سورة البقرة | حـ 37 | آية 7 : 8 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله سبحانه وتعالى نعيش هذه اللحظات عسى أن نطلب منه الهداية كما وصف الله ربنا سبحانه كتابه بذلك فجعله هدى للمتقين ذكرنا بعض أمثلة الألم الذي تتخلله الرحمة هناك أمثلة أخرى في مثل قوله تعالى ولهم عذاب عظيم قلنا العذاب آت من العذوبة وآت من الألم العذاب عذاب الله العظيم هذا الذي جاء من العذوبة فيه رحمة والذي جاء من الألم فيه قهر وسلطان قال لك الجمل الأجرب يضرب الجمل
الأجرب حتى لا يتألم كثيرا الجمل عندما يكون أجرب يفعل ما الجرب فإنه يؤلمه ولكن يسبب له حكة شيئا كهذا يأكل جسمه فيحتاج إلى أن يحك جسمه في نخلة في شجرة لأجل هذا الجرب الذي نحن نسميه في العامية المصرية يهرش فتجد الجمل من هؤلاء واقفا يحك نفسه في الشجرة حتى ينزف ينزل منه الدم ويتألم وتسمع بكاءه والدم نازل وهو مستمر يبقى في ألم وألم شديد ولكن الله قد خلل هذا الألم بالرحمة
وجعله بالرغم من الألم الذي هو فيه إلا أنه هو الذي يعمله هو نفس العمل هو الذي يقوم به يريد أن يبقى إذا بعض الناس يقولون لك الله أنتم عندكم هكذا القرآن عذاب في عذاب في عذاب ما هو غير فاهم شيئا لأن أول كلمة الرحمن الرحيم وعندما جاء الله سبحانه وتعالى يبين للناس ويخوفهم من المعصية ويردهم إلى سواء السبيل وإلى عمارة الدنيا وإلى عبادة الله إذا به يستعمل لغة هذه اللغة تدل على دلالات في النفس لا يمكن تحصيلها مع جهلها
ولذلك كثير العلماء يقولون لك إن أصلك أنت جاهل باللغة العربية، قل له إذن أصبحت جاهلا وأنا لا أعرف شيئا على الإطلاق هكذا، لا بل أنت جهلت هذه الخصائص، هذه الخصائص يجب أن ترجع في النفوس مرة أخرى وترى أن العين والذال والباء مادة تستعمل للرحمة وتستعمل للألم، فعندما يعبر للألم الرحيم للألم الرحيم ولا يمكن فكها لأن المراد بها إنما هو التخويف والتنبيه والتحذير ومطالبة الإقلاع عن المعصية والتوبة والرجوع إلى الله، كل هذه هي الوظائف التي نذكره بها لهذا، ولذلك يجب علينا ألا نتساهل ونقول له بالمناسبة لا تخف فإن الله سيكون رحيما، هذه
مثل وخزة الدبوس. وإلا فلن يعمل، وسيبقى كما هو. لا، هذا تخويف، وهذا التخويف معتبر يوافق فطرة الإنسان، لكنه تخويف من رحيم يقصد به التربية، لأنه رب العالمين يقصد به الخير، لأنه لا يصدر منه إلا الخير سبحانه وتعالى، وإن كان قد خلق الشر والخير فتنة للناس وامتحانا واختبارا إلا أن الخير فيما اختار الله سبحانه وتعالى وهكذا يجب أن نفهم كتاب ربنا سبحانه ومن الناس ليس كل الناس بل بعض الناس والحمد لله رب العالمين ومن يقولون عليها تبعيضية هذه من حروف المعاني وحروف المعاني كل حرف له معان
مختلفة فمن هذه نأتي واقفين أمامها ونفهم أنها بعض يعني ما هي التبعيضية؟ يعني نزيلها ونضع مكانها "بعض"، وبعض الناس... طيب، لماذا سمي الناس بهذا الاسم؟ قيل من النوس وهو الحركة، أم من النسيان لأن آدم أول من نسي. قيل وما القلب إلا أنه يتقلب، وما أصل الناس إلا أن أول الناس أول من نسي، من هو؟ سيدنا آدم، فسمي أما لأنهم يتحركون وينشطون ويذهبون ويأتون وأما لأنهم أولاد سيدنا آدم الذي نسي فنسيت ذريته، والقلب سمي
قلبا لأنه يتقلب من حال إلى حال، والقلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، ومن الناس يعني بعض الناس وليس كل الناس، إذا هذه طائفة مخصوصة معينة ليست هي الأصل في الناس منهم من يقول فيكون قد بدأنا إذن القول وهذا القول يتم باللسان، الكلام قد يكون في النفس من الداخل وقد يكون على اللسان، إن الكلام لفي الفؤاد وإنما جعل اللسان على الفؤاد دليلا، الذي في اللسان
يصبح اسمه قولا، ومن الناس من يقول فيكون قد استعمل اللسان، أما لو وقال في داخله فيبقى هذا اسمه كلاما آمنا بالله وباليوم الآخر، إذا آمن بالله فقد أجاب على السؤال الأول من أين نحن، إذا آمن باليوم الآخر فقد أجاب على السؤال الثاني إلى أين نحن بعد الموت، سؤال عن الماضي سؤال عن المستقبل وهذا يدل على ماذا على أنهم يسألون السؤال الثالث هو يقول ماذا؟ آمنا بالله وباليوم الآخر، حسنا، وما هم بمؤمنين، ففي سؤال أول أجابوا عنه، وفي سؤال
ثان أجابوا عنه، كان ينبغي أن يسألوا السؤال الثالث لو كانوا صادقين، فماذا نفعل الآن؟ فيقول لك مثلا: صل وصم ولا تسرق ولا تقتل ولا تفسد واعمل كذا واعمل كذا، لكنه لا أريد لا أريد هذا العمل إذا كان بهذا الشكل أن في ربنا وفي يوم آخر سهلة ما هو قالوا للحرامي احلف فحلف قال احلف كثيرا فما ليس هناك تكليف فقال وما هم بمؤمنين وما هم ليسوا يعني مثل ماذا أنت جئت بي في الإجابة عن الماضي طيب ربنا في المستقبل ما هو الماضي والمستقبل ما نحن عائشون فيه الماضي مضى والمستقبل لم يأت بعد سهل يا عم انتهى سهل ولكن هؤلاء ربنا قال وما هم بمؤمنين وإلى لقاء آخر نستودعكم
الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته