سورة البقرة | حـ 331 | آية 275 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة البقرة | حـ 331 | آية 275 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه تحدثنا في حلقتين سابقتين عن قصة الذهب والفضة وظل الذهب والفضة وسيطا للتبادل بين الناس وظل الذهب والفضة يقوم الناس بهما الأشياء وظل الذهب والفضة يحفظ للناس ثرواتهم لأن الذهب إنتاج نحصل عليه من المناجم ولأن الفضة إنتاج نأتي بها من المناجم فكان وسيط التبادل بين الناس هو سلعة في حد ذاتها فلا يحدث التضخم من داخل النظام أبدا، ولما
تكلم الشافعي رضي الله تعالى عنه وأحمد بن حنبل ومالك في أحد أقواله الثلاثة وأبو حنيفة رضي الله تعالى عنه ومع الأئمة الأربعة الظاهرية وجمهور أهل الفقه عبر التاريخ تحدثوا عن أن الربا يقع في هذه العملة التي تركها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهي الذهب والفضة، فقال الشافعي إن علة الربا الذهبية والفضية، وقال الشافعي ولا ربا
في الفلوس ولو راجت رواج النقدين يعني الفلوس النحاسية، الفلوس الورقية، الفلوس التي هي غير الذهب والفضة لا ربا فيها ولو راجت رواج النقدين، هذا كلامهم في كتبهم قديما. وقال أبو حنيفة: المعيار والجنس والمعيار عنده الموزون مثل الدينار والدرهم، ما هو الدينار كان وزنه أربعة وربع والدرهم كان وزنه اثنين وتسعة من عشرة، والمكيل مثل الأطعمة حسنا، والمعدود قال لا، المعدود لا ربا فيه فإذا اتحد الجنس وكان مما يقدر وقع فيه الربا طيب وبعد ذلك
حدث ماذا أحد فرض علينا وإذنه أنه لا يعود مرة أخرى أبدا وهو أن الذهب والفضة قد سحبت من وسيط التبادل بين الناس في ذهب ولعات في فضة واخترعوا اختراعا لم يخترعه المسلمون وإنما اخترعه الناس أن وهذه الفضة نضعها في الخزينة ونخرج ورقا مكتوبا عليه ندفع لحامل هذا السند جنيها واحدا من الذهب، يعني ظل الأمر
كذلك حتى سنة ألف وتسعمائة وستة عشر، تذهب إلى البنك وأنت معك الجنيه وتقول له يا أخي أنا لست مقتنعا بجنيهكم هذا، هذه الورقة ورقة الأطفال ستمزقها، أنا أريد الجنيه صاحب الذهب فيأخذه منك بكل احترام وفورا يعطيك آية الجنيه الذهبي ويقول لك مع السلامة قال الناس إن الذهب ثقيل في الجيب فلنعمل بالورق أفضل فظلوا يعملون هكذا حتى سنة ألف وتسعمائة وستة عشر جاءت سنة ألف وتسعمائة وستة عشر ذهب الناس إلى البنك وقالوا له أعطني الجنيه الله يحفظك انتظر قليلا هكذا، فقال له: أي جنيه؟ قال له: الجنيه الذهبي الذي عندك، قال له: ما عندي جنيه ذهبي، اخرج،
قال: هو الجنيه الذي في يدك هذا وانتهى الأمر، قالوا: والله إذن أين أخذت الذهب؟ قال له: الذهب وضعناه في الخزينة ولم يقترب منه أحد، اخرج، قال: والله هذا الجنيه ليس ملكك، انتهى الأمر، هو الذي في يدك هذا يكفي، وفي سنة ستة وأربعين حدث هذا في كل العالم، انتهى الأمر، كل العالم توقف عن إعطاء الذهب وأصبح معنا قطعة ورق، طيب وقطعة الورق هذه ماذا تفعل؟ أصبحنا خدعة، انتهى الأمر، أصبحنا خدعة، حصل ضيق عند الحكومة، تأتي الحكومة فتشغل هذه المطبعة تخرج ماذا؟ المائة جنيه بستة عشر قرشا، المائة جنيه التي في جيوبنا هذه الورقة أم مائة جنيه تكلف الدولة كم؟
ستة عشر قرشا. الدولة ضاقت أو الحكومة ضاقت في الأموال فتأتي لتطبعها، فماذا يحدث من هذا؟ قال يحدث خراب وعار وضياع. لماذا؟ قال لأن هناك ألف كيلوغرام من اللبن وفيه ألف جنيه فيكون الكيلوغرام بجنيه واحد، فعندما أطبع الألفين وكما هما، واللبن كما هو، فسيصبح اللبن بجنيهين، فيحدث التضخم وارتفاع الأسعار. فإذا طبعت أربعة آلاف فسيصبح الكيلوغرام بأربعة جنيهات. أليس هذا أسوأ من الربا؟ قال: نعم، أسوأ من الربا، لأنه سيقضي على المسكين محدود الدخل يبقى هو هذا حقيقة الربا عندما ينتفي ذهب الفضل قالت
الحكومات حسنا وبعد ذلك هذا نحن سيتخرب البيت ويكب الزيت هكذا عملوا أشياء تسمى سياسات نقدية كي يلحقوا ما لا يحدث هكذا قالوا ماذا نعمل قالوا نفتح مؤسسات هكذا هي تسحب من المعروض من السوق وتدفعه مرة قال: حسنا، وهذه لو تمت العملية هذه بما يرضي الله أتكون جيدة أم سيئة؟ قال: هذه وجهة وإلا فإن الناس تهلك. قالوا: فما الأزمة إذن؟ قال: الأزمة أنها لا ترضى أن تتم بما يرضي الله، فالناس أحيانا لا تقدر على إتمامها بما يرضي الله، فيكون ربنا قد فتحها علينا ونحن بأنواع الفساد ولذلك
ذهبوا متخاصمين فأصبح الاقتصاديون مع القانونيين مع الشرعيين، هل هذه البنوك ربا أم ليست ربا؟ وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.