سورة البقرة | حـ 344 | آية 283 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة البقرة | حـ 344 | آية 283 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة البقرة
الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة البقرة في خواتيمها يقول ربنا سبحانه وتعالى وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهان مقبوضة إذا انتقل بنا ربنا سبحانه وتعالى من وسائل الإثبات إلى وسائل الضمان ضمان الدين أعطيك دينا وأنا غير واثق من أنك ستؤدي هذا الدين لأنني لا أعرفك أو لأنك غير موسر أو أن مشاكلك كثيرة وكلما
دخلت في التجارة خسرت فأقول لك حسنا وما الذي يضمن لي أنك سترد الدين فتقول لي قطعة البيت التي تركها لي والدي ارهنها عندك هذا الرهن يجب أن يكون قرضا حسنا لا فائدة فيه إنما هو للضمان فقط بمجرد أن تعطيني البيت رهنا يصبح لا يمكن بيعه أتوقف تماما إلا إذا فككت الرهن ولكن للأسف الناس الآن عندما يأتون لرهن البيت أقوم بأخذ البيت منك وآخذ الإيجار الخاص به وبعد ذلك العشرة آلاف جنيه التي أعطيتها لك في بداية في آخر السنة وأعيد لك البيت، هذا حرام هذا ربا، هذا لأنني عندما أخذت منك البيت لا يجب
أن أستفيد منه لأنني أسكن فيه، هذه استفادة، ولا آخذ أجرة، وإنما أعطيك عشرة آلاف قرضا حسنا لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا، والبيت هذا ضمان لكن إنما الإيجار الخاص به لك أنت يا مدين يا من أخذت الأموال يا صاحبه القديم لكن غاية ما هنالك أنك لا تعرف كيف تبيعه لأنه أصبح مرهونا لو بعته فستكون محتالا تريد أن تتهرب من العشرة آلاف السنة مضت استطعت أن تدفع العشرة آلاف لو كان بإمكانك ما لم العشرة الخاصة بي وارد لك العشرة الخاصة بك واحد يقول لي لكن نحن لم نفعل هذا الآن هذا أنا
آخذ البيت منذ سنتين وأقوم بأخذ منه الإيجار الذي تقول عنه يا مولانا إنه حرام ماذا أفعل أقول له اخصم الذي أخذته من الإيجار كم تأخذ في الشهر قال لي ملايين يعني ألف جنيه، ما أقول ألف جنيه أصبحت ملايين، ألف جنيه في اثني عشر باثني عشر ألف في سنتين بأربعة وعشرين، وأنت كنت قد أقرضته كم؟ قال الذي هذا: أنا كنت قد أقرضته خمسة وعشرين ألفا، قلت له: يبقى عليه في ذمته ألف واحد والأربعة والعشرون أخذتهم سيادتك، قال هذا أنا أخذتهم هكذا وصرفتهم وعملتهم وكنت أحاسب ولا أحاسب وهذا لا يصلح إذا أردت أن تصحح هذا الخطأ الذي وقعت فيه فلا بد من المحاسبة وإن كنتم على سفر
ولم تجدوا كاتبا فليس هناك إثبات إذن فرهان مقبوضة تجعله يعطيك قطعة ذهب تجعله يعطيك مفتاح بيت تجعله يعطي لك حاجة تبقى تحت يديك ضمانا وليس زيادة ومنفعة، ما حدث هكذا، أنا أعطيتك العشرة آلاف وقلت لك اتركها على الله، ربنا يسدد عنك، فإن أمن بعضكم بعضا فليؤد الذي اؤتمن أمانته، الدين يدعو إلى الأمانة وينبذ الخيانة، نعم الخلق الأمانة وبئس الخلق الخيانة، الإنسان لا بد أن يكون أمينا ولا يكون أبدا خائنا لأن الخيانة تتنافى مع الإسلام وليتق الله ربه،
فهناك أناس يحبون أن يلعبوا فيقول له: أنت أعطيتني عشرة أم تسعة؟ أم يظهر أنها كانت ثمانية وهو يعلم أنها عشرة ولكنه يحب أن يلعب، فربنا نبه على هذا، فليس هناك ورقة بيني وبينك وأنت ستتظاهر بأنك ناس احذر لأن براءة الذمة في الدنيا تجعل هناك ذمة بيضاء في الآخرة، وذمتك لو جاءت مشغولة بالألف وبالألفين فماذا ستفعل؟ هذا أنك ربما في الدنيا لو قلت لي ما أنا قادر على السداد إلا ثمانية لأعفو عنك، وتأتي أيضا يوم القيامة أبيض، أو أنك غير قادر على السداد فعلا فالله ويبقى وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة، لكن ما لم تكن هناك تقوى لله يبقى في خراب الدنيا، ولا تكتموا
الشهادة، كل واحد رأى شيئا فليؤده عند حضرة القاضي إذا استلزم الأمر، ومن يكتمها فإنه آثم قلبه يا خبراء، بيده وليس لسانه ولا أذنيه ولا هذا ولا عينيه، هذا إثم والقلب عندما يكون آثما تصبح مصيبة سوداء، يصبح ربنا خلقه بوضع معين ليتلقى الرحمات فانعكس هكذا، تعرف الكوب وأنت وضعته لكي تصب فيه قليلا من الماء لتشرب، لا أنت ماذا قلبته ووضعته على وجهه تقرف أن تضع فيه ماء، لو وضعت فيه ماء يتدفق لأنه مغلق من الأعلى لا يصح أن يكون إذا كان القلب يحدث فيه هذا والله
بما تعملون عليم عالم وعليم عالم فسيعرف هذا ويعرف كل شيء عنه والزيادة عن العالم ما هي عليم فعليم هذه أكثر من كلمة عالم جمعها ما هو علماء لكن عليم جمعها ما هو علماء العلماء هذه جمع ما صيغة المبالغة وليست جمع عالم، فالله وصف نفسه في هذا الموضع بأنه عليم أي عارف ما في عقلك وما في قلبك وما مضى وما سيأتي وكل شيء، أنت مكشوف أمامه فاتق الله ربك، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.