سورة البقرة | حـ 322 | آية 270 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة البقرة | حـ 322 | آية 270 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، اللهم اشرح صدورنا للإسلام وافتح علينا فتوح العارفين بك، مع كتاب الله وفي سورة البقرة يقول ربنا سبحانه وتعالى: وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه، وهذه حقيقة إيمانية شرعية. يوضحها الله لنا في القرآن الكريم مرارا وتكرارا وهو أن الله عليم بذات الصدور وأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا وأن الله ليس هناك حجاب يحجبه عن خلقه بل إنه مطلع على الناس وعلى السرائر وعلى
ذات الصدور وعلى أفعالهم وأعمالهم بالليل والنهار وأنه لا يضيع أجر من أحسن عملا بالإضافة إلى أنه رحمن رحيم كما بدأت كل سورة في القرآن بهذه الصفة العظيمة سوى براءة، وما أنفقتم من نفقة يعني قلت أم كثرت، وما أنفقتم من نفقة، وما أنفقتم نفقة، لم يقل من نفقة حتى يبين جنس النفقة وإن قل ولو كان قليلا، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم يدلنا على ألا نحتقر صغيرة قال اتقوا الله اتقوا النار ولو بشق تمرة نصف تمرة هكذا فهو
نصف تمرة ماذا تفعل إنها النيات إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمرادك أن لا يهلك من أمامك فأعطيته ولو نصف تمرة من أجل أن تمنحه طاقة وما لا يهم إن بقيت أحييت بني آدم ولو بالقليل، أحب الأعمال إلى الله جهد المقل، جهد المقل يعني ماذا؟ يعني أنا معي عشرة جنيهات التي في جيبي كلها، ذهبت فأعطيت منها ثمانية جنيهات للفقير، ثمانين في المائة من ثروتي أعطيتها للفقير، واحد معه مليون جنيه أخرج عشرة آلاف جنيه، عشرة من المليون يبقى كم واحد في المائة وأنا ثمانون في المائة فقط هذا أنا ماذا بالكاد
ثمانية جنيهات وهو عشرة آلاف جنيه قم الميزان الخاص بي أنا يبقى ثقيلا يوم القيامة إن شاء الله لماذا لأن جهده القليل هو نعم ثمانية جنيهات في عشرة في سبعمائة لن تأتي كذلك العشرة آلاف ولكن العشرة آلاف من أي شيء من صاحب الكيلو أم الرطل والآخر من صاحب الوقية أي تختلف الموازين أحب الأعمال إلى الله يكون لها ثقل في الميزان جهد المقل أي بذلت جهدي ما دمت تبرعت بثمانين في المائة من ثروتي هو ماذا فعل ولا شيء دفع جنيها كل ألف مثلا لو ألف أو عشرة جنيهات من كل ألف فيصبح واحد في المائة كثر خيره وسيحاسب كل شيء وسيأخذ الرقم
عشرة آلاف في عشر حسنات فيصبح مائة ألف حسنة وكل شيء لن يغضب يعني ولكن من النوع الخفيف قليلا هكذا ولكن أبو ثمانية جنيهات ها هو من النوع الثقيل سبحان الله وما أنفقتم من نفقة يعني كثرت أو قلت والله عليم بذات الصدور أو نذرتم من نذر النذر أن تقول أجعل هذا في سبيل الله أنذر هذا وفي نذر آخر وهو أن تعلق أمرا على أمر إذا نجح ابني سأتصدق للفقراء إذا أقام الله مريضي سأتصدق
للفقراء إذا فعل كذا وكذا حدث كذا ترقية في العمل وهكذا، والنبي عليه الصلاة والسلام كره هذا النوع من النذر وإن كان واجبا أن توفيه بعد ما فعلته. الوجوب شيء والنبي قال إنما يستخرج بالنذر من البخيل، يعني فلماذا لا تعملها لله هكذا من غير شرطك هذا إلا إذا كان لازما. تقول لو حدث كذا فسيحدث كذا، هكذا هو، أنت بخيل يا أخي، فلماذا لم تتركها لله، حدث أو لم يحدث، فيكون ذلك من عندك وراحة هكذا، النبي عليه الصلاة والسلام كان أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان كأنه الريح المرسلة عليه الصلاة والسلام وكان يدخر لأهله قوت عام يضع مخزونا لمدة سنة، فإذا مضى
الشهر أو الشهران لم يبق منه شيء. أنت منتبه يعني خزنوا كل هؤلاء ماذا؟ ضمنوا طعام السنة هذه، بعد شهرين لا تجد شيئا لأن هذا يطلب أن أعطيه، وهذا يطلب أن أعطيه، وهذا يطلب أن أعطيه، ولا يقول لا أبدا. فكان أجود الناس ولذلك علم أتباعه أن يكونوا من أجود الناس ما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر والنذر الذي هو مطلق لا بأس به وهو واجب والنذر المعلق بفعل شيء هذا اللجاج لو فعل كذا لكان كذا فما هذا النذر مكروه عند سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث وصف فاعله بأنه بخيل فإن الله يعلم طيبا
وعلم الله هذا يقتضي ماذا يقتضي إكرامه وثوابه لأنه لما يعلم أن أنت فعلت الخير قوم يجعلك تفلح وافعلوا الخير لعلكم تفلحون يفلحوا ويعطيك أجرا في الآخرة فإن الله يعلم وما للظالمين من أنصار ما أنفقتم وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلم وما للظالمين من أنصار، يبقى الذي لا ينفق ظالما قد ظلم من؟ ظلم نفسه، وماذا يجد يوم القيامة بعد أن بخل على نفسه؟ لا شيء، فقد ظلم نفسه
ولا يجد لنفسه نصيرا. أو إلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.