سورة البقرة | حـ 334 | آية 278 - 280 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة البقرة | حـ 334 | آية 278 - 280 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة البقرة يقول ربنا سبحانه وتعالى: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين". فأمرنا إذا ما حرم علينا شيئا أن نتوقف عنه. فورا ومن رحمته وواسع فضله أنه لم يكلفنا بالمعاملات السابقة على تاريخ التحريم كان بإمكانه أن يقول ماذا ردوا الربا الذي أخذتموه خلال الأربعين سنة الماضية فماذا بعد ذلك فكيف أرده هذا سيخرب بيتي هذا أنا ثلاثة أرباع أموالي من الربا لا
فجعل الله التوبة تمحو ما قبلها فقال الرسول إن الله والإسلام يمحو ما قبله فيصبح العصاة لا حجة لهم، فعندما نأتي لنقول لواحد منحرف: اترك الانحراف، فلا حجة له ولا يقول: يا الله، فماذا أفعل فيما مضى؟ تب يا أخي من الآن لأنك إن مت الآن ستدخل النار، تب حالا الآن "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا اتركوا ودعوا عنكم واتركوا ما بقي من الربا والعقود القائمة توقف فورا إن كنتم مؤمنين فلا تتحججوا بالماضي
وهذا باب توبة واسع جدا فالإسلام يجب ما قبله والتوبة تجب ما قبلها فإن لم تفعلوا آه فإن لم تفعلوا في المستقبل غدا لم يرض بعد التحريم أن يترك الحرام فأذنوا بحرب من الله ورسوله فتبقى هذه المسألة التي فيها إذن بحرب من الله ورسوله من الكبائر أم من الصغائر من الكبائر قطعا هذه من أشد الكبائر فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم نويتم التوبة انتهى فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون فما هي الحكمة الخاص بتحريم الربا والتظالم
أننا جالسون نظلم بعضنا البعض ويأكل بعضنا أموال بعض ظلما والظلم هو التصرف في ملك الغير ولذلك فالربا لا يدخل في الملك عند الحنفية كذلك لا يدخل في الملك لأنه عند الجمهور كذلك أنه لا يدخل في الملك الحنفية هم الذين قالوا يدخل في الملك لأنه فسأل الجمهور قائلا ما معنى باطل؟ فقال باطل يعني لا يدخل في ملك الله، وبعد ذلك هذه الأموال التي أخذتها يعني لم تدخل في ملكي، وبعد ذلك قالوا لا، شيء ليس في ملكي هذه مشكلة تسبب مشكلة، هذه تسبب مشكلة تترتب على ذلك، ومن هنا أخذ الجمهور وهكذا فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون،
فيبقى إذن هذا كبيرة من الكبائر يجب منها التوبة فورا دون النظر إلى حسابات الماضي، وهذه لها أوضاع مختلفة لم نتكلم عنها ولكن تب الآن، فإذا لم تفعل فتحت عليك حرب من الله ورسوله بقلة البركة، وقلة البركة قد تكون في الأموال. وقد تكون في الأنفس وقد تكون في الأبناء وقد تكون في الممتلكات وأن هذا مبناه التظالم بين الناس فكل ظلم سيؤدي إلى حرام فالظلم ظلمات يوم القيامة اغتصاب الأرض ظلم القضاء بغير ما أنزل الله ظلم
السرقة وانتزاع الحقوق والمماطلة مطل الغني ظلم وهكذا فكل تصرف في ملك الغير هو الظلم والظلم ظلمات يوم القيامة حرمه الله على نفسه وإن كان ذو عسرة المدين فنظرة إلى ميسرة يبقى لا بد عليك أن تنتظره ويبقى عندنا هنا شيء غريب ما هو الشيء في الشريعة الإسلامية ما هو قال لك الفرض أولى دائما من النافلة لما أصلي الظهر أحسن عند الله من أنا أصلي ركعتين سنة، لا ينبغي
يا إخواني أن أجلس أصلي لله ركعتين تلو ركعتين من أذان الظهر إلى أذان العصر ولم أصل الظهر، لو أن أحدا فعل ذلك فهو عاص، يقول لي هذا أنني جالس أصلي لربي باستمرار هذا من الظهر إلى العصر وأنا على وتيرة واحدة أصلي ركعتين في ركعتين في ركعتين في ركعتين قلت له أحمق لماذا قلت له لأنك لم تقل سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير هو قال لك صل لي أربع فرائض متتالية هكذا وأنت جالس تلعب أنت تلعب مع الله اعبد الله كما يريد لا كما تريد هذه هي الحكاية سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير، حاضر، فأنت لم تعمل حاضر فتبقى اسما، فالحكاية ليست بكثرة المجهود، فالفرض
أولى من النافلة، وليس هناك ما تتقرب به إلى ربك أفضل من الفرض، ولو صليت الأربع ركعات فإن ربنا يعطيك ثوابا، ولو صليت أربع ركعات بعدهن كذلك سنة فإنك تأخذ ثوابا أيضا ما أقل من ثواب الفرد، لكن لدينا هنا حالة عكس ذلك. المدين مدين لك بعشرة آلاف، جاء وقال لي أنا واقع في ورطة لن أستطيع دفع العشرة آلاف، قلت له حسنا ليس ضروريا الشهر القادم، فلنجعله الشهر الذي يليه. إذن أنا أنظرتك، فلنجعله السنة القادمة. ما هذا الإنظار؟ الإنظار هذا واجب فنظرة إلى ميسرة، هذا يجب أن أفعل كذلك. فما رأيك
إذن أن أقول له أنا عفوت عنك في العشرة آلاف، هذا واجب أم نافلة؟ هذا نافلة. فما رأيك أن النافلة أحسن من الواجب؟ هذا شيء، هذا شيء غريب إذن، هذا شيء غريب، هذا مستثنى كذلك في الفرض. أفضله من تعبد عابد ولكن إلا في هذا لأن إبراء المعسر وهو نافلة أعلى عند الله ربنا يفرح به من إنظار المعسر فالإبراء أولى وأحلى وأعلى من الإنظار يبقى لازم أيضا انشغل الفقهاء شغلوا عقولهم إذن في فهم كلام الله سبحانه وتعالى وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة السلام عليكم