سورة البقرة | حـ 347 | آية 286 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي خواتيم سورة البقرة يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو يعدد لنا أركان الإيمان: آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون، كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، لا نفرق بين أحد من رسله هذا الذي جعل الأمة المحمدية لها الريادة والقيادة أنها لا تنكر أحدا من رسل الله، هذا الذي جعل أحقية لأهل الإسلام في القدس أن هذه المدينة التي عظمتها الأديان كلها هي مدينة يحترمها المسلمون ولا يمنعون أحدا من الدخول
إليها عبر التاريخ، إذ لا نفرق بين أحد من رسله جعل المسلم يتزوج بغير المسلمة لأنه يحترم نبيها والمسلمة لا تتزوج إلا بالمسلم لأنه لا يؤمن بنبيها أما نحن فنؤمن بكل الأنبياء وقالوا سمعنا وأطعنا ما قالوا سمعنا وعصينا المؤمنون يقولون ماذا سمعنا وأطعنا لأنهم يعرفون أن الخيرة فيما اختار الله وأن الله لا يختار لنا إلا الخير وقالوا سمعنا وأطعنا هذه مهمة التسليم والرضا والانطلاق أنا لست حائرا أنا لا أتساءل من أين جاء هذا الكون لأنني
أعرف أن الله خلقه ولا أتساءل ماذا أفعل في دنياي فأنا معي البرنامج الذي أعمل به ولا متى أموت وأين أذهب فأنا أعرف أن هناك آخرة وهناك حساب وثواب وعقاب عارف كل شيء ما أنا أعمله هو إعمار الأرض بقي اعبد الله وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون عمر الأرض هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها أي طلب منكم عمارتها تزكية النفس قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها عارف أنا أعمل ماذا إنما الآخر جالس يبحث يا مسكين كي يجيب على السؤال الأول ولم يجب عليه بعد، والسؤال الثاني هو أننا لا نعرف ماذا نفعل، ولذلك أباحوا الشذوذ وأباحوا الزنا وأباحوا الفحشاء والمنكر، لماذا؟ لأنه لا يعرف ماذا يفعل فيجرب، وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير يدعونه
ومؤمنون بأن هناك يوما آخر سنقوده إلى ربنا سبحانه وتعالى هذه عقيدة وإيمان فما شأن التكليف والإسلام هو أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن تقيم الصلاة وأن تؤتي الزكاة وأن تصوم رمضان وأن تحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا فربنا وضع قاعدة حقيقية شرعية لا يكلف الله نفسا إلا وسعها فاتقوا الله ما استطعتم إذا أمرتكم بأمر انظروا فقد قال الأب أنا
منكم مثل الوالد للولد الذي أرسله الله رحمة للعالمين إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن نهي فانتهوا لأن النهي سهل لا تشربوا خمرا قط سمعت عنها لا تخدعني لا يعرفون ما اسمه هذا لا تقتل أنا سأذهب لأقتل من أنا ما لي وهكذا ترك الأتراك ما هو سهل والفعل قال ائت منه ما استطعت لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت يبقى إذا قدمت خيرا فخير وإن قدمت شرا وكيف ضبطها هذه هي القاعدة أن الحسنة
بعشرة أمثالها وأن السيئة لا تجزى إلا بمثلها هذا هو الرحمن الرحيم تقدم له شيئا يعطيك عشرة تعمل الذنب وتخالف عليك واحدة فقط تأتي يوم القيامة يجعل لك ميزانا العشرة هي التي تغلب إن شاء الله وندخل الجنة هكذا من غير حساب ولا سابقة عقاب أم عتاب، ما هو يوجد عقاب ويوجد عتاب، العقاب يكون فيه نار والعياذ بالله وأشياء سيئة لا نريدها، والعتاب لوم وتوجيه وتوبيخ، طيب وأنا ناقص، نحن نريد رحمة الله، أول ما يأتي بك ويوقفك ويقول لك أنت مخطئ، نعم مخطئ، أنا مخطئ، واحد كاتب يقول رب
لا تعاملني برحمتك عاملني بعدلك، غافل يعني أنه لا ينتبه لهذا الأمر إطلاقا، بعدلي، طيب خذ، أنا الآن منحتك نعمة البصر ونعمة الكلام ونعمة أن تمسك القلم وتكتب، انتهينا، كل ما قدمته من خير في الدنيا انتهى هكذا، حاسبني الآن على الباقي، صليت يا أنا، أصل حسن، طيب صمت، طيب امتنعت عن المحرمات، طيب صمت، طيب تركت في غفلات سهوا في غمرات سهوا في وضع كهذا ما هو ليس تماما، طيب ادخل النار أمام برحمتي إذن بعدلي، إنما أنا أقول برحمتي ما انتهى هذا هو النعمة أن تعدوا نعمة الله لا تحصوها،
ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو وهذه هي الدعوة التي نحن دائما ندعو بها ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا كان قديما الذي يفكر في شيء في عقله يحاسب عليه والحمد لله ربنا رفع عنا ما تجول به الخواطر والهواجس وإنما يعني لو عزمت وحقدت وحسدت ودبرت ونفذت لتأخذ ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به إظهار الضعف هو وأصل
دين الإسلام متين قال لك إن هذا الدين متين فادخل فيه برفق هل يوجد أحد في العالم يسجد لربنا ما يوجد إلا المسلمون هم الذين يسجدون لربنا الأديان الأخرى تسجد أي سجدة في عمره هكذا يعني مرة هكذا يأتي له الجلال هكذا فيأتي يسجد مرة إنما سبحان الله نحن نسجد أربعة وثلاثين مرة فرض علينا في سبع عشرة ركعة كل يوم ما أحد يفعل ذلك ولذلك لو كان أحد يؤدي الصلاة لتكون على كل المسلمين كانت لتكون مثلا على المشايخ والناس الذين هم يأتون يوم الجمعة فقط ولكن لا، هذه على جميع المسلمين، هناك من يقول جميع المسلمين ذكورا وإناثا كبارا وصغارا، ما هذا؟ ولذلك هنا ربنا
يقول "ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به" إذن هذه هي المعونة، ولذلك نحن نصلي دون أن نشعر أن هناك أمرا خفيفا جدا الناس تستغرب وتقول ما هذا كيف تفعلون هذا الكلام خمس مرات في اليوم نعم وباستمرار ليس يوما في الأسبوع لا ليس في يوم واحد في الأسبوع سبحان الله كيف هذه معجزة قلنا له إن أصل الأمر أننا ندعو ونقول ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به قالوا وماذا بعد ذلك قالوا ربنا يعيننا سبحان الله وتكون علينا أحسن شيء واعف عنا واغفر لنا وارحمنا وهذه سنأخذها في المرة القادمة فنختتم بها سورة البقرة إن شاء الله تعالى وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته