سورة البقرة | حـ 318 | آية 266 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو يضع لنا دستور الإنفاق في القرآن في سورة البقرة أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فأحترقت، هذه مصيبة ما هذه، مصيبة كبيرة هكذا، هذه مصيبة مركبة لأن الذي إحترق ليس بالشيء الهين ولا التافه حتى
لا يحزن الإنسان عليه، بل إن الله قد رزقني بجنة والجنة معناها الكثافة والكثرة لأنها تستر ما فيها، فلما جن الليل يعني ستر الليل ما فيه ومنه سمي الجان جانا وسمي الجنين جنينا وسميت الجنة جنة وسمي الجنون بذلك لأن فيه ستر وخفاء أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب النخيل يأتي بماذا بالتمر والتمر قوت وليس فاكهة فحسب التمر قوت مدخر وليس قوتا موسميا فحسب بل هو قوت رقم واحد
مدخر رقم اثنان وما معنى ذلك؟ معناه أن البلح فيه قوام الإنسان، ولذلك فرض فيه الزكاة. أما الثاني فالعنب قوت مدخر، يصنعون منه الزبيب ويدخرونه طوال العام، والبلح يصنعون منه العجوة ويدخرونه طوال العام ويأكلون منه ويكتفون بذلك. كان طعام العرب عبارة عن اللحم واللبن يشربونه والبلح والتمر. الذي هو البلح والتمر هذا هو والزبيب فقط وعائش على هذا غذاء كامل فيصبح إذا جنة
من نخيل وأعناب فعلت ماذا فعلت ما يسمى بالأمن الغذائي يعني أنا مطمئن أن طعامي وشرابي معي في جنتي لن أمد يدي لأحد أعطي قطعة اطمئناني هي أن قُوتي أصبح ملكي طيب ما ليس هناك هكذا أي شجرة مانجو على شجرة موز على سبحان الله لا إله إلا الله قليل من الموالح التين الزيتون لا إله إلا الله شيء هكذا أي لا فيها تجري من تحتها الأنهار فيكون عندي المياه والجنة والنخيل والأعناب والأنهار ليس يعطيني جمالا فحسب بل يعطيني أمنا غذائيا
أنا أشرب وآكل و اعيش له فيها من كل الثمرات التي نقول عنها هذا هو التين والرمان والزيتون وما ليس بزيتون والطماطم وهكذا كل هذا موجود بإذن الله، فلما كانت من نخيل وأعناب فما الحاجة من كل الثمرات؟ إن النخيل والأعناب قوت مدخر ولكن من كل الثمرات هذا حسب موسمه كالبطيخ تظهر في موسم المانجو تظهر في موسم لكن لا تظهر في الموسم الآخر فيكون إذن وحتى لو ظهرت عملوا تهجينات الآن تجعل المانجو تظهر طوال السنة لكن ليس بقوت سبحان الله لا يصلح أن يأكل أحد مانجو ويعيش هكذا لكن يصلح أن
يأكل تمرا ويعيش أليس هو الغذاء الكامل هذا يمكن أن يعلى اليوريك أسيد ويصنع حصوة، ولكن هنا ماذا له فيها من كل الثمرات. يا له من شيء! حسنا وبعد ذلك أضف إلى هذا أيضا، انتبه أنني الآن لدي أمان غذائي، ومتعة في المنظر، ومتعة في التكامل، ولدي جميع الثمرات وهو جميل جدا. وهذا يفعل ماذا؟ هذا الكلام يصنع نقاء في الجو , تخيل انك أنت جالس الآن في جنة من النخيل والأعناب والمياه، كل الثمار حولك، وماذا يفعل أيضا؟ يفعل أن النحل يأتي ليأكل من هذه الأشياء ويأتيني بالعسل، يا الله ما هذه الحكاية،
وأصابه الكبر، هذه هي القضية الرابعة أنه لن يستطيع أن يفعلها مرة أخرى، يعني هذا نتاج حياته وأصابه الكبر، يعني شاب يعملها مرة أخرى ولكن الآن لن يستطيع أن يعملها مرة أخرى وأصابه الكبر أي أنه لن يستطيع أن يعمل شيئا آخر أيضا فلنفترض أن المزرعة فشلت فماذا أفعل وفي ماذا أتخصص إذن لم يعد عندي عشرون سنة لأذهب وأتخصص في أي شيء أو أتاجر أو أعمل ولكنني لا أعرف أي أنه انغلق عليه من كل جهة من الزمن ومن القوة وله أيضا رقم خمسة ذرية ضعفاء في مسؤوليات عليه لأنه لو
كان وحده لكان يقول انتهى توكلنا على الله سأذهب أجلس في المسجد بقية حياتي وعلى الله، لا هذه القضية متعلقة بأطفال في ذمته يجب أن يربيهم ويجب أن ويلزم كذا وكذا القضية السادسة فأصابها إعصار فيه نار أصابها إعصار وفيه نار قضى عليها النار بعد ذلك دمار فأحترقت ليس أصابها إعصار فيه نار وسكت لأنه لو كان سكت فيكون معناه أي أنه يعني كان فيها شجرة أو شجرتان قليل لا هذه إحترقت كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون أعمل عقلك الآن وأنت تقوم بالإنفاق التى بالمن و الأذى
تكون مثل هذا المسكين الذي إحترق كل شيء له وضاع في داهية فهل ترضى لنفسك هذا؟ أنظر إلى الشعور وعش فيه، وإذا كنت ترضى أن تتفضل على الخلق وأنت تعطيهم الصدقات، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.