سورة البقرة | حـ 349 | آية 286 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة البقرة | حـ 349 | آية 286 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة البقرة يعلمنا ربنا سبحانه وتعالى الدعاء فيقول ربنا أي نحن نقول هكذا يعلمنا ربنا أن نطلب من الله ولا نطلب من أحد سواه لأنه هو الذي بيده الملك والملكوت ولا يكون في كونه إلا ما أراد، لا يقع في هذا الكون شيء إلا بخلق الله، هكذا عقائد أهل السنة والجماعة الصحيحة أن الإسلام وصف لنا ربنا بأنه خالق كل شيء وأنه لا يكون في كونه إلا ما أراد وأنه فعال لما يريد وأنه لا يسأل
عما يفعل. وهم يسألون ربنا على الدوام هكذا فيبقى عليك أن تقول هكذا ربنا ادع هكذا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا لأنك خارج التكليف ربنا كررها ربنا الأولى وربنا الثانية وسأجيء لك بواحدة ثالثة ربنا الله ثلاثة قال نعم ما هو الذي يحب يكثر من ذكر حبيبه فيقول ربنا الله جميلة جدا هذه وهي صادرة هكذا من أفواهنا جميلة جدا من تعلق قلبه بربه فإذا تعلق القلب بالرب أكثر من ذكره والذاكرين الله كثيرا والذاكرات والذكر قد
يكون ذكرا محضا وقد يكون في الدعاء يدعو كثيرا ربنا عندما تجلس تردد هكذا تجدها ما هي جميلة صادرة جميلة جدا الجزء الخاص بالتكرار "ربنا ولا تحمل علينا إصرا" يعني شيئا ثقيلا على أكتافنا نأتيك به، ما هذا الشيء الثقيل؟ الذنوب والمخالفات والمعاصي والفساد في الأرض، قال هذه أشياء لها وزن، قال نعم، أليس هناك شيء يسمى الميزان من عقائد المسلمين؟ شيء يسمى لا بد أن نؤمن بشيء اسمه الميزان وهذا الميزان يوم القيامة له كفتان أعمال الخير وأعمال الشر ولا يضيع الله شيئا
لا يضيع الله أجر من أحسن عملا وإذا كان الخير ذرة أتى بها وإذا كان الشر ذرة أتى بها حتى ذرة وهذه الذرة معناها نملة صغيرة تسمى الذرة النملة الصغيرة وهذا هو النمل الصغير الذي عندنا هذا اسمه ذرة والواحدة ذرة أو يقول لك أتعرف شعاع الشمس وهو داخل قم فتجد غبارا في الجو هكذا هذا هو الذرة فيكون إما النملة وإما الشيء الهباء البسيط هذا هو ذرة ولذلك لما جاء أهل الفيزياء وقالوا والله هذا الكون مكون من أشياء دقيقة جدا قم فسموها ماذا ذرة لأن كلمة ذرة في اللغة معناها شيء صغير جدا يكاد لا يرى بالعين
مثل الذي في شعاع الشمس هذا فسموا هذه ذرة استعارة من اللغة التي تسمي الشيء الصغير أو الذي لا يرى أو يكاد لا يرى ذرة فيقول هنا ماذا ولا تحمل علينا إذا شيء ثقيل له، طب والأشياء هذه ستتحول إلى موزون نعم تتحول المعنويات إلى محسوسات وتوزن بعضها لكي يقربها للأذهان، مثل الأعمال السيئة والحسنة تكتب في سجلات والتي ستوزن إيه هذه السجلات، فما نحن لا نريد
جانب البلايا والمصائب والمعاصي يكون ثقيلا فتطغى كفته ويصبح علينا مديونية هكذا سيصبح والعياذ بالله حساب وعقاب وعتاب وأشغال، فيقول له: لا تحملني شيئا ثقيلا هكذا على كتفي حتى آتي يوم القيامة خفيفا، لأن يوم القيامة وحده مصيبة وحده هكذا من غير حساب ولا عقاب ولا عتاب، لأن طوله خمسمائة سنة، وهذا حتى لو قعدنا في ظل الرحمن فهو طويل أيضا خمسمائة سنة تخيل أنك جالس منذ سنين الأرض خمسمائة سنة في راحة دون تعب، أليس كذلك؟ ولذلك الخلق سيذهبون ليستشفعوا بسيدنا محمد لأنه أصل هذا اليوم الذي يساوي ألف سنة، فسيدنا
محمد ولأن الله يجعل له المنة على العباد أجمعين إلى يوم الدين من خلقه كما أنه قبل أن يولد، قبل أن يخلق من آدم، فيمكنه من أن يخدم الخلق جميعا في صورة شفاعة يتشفع بها النبي، فيقل اليوم من ألف سنة إلى خمسمائة سنة، يبقى وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين، ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا من قبل كان الإنسان إذا فكر في الشر يحاسب عليه شرا على الفور، رفع عنا منذ متى ما حدثت بها أنفسنا،
ربنا يدعو مرة أخرى "ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به"، ما كلفنا الذي لا طاقة لنا به بنزول الكوارث والمصائب والمحن والأحزان والفتن والدخول في تجارب ومغامرات نحن فيا رب استرها معنا فيكون إظهار الضعف البشري لأن هناك أناسا متكبرين جدا يقولون لك أنا موجود ها أنا ذا أنا شيء يعني أنا شيء ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا فيكون العفو هكذا واغفر لنا وارحمنا مدخل الرحمة والتخفيف وإظهار
الضعف أنت مولانا القوم الكافرون طلبوا منا أن ندعو إلى الله وإلى عبادته وإلى عمارة الدنيا وإلى تزكية النفس، ولكن هذا لن يرضي الكافرين، ولذلك انتصرنا عليهم بتبليغ دعوتك وبتبليغ أوامرك ونواهيك. هكذا اختتمت سورة البقرة، فالحمد لله رب العالمين، واللهم علمنا العلم النافع وافتح علينا فتوح العارفين بك واحشرنا تحت لواء نبيك. يوم القيامة واسقنا من يده الشريفة شربة ماء لا نظمأ بعدها أبدا، ثم أدخلنا الجنة من غير حساب ولا سابقة عذاب ولا عتاب، والحمد لله رب العالمين.