سورة البقرة | حـ 338 | آية 282 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة البقرة يقول ربنا سبحانه وتعالى يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه يعني يقر بالإثبات وبأن الإثبات مأذون فيه وهذا الإثبات قد يرد في عصر فيكون على سبيل الإرشاد وقد يرد في عصر فيكون مندوبا أشد من الإرشاد وفي عصر آخر يكون واجبا والفعل واحد فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل يبقى إذا هذا
الذي يكتب بين الناس الذي نحن الآن عملناه ما هو السجل العقاري وكان قديما أول ما ينزل القاضي البلدة كما يقول التنوخي مسار المحاضرة يقوم بالبحث عن الشهود يبحث عن السجل العقاري من هم الأشخاص الذين سنجعلهم شهودا يذهب إليهم الناس من أجل عمل العقود ويختار هذا الشيخ وهذا الشيخ وهذا الشيخ قال فكنا نجد في القرية أكثر من أربعين يصلحون لكتابة العدل لأن يكون كاتب عدل يجدون ما أربعون نفرا ثم اختلف الزمان حتى دخلنا القرية فلا نجد إلا الواحد أو الاثنين
يعني يجدون الاثنين وهم يريدون أن يكملوا شاهدين فيجدون الشهود بالكاد بعد مضي مائة سنة أو مائة وخمسين سنة اختلف الحال والله هذا يعني أن العصور تختلف ولذلك المسلمون دائما تطبيقا لهذه الآية اخترعوا الشهر العقاري، وأحدهم يقول لي لا إن الشهر العقاري هذا موجود لا أدري ماذا، فالشهر العقاري موجود في القرآن ها هو، هم الذين أخذوه منا وليس نحن، ها هو يقول ها هو "وليكتب بينكم كاتب بالعدل"، وله قصة وله تطور عبر التاريخ، لماذا ننكر الواقع؟ هل تنتبه؟ يقول لك هذا نظام آخر أنتم أخذتموه منه كيف وما
نحن آخذوه من القرآن ها هنا من سلخ المسلمون من دينهم قط وإنما عاشوا عصرهم نعم انتبه إلى هذه المعاني وليكتب بينهم بينكم كاتب بالعدل فذهب محولا إياها إلى مؤسسة اسمها الشار العقاري حسنا لكي يقوم الشار العقاري هذا بعمل منظما يجب أن يتبع من؟ يتبع العدل، والعدل هذا تابع لمن؟ تابع لحضرة القاضي، فالقاضي هو الذي يحكم بين الناس بالعدل، وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به، فيكون إذن الحاكم بالعدل هو القاضي،
ولذلك نجعل الشهر العقاري تابعا لحضرة القاضي، أأنت فاهم؟ بالله وهذا ما معناه؟ معناه أنه يمكن أن تذهب إلى حضرة القاضي لكي توثق العقد الذي لم تعرف أو لم ترض أن توثقه في الشهر العقاري، هل القاضي يوثق؟ قال نعم للقاضي وظيفتان، الوظيفة الأولى حل النزاعات بين الناس والوظيفة الثانية الإثبات، ولذلك يقول لك ما هو صحة ونفاذ عقد الصحة والنفاذ هذا يعني ماذا؟ يعني أن هذا العقد صحيح وإثباته موجود، فنذهب لنقوم بإثبات صحة التوقيع ونقوم بالصحة والنفاذ ونقوم بالإثبات ونقوم بكل هذه الأمور عند حضرة القاضي، وهي قوله
تعالى "وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله" التي هي جريمة الآن عرفتها الدولية وهي جريمة الامتناع عن إجراء العدالة وهذه يسمونها رد العدالة، هذه جريمة دولية. تصور كيف ذهبت إلى القاضي فقلت له يا حضرة القاضي أنا أخاصم أخي هذا في شيء واستمع إلي لتحكم بيننا، فقال أنا لن أحكم بينكم. هذا اسمه إنكار العدالة، إنكار العدالة هذا. فماذا أفعل أنا الآن؟ لقد خنقتني هكذا، فإلى من أذهب إذن؟ إن إنكار العدالة جريمة. فماذا يقول كتابنا
هنا؟ يقول: "ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله". إياك أن تنكر العدالة، إياك أن تمتنع عن أداء الشهادة وإقامة العدل بين الناس وتثبيت الحقوق، وإلا كنت مجرما وكنت مرتكبا لذنب أمام الله. فليكتب وليملل عليه الحق وليتق الله ربه لا بد من ذلك يجب أن يكتب ما هو ليس باختياره وإلا كان مجرما ويجب أن يسجل الحق ولا يبخس منه شيئا لا يبخس يبقى بينهما
هو لأنها ساكنة لا يبخس منه شيئا ما هو في لا ناهية وفي لا نافية فهذه لا أي ناهية ما أنه أمره بأن لا يفعل ذلك، وما هو الأمر والنهي وجهان لعملة واحدة، إذا نهيتك فقد أمرتك ولا ينقص منه شيء، فإن كان الذي عليه الحق سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يملي هو فليملل وليه بالعدل، آه هذا كلام جديد وكلام آخر واسع أصبح ولذلك نستودعكم الله وإلى لقاء آخر إن شاء الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.