سورة البقرة | حـ 319 | آية 267 - 268 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة البقرة | حـ 319 | آية 267 - 268 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. اللهم اشرح صدورنا واغفر ذنوبنا واستر عيوبنا وافتح علينا فتوح العارفين بك. اللهم أنزل السكينة على قلوبنا وعلمنا مرادك من كتابك يا أرحم الراحمين. مع كتاب الله وفي سورة البقرة يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو ما يزال يعلمنا دستور الإنفاق في القرآن يا أيها الذين آمنوا إذا فهذا خطاب للمؤمنين أنفقوا إذن الأمر للوجوب يبقى إذن الإنفاق واجب ما لم تصرفه قرينة تدل على غير ذلك والإنفاق الواجب إما أن
يكون في صورة الزكاة ولكن هناك حق في المال سوى الزكاة يفرض على المؤمن عندما تحتاج الأمة إليه، نحن الآن في أمس الحاجة إلى البحث العلمي، فلا بد لأغنياء المسلمين أن ينفقوا من سعتهم في البحث العلمي فرضا واجبا على كل قادر منهم. من ينشئ جامعة فإنه ينشئ بابا لنفسه إلى الجنة، ومن ينشئ مختبرا فإنه ينشئ بابا لنفسه إلى الجنة بناء على المساجد مهمة، وطباعة الكتب مهمة، وإحياء التراث مهم، ولكن
الأهم هو أن نمتثل لله ورسوله وأن نكون أقوياء "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم" وقوة المؤمن في عمارة الدنيا، وعمارة الدنيا لا تكون إلا بإصلاحها، والإصلاح لا يكون إلا بالعلم، ولذلك فإن خير ما تنفق فيه مالك هو باب العلم والبحث العلمي، أنفقوا، ولأنك تريد أن تنفق في سبيل الله فربنا سبحانه وتعالى يقيد قبول ذلك من طيبات ما كسبتم، من طيبات ما كسبتم، يبقى إذن
أن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، فإذا أنفقت فلا بد عليك أن تنفق من طيب مالكم ومما أخرجنا لكم من الأرض يبقى هناك أشياء تأتينا بأعمالنا وجهدنا وهناك أشياء تأتينا ولو من غير عملنا وجهدنا وإنما من رزق الله المباشر لنا مثل الثروات الخاصة بالبترول والغاز والمعادن لا حول لنا فيها ولا قوة ولا تستطيع البلاد أن تنشئ لنفسها هذا إذا لم يخرج الله هذا. الرزق من الأرض فإنه يجب علينا أن ننفق منه فيما أمرنا الله
ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون من ضمن آداب الإنفاق ألا تختار الفاسد وتعطيه في سبيل الله الذي سماه ربنا الخبيث لماذا هو خبيث لأن نيتك خبيثة تريد أن تتخلص منه تريد أن تعطي التالف والفاسد لله في صورة إعطاؤها للفقراء أو إعطاؤها للأغراض التي أمرنا الله بها، ولا تيمموا، لا تقصدوا، التيمم هو القصد إلى الخبيث منه، يعني لا تختاروا الخبيث عمدا هكذا لتنفقوا، ولستم
بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه، أنتم لو أعطاكم أحد هذا الشيء الفاسد ما كنتم لتأخذوه، فلماذا تعطونه لله إذن إلا إذا كنتم ستغمضون أعينكم عنها إلا إذا كنتم ستقبلونها على مضض واعلموا أن الله غني حميد إذا كنتم تقدمون هذه الأشياء لله فالله غني هو قادر على أن يرزق عباده وقادر سبحانه وتعالى على أن يقول للشيء كن فيكون فهو ملك السماوات والأرض فاعرف أيها الإنسان التافه من تخاطب أتقدم هدية لربنا ثم أخص عليك معناها هكذا هذا
غني حميد فاتقوا الله، الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء، فلسفة الفقر أنا أعطي هذه لكي أتخلص منها، لا أعطي الجميلة ودع هكذا قلبك مفتوحا لها، قم ربنا يأتي لك أعطها عشر مرات، الشيطان الذي يوسوس لكم هكذا ويخلط لكم المفاهيم يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء لأن إذا تأملت قليلا في فعلك الخبيث هذا ستجد أنه يعني قلة أدب مع الله غير متناهية، والله يعدكم مغفرة منه وفضلا. كيف تطيعون الشيطان وتتركون ربكم، والله واسع عليم. فهذه قواعد جاء بها
في سياق الإنفاق ولكنها تنطبق على كل الحياة، كل وسوسة من الشيطان لك فيها وعد. بالفقر ويأمر بالفحشاء، كل خطاب الله لك فيه دعوة إلى المغفرة ودعوة إلى الفضل والزيادة، وهذه قاعدة أن الشيطان إنما هو عنوان الفقر والفاحشة، وأن أمر الله إنما هو عنوان المغفرة والفضل، والله واسع عليم يعني يؤتي من يشاء ما يشاء ويؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويؤتي يؤتي الحكمة من
يشاء وينزع الحكمة ممن يشاء سبحانه هو الرزاق ذو القوة المتين والله واسع في عطائه عليم بكم في نياتكم فكونوا عباد الله أتقياء أنقياء متوجهين إلى الله سبحانه وتعالى مخلصين له الدين ولو كره الكافرون وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله