سورة البقرة | حـ 337 | آية 282 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة البقرة وصلنا إلى آية الدين وهي أكبر آية في القرآن كله أخذت صفحة أي خمسة عشر سطرا وبقيت صفحة ونختتم البقرة والحمد لله رب العالمين ولما كان السلف الصالح يختتمون البقرة كانوا يذبحون ذبيحة يوزعونها على الفقراء احتفالا بختام البقرة، ولما حفظ عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وأتم حفظ البقرة وآل عمران أيضا ذبح ذبيحة،
وهذا يسمونه ماذا الذي يحفظ هكذا؟ نعم الآية الحذاق، سموه الحذاق قالوا الحذاق لحذقه وبيانه أي يسمون الذبيحة هذه ما الحذاق إن الولائم عشرة مع واحد من عددها قد عز في أقرانه فالعرس عند زواجها وعقيقة للطفل والإعذار عند ختانه ولحفظ آداب وقرآن لقد قال الحذاق لحذقهم
كما تكفر بالمصيبة فالحذاق هذا كان عند ختم القرآن يفرحون به ويقيمون حفلة والحفلة يجب أن يستفيد منها من الفقراء يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه، فهذه آية تسمى بآية الدين وتسمى بآية الإثبات، أرشدنا الله سبحانه وتعالى إلى الإثبات، فهناك فرق بين إنشاء العقد وإثبات العقد، أنا أعطيتك مالا
وها هي عشرة آلاف جنيه أصبحت في ذمتك، أنا الدائن وأنت المدين، فهناك عقد اسمه عقد القرض نشأ في الحقيقة والواقع، ونفس الأمر هذا نشأ العقد، ولكن سنذهب لنكتبه فنوثقه أي نكتبه على ورقة نسميها ورقة عرفية، نذهب لنعمله في الشهر العقاري، فالورقة العرفية هذه تصبح ورقة رسمية، سبحان الله فأرشدنا الله لحفظ الحقوق ليس أكثر، ليس خيانة ولا شيء للحياة والموت والنسيان خاصة بين الناس إذا كثرت المعاملات أن
نكتب ما أنشأناه، ولذلك أخذنا من هذا أن نكتب عقود الزواج. عقد الزواج موجود بالفعل وقد تم، طرفان والولي والقبول والإيجاب والشهود كله تام، والخلو من الموانع الشرعية كله تام، وبعد ذلك نثبته على ورق وفضلنا أن نثبته على ورق. هكذا كثيرا منذ خمسمائة سنة أو ستمائة سنة، كانت المحاكم الشرعية القديمة نجد فيها وثائق لإثبات الزواج هذا، وبعد ذلك في سنة إحدى وثلاثين فرضنا هذا فرضا على الناس وجعلنا الدعوى لا تسمع أمام القاضي إلا عندما يذهب إلى المأذون ويوثق العقد، هذا الكلام قديم من قبل ذلك بخمس سنوات مائة سنة موجود ولكن الإلزام هو الجديد، العقد هو العقد ولكن هذا
إثبات للعقد فاكتبوه، الله فاكتبوه هذا أمر، قال لك نعم أمر والأمر للوجوب، إذن كلما أعطيتك عشرة آلاف يجب أن آتي بك وأكتب لك الكتابة وهكذا وأقول لك هذا واجب، لا قالوا والله هذه تختلف باختلاف الأحوال واختلاف فلو أن الخير بين الناس كثير والشهادة مقبولة والعصر ليس عصر فتن فلا تكتبوا، قالوا فما الأمر هنا إذن؟ قالوا للإرشاد، وهل الأمر يأتي للإرشاد؟ يأتي لستة عشر معنى، يأتي لستة عشر معنى في لغة العرب منها الوجوب ومنها الإرشاد، قال حسنا افترض
أن العصر أصبح مثل عصر فتن هكذا وبسرعة والناس تنسى قال انتهى فيكون هذا قد وصل إلى الواجب حتى لا يأكل الناس ولا ينسوا الحقوق فيما بينهم قالوا فيكون الأمر الواحد قد تكون له دلالات طبقا للزمان والمكان وهذا معناه أن هذا القرآن يحكم بين الناس إلى يوم الدين لا تقولي إذن أصل الشافعي قال هذا حسنا، أنا أعلم ولكن الشافعي نفسه لو بعث في عصرنا الذي نحن فيه لقال لك بالنسبة للوجود انتبه افهم الكلام، أليس القرآن أعظم من الشافعي أم لا؟ إنه أعظم من المسلمين جميعا، إنه كلام
رب العالمين للعالمين إلى يوم الدين، هذا هو القرآن، المسلمون معتادون على شيء نعم حسنا دعهم يسيرون هكذا، ولكن هذا الكتاب يخاطب العالمين وليس المسلمين فقط، قال لك فلا تكن حجابا بين الخلق والخالق، لا تقولوا إن هذا القرآن معناه الذي معي أنا فقط، لا، إن هذا القرآن يخاطب العالمين إلى يوم الدين، العالمين يعني المسلم وغير المسلم، ولذلك تجد غير المسلم يسلم من غير حول منا ولا قوة ولا دعوة ولا أي شيء، من أين جاء هذا؟ من خطاب رب العالمين إلى العالمين إلى يوم الدين، فالحمد لله الذي جعلنا مسلمين، وإلى لقاء آخر
نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله