سورة البقرة | حـ 43 | آية 16 : 17 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله نعيش هذه اللحظات مع قوله تعالى في سورة البقرة وهو يصف حال المنافقين بعدما بين أنهم وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن المستهزئون قال الله يستهزئ بهم، هناك صفات لله سبحانه وتعالى وردت في القرآن الكريم على سبيل المقابلة ويسميها أهل البلاغة المشاكلة، تعني ماذا؟ تعني المقابلة، هذه المقابلة لا يجوز أن
نأخذ منها اسما من أسمائه تعالى بصورة مستقلة، ومكروا ومكر الله، لا نستطيع أن نقول أن الله ماكر أبدا، الله وهو خادعهم، لا نستطيع أن نقول إن الله خادع أبدا، وإنما نحن مستهزئون الله يستهزئ بهم، لا يجوز أن نقول إن الله مستهزئ أبدا، هذا أسلوب عربي يسمى المشاكلة ذكر في مقابلة هذه كقوله تعالى وجزاء سيئة هل العقاب سيئة؟ لا، فلماذا سمي سيئة إذن؟ لأنه كان في أقول له أنت تؤذي الناس فأنا
سأسيء إليك، أنت خدعت الخلق ولذلك ستقع في مثل ذلك فتخدع، أنت مكرت بهم فيمكر بك، أنت استهزأت بهم فأجعلك هزوا، ولكن هذه لا يمكن أن تستقل، يبقى نحن لدينا في أسماء الله شروط: إما أن يرد الاسم بصريحه وإما أن يرد بمادته. إن تنصروا الله ينصركم وانتبه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه يحبهم فيحبونه يحبهم هذه ليس من
الممكن أن أجلب منها حبيبا إن ربنا حبيب يمكن قال يمكن أن نقول ناصر قال يمكن أن نقول ناصر إن تنصروا الله فسينصركم ها هو ذا طيب إذن يبقى أول شرط أن المادة إما صريح وإما تلميح، الصريح عندنا يمكن مائة واثنان وخمسون اسما في القرآن، فما التلميح إذن؟ قال لك هذا بالشكل هذا في أكثر من عشرين مادة وردت منسوبة إلى الله أنه ينصر، أنه يحب، فما دام هناك أنه يخادع أو أنه يمكر أو أن إنه يستهزئ قال لا ما لا يصلح أن نأخذ منها أسماء لأن الشرط الثاني أن لا توهم نقصا
الشرط الأول أن ترد المادة والشرط الثاني ألا توهم نقصا ومتى توهم نقصا عندما ننتزعها من سياقها فويل للمصلين ما لا نكمل لا تقربوا الصلاة وما لا نكمل لا هذا انتزاع من رقم ثلاثة أن تكون في جانب الصفات لا في جانب الأسماء، حسنا وما الفرق بين اسم الله وصفة الله؟ قال الاسم علم على ذات الله، والصفة قال قائمة بالذات، معنى قائم بالذات الرحمن الرحيم العفو الغفور، معنى قائم بالذات، هذا هو الصفة، فيجب أن تكون هذه من قبيل الصفات مثل والناصر استوفى الشروط الثلاثة فيمكن
وأنا أدعو أقول يا رب يا حبيبي يا رب أو ما حبيبي حقيقة محبوبي أقول يا ناصر ونسمي أولادنا عبد الناصر أيجوز لكن نسميه باسم مهم لا ما ينفع يبقى لازم علينا نأخذ بالنا كيف نفهم كلام الله ما هو ربنا هو أتى بها على سبيل المشاكلة ولم يأت بها على سبيل الاستقلال ويمدهم في طغيانهم يعمهون في عمى قلب والعياذ بالله تعالى عمى بصيرة وفي عمى عين عمى بصر عمى البصر هذا الإنسان يصاب به ولا ينزه عنه الأنبياء ابيضت
عيناه من الحزن سيدنا يعقوب فقد بصره وقال لهم عندما تذهبوا وتضعوا القميص عليه ماذا أفعل فأعاد إليه بصره أي رجع له بصره مرة أخرى ففي الأنبياء من أصابه ضرر أي عمى فالعمى لا يناقض النبوة ولكن الصمم يناقض النبوة لا يوجد أبدا نبي كان أصم لأنه يسمع ويستجيب ويقول ويتصل لأن وظيفته هي وظيفة التبليغ عن الله سبحانه وتعالى فلا يمكن أن يكون الصلة عن العالم بالصمم طيب فالعمى يعمهون هذا عمى القلب عمى البصيرة وليس
عمى البصر عمى البصر يثاب عليه الإنسان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من فقد حبيبتيه اللتين هما عيناه يعني فصبر أدخله الله الجنة حسن كذلك يكون الصبر هنا في جنة جاء واحد أعمى لسيدنا رسول قال صلى الله عليه وسلم له يا رسول الله ادع الله أن يرد علي بصري، قال هلا صبرت ولك الجنة، قال له يا رسول الله ادع الله يرد علي بصري، يبدو أنه لم يكن لديه قائد وكان متعبا من هذا، قال له اذهب فتوضأ وصل ركعتين ثم قل اللهم إني أتوسل
إليك بنبيك محمد يا محمد إني أستشفع بك عند ربي أن ترد علي بصري، اللهم فشفعه في. فرد الله عليه بصره صلى الله عليه وسلم، أخرجه الترمذي وهو بسند صحيح لأنه يرويه عن أبي جعفر وهو الخطمي فهو ثقة، وأخرجه الطبراني أيضا وفي الطبراني أن عثمان بن حنيف فعلها. أيام عثمان بعد انتقال المصطفى صلى الله عليه وسلم وتوسل به إلى ربه واستشفع فقضى الله حاجته، فإذا كان في حياة النبي وبعد حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم يجوز أن نستشفع به عند ربنا سبحانه لعلو
مكانته عنده لأنه حبيب رب العالمين، أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى هؤلاء الذين صفاتهم فؤادي كلها الذين اشتروا الضلالة والباء تدخل على المتروك قاعدة هذه نحفظها غالبا وليس دائما احذر أن تكون الباء تدخل على الشيء الذي يترك فأنت معك جنيه وتريد أن تشتري دولارا قم فقل استبدلت الدولار بالجنيه لأنك أنت تركت الجنيه وأخذت في جيبك الدولار تريد أن تفعل فتقول استبدلت
الجنيه بالدولار فما الذي دخل جيبك؟ الجنيه، وما الذي أعطيته للصراف؟ الدولار، إذن الباء تدخل على الشيء الذي تركته، حسنا يقول هنا ماذا؟ يقول "أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى" إذن تركوا ماذا؟ تركوا الهدى واشتروا وأخذوا معهم ماذا؟ الضلالة، أرأيت الخسارة؟ يعني شخص يأخذ الضلالة ويسير بها ويترك ماذا يترك الهدى حسنا وهذا يصبح كاسبا رابحا يعني قالوا لا فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين إذن جمعوا بين أمرين خسران الدنيا والآخرة خسروا الدنيا وخسروا
الآخرة لأنهم ليسوا رابحين في الدنيا بذلك وليسوا رابحين في الآخرة أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى استبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير يبقى هم تركوا ما هو خير وأخذوا ما هو أدنى عدسا وفولا وبصلا وقثاء وهكذا لكن تركوا الذي هو خير المن والسلوى طيب وتقول غالبا لماذا نقول غالبا لأنه أحيانا تدخل الباء على غير المتروك لكن أحيانا قليلة انتبه كيف فليقاتل في سبيل
الله الذين يشترون الحياة الدنيا بالآخرة هم تركوا ماذا تركوا الدنيا واشتروا ماذا اشتروا الآخرة ينبغي أن يكون العكس ولكن هذه نادرة هذه نادرة إذن نقول القاعدة كيف الباء تدخل على المتروك غالبا أتينا بكلمة غالبا لماذا أتينا بكلمة غالبا لأنه أحيانا ترد الباء على غير بابها أي غير ما هي له من دخولها على المتروك، أفهمتم أم لم تفهموا؟ فهمتم إذن الباء تدخل على المتروك غالبا يعني في أغلب الأحوال، يعني لو أحضرنا مائة استعمال نجد تسعين منها دخلت على المتروك وعشرة فقط على غير المتروك، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله