سورة البقرة | حـ 33 | آية 5 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة البقرة | حـ 33 | آية 5 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله سبحانه وتعالى نعيش هذه اللحظات، نستهديه ونطلب منه الهداية في حياتنا، في أفهامنا، في عقولنا. نعيش كتاب الله لا نقف عند فهمه ولا عند التصديق به ولا عند العمل به، بل يتعدى ذلك إلى أن يكون حياتنا، قال تعالى واصفا هؤلاء الذين ذكرهم بأنهم من المتقين وبين لنا كيف يكون الإنسان تقيا بالإيمان بالغيب وبفعل الخير ولو كان قاصرا على نفسه كإقامة الصلاة وهي أساس ذلك
وبفعل الخير المتعدي للآخرين وجعل أساسه الإنفاق والعطاء وأنه يؤمن بما أنزل على سيدنا محمد لكنه باعتباره سيد الخلق وخاتم المرسلين فيؤمن بجميعهم وبما أنزل إليهم ولا بد أن يؤمن باليوم الآخر كأساس من الأسس التي تتحكم في سلوك المؤمن في حياته الدنيا يقول بعد ذلك أولئك يعني من تحقق بهذه الصفات على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون أولئك على ماذا في رأيك عندما نجعلها أولئك المهتدون ما لا ينفع
أولئك مهتدون أولئك يهتدون أبدا أولئك على طيب وعلى هذه أفادت ماذا قالت تمكن على عندما يكون في شيء على شيء يكون ماذا على هذه ماذا على هذه لفظة غريبة نادرة لماذا نادرة إلا أنها تصلح أن تكون اسما وفعلا وحرفا يا سبحان الله في ألفاظ كثيرة كذلك في اللغة العربية قالوا أبدا هذا هما اثنان فقط كلمتان فقط على وفي على وفي في قد تكون مع الكسر كذلك ليس مع الياء فعل
أمر في الكوب ماء الكوب منصوب لأنه مفعول به يعني أو في الكوب ماء يعني ضع الماء في الكوب حتى يبقى على ذلك في الكوب ماء وفي تبقى حرف جر في الكوب يعني داخل الكوب فيه مياه في الكوب ماء لأن هذا يبقى خبر مقدم وهذا مبتدأ مؤخر والأصل في الأخبار أن تؤخر وجوزوا التقديم إذ لا ضرر حسنا وماذا أيضا قال يبقى في هذه حرف فعل وفي حرف جر وفي بمعنى الظرف،
قم تعال معناها، أو في بمعنى الفم حتى اللقمة تضعها في فم امرأتك في ثانية، إذن بمعنى الفم يبقى في بمعنى حرف وفي بمعنى الفم وفي بمعنى فعل أمر من وفى يعني وفي هذه الحكاية حقها، طيب وما الثالثة؟ قال لا ما يوجد شيء انتهى هاتان الكلمتان هما "طيب" و"على"، فقد قال "على" في السماء أي ارتفع، و"على" ظرف مثل خذ الكتاب من على المنضدة أو الطاولة، فـ"على" هنا ستكون ظرف مكان، و"على" بمعنى الحرف، إذن "على" تعني شيء
فوق شيء، انظر حتى الفعل "علا" يعني فوق وليس تحت، "على" تعني فوق بمعنى الظرف فوق أيضا هو طيب سرت على الأرض أو على السجاد فأنا فوق إذن يعني وهي فعل وهي اسم وهي حرف فيها أيضا الفوقية هذه والفوقية تفيد ماذا علو المكان وقد تفيد علو المكانة طيب وعندما الفوقية تفيد علو المكان وعلو المكانة فتفيد ماذا التمكن تمكن والتمكن
هنا من الهدى أتى من أين أتى من أننا قد أطعنا الله فيما وصف ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير فعندما يكون الإيمان في قلبك والعمل في جسدك والاعتقاد في حياتك والسلوك في سيرتك وتجعل هذا لله فأنت على هدى متمكن من هذا الهدى وأنت قد ركبت هذا فإذا ركبت هذا الهدى تمكنت منه وجعلته وسيلة إليك، المنة من أين تأتي؟ قال من ربه، هذا بحولك وقوتك،
قال له لا ابتداء ولا انتهاء، الابتداء الذي قال لي اعمل هكذا ربنا، والانتهاء الذي وفقني أن أفعل هذا هو ربنا، والغرض والقصد والهدف هو ربنا، فهي آتية من ربنا ومصنوعة من ربنا لأجل ربنا فليكن ذلك قوله ماذا من ربهم من ربهم ماذا إذن من ربهم ابتداء وتوسطا وانتهاء نعم والله على هدى من ربهم انظر إلى الكلام والله محمد لا يعرف أن يقول هذا الكلام عليه الصلاة والسلام أليس لدينا أحاديثه الأحاديث التي قالها سيد الخلق بخلاف القرآن خالصة يبقى إذا كانت هذه من مصدرين وليس من مصدر واحد، لا يعرف أحد أن يفعلها،
لا أحد يقدر أن يتحكم هكذا في أسلوبه ويجعل هذه هكذا وهذه هكذا، لو كان بينا لو كان ظاهرا لما استطاع أحد أن يعرف كيف يفعل هكذا، هذا ليس من عند محمد صلى على هدى من ربهم جاء من ربهم ذاهب إلى ربهم وجاء من ربهم ابتداء وتوسطا وانتهاء وأولئك هم المفلحون فلح بدأت بالفاء واللام وقلنا من قبل أن الحرف الكلمة عندما تبدأ بالفاء واللام بغض النظر عن الحرف الثالث تكون بمعنى الشق كفلق وفلج وفلح وهكذا وفلس إلى آخره يعني شيء
طيب وأولئك هم لازمون هم ماذا إذن قال التأكيد حكيم كلام الله لا يزيد فيه حرف ولا ينقص منه حرف لا يزيد فيه شكل ولا ينقص منه شكل هم لو لم نأت بها لما بقي فيه تأكيد أولئك المفلحون مثلا أولئك المفلحون تخاطب بها غير المنكر هم يعرفون وكل وهذا خطاب للعالمين والعالمون منهم منكر هذا منهم منكر للحكاية كلها لوجود الله نفسه فيقول له تأكد أن هؤلاء
هم المفلحون تأكد من أين يأتي ابنها منهم ما ليس في الكلام تأكد قال لا يوجد أولئك هم لو لم يأت بهم يبقى ما ليس تأكيد ويبقى الخطاب للمصدقين أولئك المفلحون هنا أولئك هم يبقون يخاطب من بها الذي يريد تأكيدا والذي يريد تأكيدا هذا هو المؤمن الطيب الذي هكذا يريد تأكيدا لا المنكر هو الذي يريد تأكيدا فأولئك هم المفلحون في صدر هذه الصورة الكريمة كأنه يخاطب بها العالمين