سورة البقرة | حـ 329 | آية 275 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع سورة البقرة يقول ربنا سبحانه وتعالى: الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس، ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا. هنا مسألة عظيمة وقع فيها المسلمون عندما تخلوا عن القيادة والريادة ونشأت أمور في العالم تختلف
عما فعله المسلمون وارتضوه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان الرومان يسكون النقود الذهبية ويسمونها الدينار وكان الدينار من الذهب الخالص عيار واحد وعشرين وكان وزن الدينار أربعة غرامات وواحدا وعشرين من مائة أي أربعة غرامات وربع تقريبا، من أين أتينا بهذا الكلام؟ وجدنا الدنانير التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعملها
موجودة في المتاحف. المتحف الموجود، تقول المتحف بالضم هكذا، وليس المتحف، هذا خطأ. المتحف الموجود في ميدان التحرير تدخله فتجد دينار هرقل، وهرقل هذا كان على أيام سيدنا رسول الله وتجد الوصف الخاص به الذي تراه بعينيك وعليه ثلاثة من القساوسة كل واحد يمسك بصليب إن هذا الدينار هو الذي وصفه الإمام البغوي في شرح السنة أنه دينار النبي فكانت الدنانير في العالم تأتي من روما اتفاقية دولية هكذا أربعة غرامات وربع تقريبا أي هي
بالضبط واحد وعشرون ولكن أحيانا نجدها أيضا ربعا فيكون هناك زيادة في السبيكة قليلا وعندما جئنا حللنا هذا الذهب وجدنا عيارا واحدا وعشرين عيارا واحدا وعشرين الذي هو واحد وعشرون من أربعة وعشرين لكي يبقى الدينار محتفظا بقوامه هكذا لأنه لو كان خالصا الذي يسمونه الذهب البندقي لوجدته طاري ويتكسر والجماعة الفرس أمسكوا بالفضة وصنعوا منها شيئا يسمى درهما والدرهم هذا سيدنا عمر أخذ الدراهم التي كانت موجودة في السوق في أيامه كان يوجد درهم يسمى الدرهم الأسود والدرهم الآخر يسمى الدرهم البغلي هذا ستة دوانق وهذا ثمانية دوانق وهذا
أربعة دوانق جمعها مع بعضها البعض فخرج لدينا إسلامي فمن الذي صنع الدرهم الإسلامي سيدنا عمر على ستة دوانق موجود كل هذا الكلام في المتاحف في المتحف الإسلامي الذي يقع في ميدان الخلق تدخل فتجد الدرهم والدينار وغير ذلك إلى آخره تتفرج وتستمتع لا أحد يذهب إلى المتاحف الآن هذا الدرهم عندما جئنا ووزناه وجدناه اثنين جرام وتسعة من عشرة أي ثلاثة غرامات لماذا شيء بسيط هكذا شيء يعني ماذا يعني شيء بسيط هكذا هو نقول هكذا ثلاثة غرامات التي هي يعني غرامان وتسعة من عشرة في أيام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان الدينار بعشرة دراهم صرفه هكذا عندما تذهب لتصرف
دينارا من الذهب قم فلديك عشرة دراهم فضة تذهب لتشتري بالدينار الذهبي ماذا تذهب لتشتري بالدينار الذهبي مثلا أي شيء تشتريه أيضا بعشرة دراهم هي إذن كان هناك عملة مستقرة بالذهب وماذا الذهب والفضة الذهب تصنعه روما والفضة تصنعها فارس فهل سيدنا رسول الله وافق أم لم يوافق على هذا لا أوافق لدرجة أن الإمام البغوي في شرح السنة يقول وكان يصلي وفي جيبه الدنانير التي عليها الآية الصور، جاء عبد
الملك بن مروان أو ابن مروان وهو خليفة فأحضر الدنانير هذه وأزال من عليها الصور ووضع عليها آيات قرآنية وطبعها أيضا أربعة جرامات واحد وعشرين كما هي، فالدينار لم يختلف جاهلية أم إسلام، غضبت روما غضبا شديدا وقالت له عبد الملك أنت بهذا تخل بالاتفاقيات الدولية، فقال لهم لكن الدولة قد اتسعت ونحن احتجنا إلى أن نقوم بهذا الأمر هنا فلا تغضبوا سأعطيكم شيئا كالغرامة أو الضريبة أو التهدئة للحال ولنتجنب القتال وأنا أسك هنا الدينار وأنتم
يأخذون سنويا هذا الأمر ووافق الرومان وصاروا يأخذون هذه القضية سنويا من المسلمين لكي يسمحوا لهم بأن يسكوا الذهب على طريقتهم وبعد ذلك بسنوات قالوا لهم والله إننا لن ندفع إذ لا توجد اتفاقية دولية تبقى أبدا والناس لا تفهم أنه لا توجد اتفاقية باقية أبدا حسب الآية الحال واحد يقول لي طيب وما شأننا بالذهب والفضة وما شأننا بالدرهم والدينار وما شأننا يا أخي انتظر ما هو أن الفقهاء العظام تكلموا عن حقيقة الربا متصلة بالذهب والفضة فيجب أن نعرف القصة من أولها إلى آخرها حتى نفهم ما الحكاية وإلى لقاء آخر حتى
نستكمل نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته