سورة البقرة | حـ 326 | آية 274 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة البقرة | حـ 326 | آية 274 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة البقرة يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو يعلمنا دستور الإنفاق في القرآن الكريم فيقول: الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون هذه العبارة ختمت بها آيات ومعناها أن الله سبحانه وتعالى يعطي لنا في الدنيا ويعطي لنا في الآخرة وليس الأمر متصلا بالآخرة فحسب والأجر منتظرا في الآخرة فقط
فإن الناس فيهم عجلة ويحبون أن يروا أثر ما يفعلون في الدنيا فالله سبحانه وتعالى من رحمته بنا ومن واسع فضله علينا جعل هذا فجعل أمرا يعود إلى الدنيا سريعا تراه بعينك وترى البركة وتشعر بها وتفهمها وهناك أيضا ما هو مدخر لك يوم القيامة ولكن يوم القيامة لم نذهب إليه ولم نره يقول لك فما هو الذي يحدث ها هو ربنا بارك في أولاده ربنا بارك في صحته ربنا في علمه ربنا وهو حي وهو ميت ربنا بارك في عمله وهكذا وهذا هو الأساس لانتشار الدين بين الناس وتمسك
الخلق بالدين تجد الناس متمسكة بالدين يأتي الذي يدعوهم إلى عدم التدين ويبذل جهدا ويقدم حججا ويتكلم بلسان فصيح والناس كما هم متمسكون بالدين أيضا ييأس ويقول ماذا العقلية الخرافية هذه لا يريدون أن يتركوها، لماذا أيضا الناس لا يسألون فيه الله، ما الأمر؟ إن الناس قد رأت البركة بأعينها في حياتها، إن الناس قد رأت فضل الله عليها، وبعد ذلك أنت تأتي بهذا الملحد الذي يقول لا يوجد رب، يقول بل يوجد ربنا لكن ليس له علاقة بيننا والذي يقول نعم في ربنا فقط يعني الذي أنتم عليه هذا خطأ وهكذا يقوم الناس فينظرون إليه هكذا ويهزون رؤوسهم آه كلامك أيضا جميل
وأيضا ماض في الدين شيء غريب جدا بعد أن نقعد نقنعهم سنتين ثلاث عشرة مائة وهذا لا فائدة منه ولا كأنه سمع وفي النهاية يقول نعم، حسنا، ما عليها واحدة تلو الأخرى هكذا، فما الذي يحبه الله حتى نفعله؟ والناس لماذا يكلفونه هكذا؟ هذا في دول أعلنت العلمانية والخروج من الدين بالكلية وما من فائدة يا أخي، بعد ثمانين سنة الناس مسلمون أيضا يصلون ويصومون ويحجون ويدعون ويذكرون ويلجؤون إلى الله، حسنا وبعد ذلك ماذا ما بهم هؤلاء؟ لماذا نقطعهم هكذا؟ قال ألستم منتبهين؟ أتعرفون لماذا؟ لأن هذه الآية "فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون" هذا في الآخرة،
وهذا في الدنيا والآخرة، وهذا في الدنيا والآخرة، إذن واحدة في الآخرة وواحدة في الدنيا والآخرة. أحدهم قال لي: لا هذا حتى الثلاثة في الدنيا والآخرة أيضا حتى أجرهم هذا أنا رأيتها أقول له كيف قال لي والله لا أخرج شيئا في سبيل الله إلا وأرزق عشرة أمثاله أعطني أربعين سنة قلت له والله هذا شيء أيضا ما هو خاصتك أنت هذا أنت رأيتها ها هو ولكن عامة الناس عندما يتدينون لا يشعرون بالخوف وتطمئن قلوبهم إلا بذكر الله، نعم تطمئن القلوب وتجدهم سبحان الله لا يوجد حزن ولا اكتئاب، يحزن ويفرح ويسعد والناس تنظر
إليهم أيضا يقولون كل المشكلات التي أنت فيها هذه ومع ذلك تتحقق، يقول له ماذا أفعل يقول سبحان الله هذا الدين هذا أفيون الشعوب الدين أفيون الشعوب، حسنا وهذا بيد أحد، بيدي أم بيد النبي أم بيد واحد منا، هذا ملك لله الذي يهدئ البال الذي يهدئ السر الذي يصلح الحال، هذا الله الذي يجعل الإنسان لا يشعر لا بالخوف ولا بالحزن، هذا الله هذا ليس في أيدينا يا أخانا هذا هو هكذا الإنسان مفطور على أن يتدين لأنه يرى هذا التدين بعينيه في الدنيا فيقول ربنا الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار بالليل والنهار آه يعني في الضياء والمعيشة
وفي السر والخفاء ولذلك قال سرا وعلانية لأنه يمكن أن يكون بالنهار سرا وعلانية وبالليل سرا وعلانية أنفقنا وهذا دليل على ماذا هذا أموالهم ليست أموالهم، يعني مرة يخرج من بستانه ومرة يخرج من الأموال ومرة يخرج من الأشياء ينفق في سبيل الله هكذا هو من جميع أمواله وأنواعها قال فجمعها ليدل على تعدد الأنواع، فهناك مال عبارة عن حيواناته وهي ثروة حيوانية، وهناك مال عبارة عن ثروة زراعية المال عبارة عن نقود في المال عبارة عن كذا وكذا فهو ينفق من كل أمواله حسنا وبعد
ذلك قال ما هذا التركيب بالليل والنهار سرا وعلانية قال يعني كأنه كالريح المرسلة كما قلنا من قبل أنفق بلا تردد من غير أن تقول لا ما دام في سبيل الله ولا تخشى من ذي العرش إقلالا، حسنا هذه عقيدة عجيبة هذه، هذا نحن أنا معي ألف أنفقت خمسمائة ستمائة يتبقى أربعمائة تنقص، قال لا عقيدتي أنا لا تنقص الأربعمائة هؤلاء هم الباقون والستمائة التي ذهبت هم الذين تبقوا، آه هذه تحتاج إلى قلب آخر إذن هذه شيء يعارض الكيميائيين ولذلك عندما درسوا الفيزياء والكيمياء من دون لا إله إلا الله وسبحان الله تعبوا
ووصلوا إلى غير الحقيقة وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته