مستوى الإيمان فالمؤمنون وليهم الله وما الولي هو المطر النازل بعد الوسمي أول مطر ينزل في الموسم يسميه العرب الوسمي والذي بعده مباشرة يسمونه الولي
ما معنى من شدة القرب فالولي قريب وما معنى القريب؟ القريب معناه أنه غيرك فالله سبحانه وتعالى ليس هو العالم والله ليس حالا ولا متحدا بالكون ولكنه سبحانه وتعالى ولي وولي يعني قريب الله ولي الذين آمنوا يعني الله قريب من الذين آمنوا حسنا والولي الذي هو المطر ماذا يفعل يحيي الأرض بعد موتها سببا للخير سببا للرزق فهو
سبب للحياة وسبب للخير وسبب للرزق، فما هو؟ ربنا هو هذا، يكون الولي الأصلي هو الله لأنه سبب للحياة وسبب للخير وسبب للرزق وهو قريب، فإذا آمن المؤمن بذلك فالله وليه، الله ولي الذين آمنوا، فلما هو ولي الذين آمنوا بما يفعله فيهم، بما يكلفهم ويفرض عليهم من مشقة ويجعلهم في عذاب أبدا، هذا يخرجهم من الظلمات إلى النور، فيكون الذي تظنه مشقة إنما هو تشريف
قبل أن يكون تكليفا، ما هو في التشريف وفي التكليف، الله ولي، أول ما كان العربي يسمع كلمة ولي يقول آه صحيح هكذا قبل أن يقول والله، يقول نعم أجل صحيح أجل والله أنت ماذا فهمت ماذا والله لم نكمل الكلام بعد يقول لا والله ويحرك يده هكذا المطر يعني ها يعني ينزل علينا الرحمات يعني يغرقنا من فضله يعني وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها انظر كيف الواو واللام والياء لما كان يسمعها العربي يفهم هكذا الله ولي يعني أغرقنا بفضله قوموا دعونا إذن ننتظر حتى يوم القيامة لا هذا ولي لأن
الولي قريب من الوسمية ما يجعلك لا تنتظر الوسمي ينزل على الفور وخلفه الولي يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم من قال له هو واحد لا هؤلاء أولياء لأنهم حائرون مرة يكون وليهم أنفسهم ومرة يكون وليهم بعض الناس الذين اعتمدوا عليهم ومرة يكون وليهم حولهم وقوتهم وعلمهم وكذلك وجبروتهم في الأرض ومرة يكون وليهم كذا وكذا أولياؤهم ما قالوا لك والذين كفروا وليهم يكون في مقابلة لا هؤلاء إذن أولياؤهم
من الطاغوت ومن الطاغوت هذا الطاغوت هذه كلمة جامعة يقول لك مثل ماذا العالمون من هم العالمون هؤلاء ما سوى الله إذن والطاغوت ما يعبد من دون الله فيكون الهوى طاغوتا والصنم طاغوتا والجبروت طاغوتا والطاغوت هذه نريد أن نقف عندها قليلا ولذلك نؤجل ذلك إلى لقاء آخر فإلى لقاء آخر نستودعكم الله ورحمة الله وبركاته