سورة البقرة | حـ 45 | آية 19 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة البقرة | حـ 45 | آية 19 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله نعيش هذه اللحظات المباركة، نلتمس منه الهدى. شبه ربنا سبحانه وتعالى حال المنافقين بتشبيهين، فقال مثلهم كمثل الذي استوقد نارا. فالتشبيه الأول موضوعه النار، وجاءت منكرة وليست معرفة، ثم قال في الآية التي تأتي بعدها أو كصيب من السماء إذا فالموضوع الثاني الصيب من السماء وكلمة أو تأتي في لغة العرب للتخيير وتأتي في لغة العرب للتشكيك وتأتي
في لغة العرب بمعنى بل وتأتي في لغة العرب بمعنى الواو فأي شيء يناسبها هنا يعني أول ما يأتي إليك حرف هكذا الذي هو أو حرف عطف، قم بفتح ملفه أو هذه لها ملف، افتح الملف وانظر كيف تأتي هذه في كلام العرب، إذن يجب أن نقف عند كل كلمة سواء كانت اسما أم فعلا أم حرفا، أقوى الكلمات الأسماء وأضعفها الحروف، أو نفتح ملفها فنجدها أصلا للتخيير إما هذا وإما ذاك، أو والله حدث يا هذا ماذا حدث هذا ما لست أعرف غير متأكد متشكك بمعنى بل
بمعنى الواو يبقى مطلق الجمع كذلك فيقول لك ما رأيك أن هنا يعني يا هذا يا هذا يخيرك يعني وارد تنفع والله بعض المنافقين يصلح معهم مثال النار وبعض المنافقين يصلح معهم مثال المطر الذي ينزل من السماء صيب يعني مطر جاء به نكرة أم معرفة لا نكرة أيضا مثل نار نكرة هي يعني ما فيها النار مثلهم كمثل الذي استوقد النار لا استوقد نارا فتبقى نكرة هي أو كالصيب لا كصيب ما فيها الألف واللام لماذا ما فيها الألف واللام قال لأنها تبقى هكذا قالوا ما معنى فائدة أن
تكون نكرة؟ قال: عرف النكرة، هذه النكرة ما معناها؟ فأصحاب التعاريف قالوا لنا: فرد شائع في جنسه. فرد يعني ماذا؟ واحد. شائع يعني ليس معينا، ليس معينا. عندما نقول رجل، جنسه ما هو؟ الرجال. طيب هو من فيهم؟ رجل هذا ما لا أعرف، ليس محددا أي واحد، حسنا عندما يكون الفرد شائعا في جنسه ماذا نستفيد منه؟ أنه أي واحد يصلح، عندما ننظر هكذا ماذا نجد؟ أن أي واحد يصلح، ولذلك يسمونه ماذا في الأصول؟ عموم البدل، عموم البدل
يعني ماذا؟ يعني عندما أقول لك ائتني برجل، تقوم فتذهب وتأتي هذا يصلح طبعا هذا يصلح طبعا هذا هو يصلح ما هو الرجال جميعهم يكون إذا النكرة تتحقق بأي فرد من أفرادها أي واحد تأتي به يصلح يكون المثال لم يقف عند نار معينة بصفة معينة هذه أي نار تصلح في المثال أو كصيب يكون أي مطر يصلح وأي مطر يصلح ما هو عموما المطر يكون كان المطر كم عموما ما هذا إذن عموما طبيعة المطر نفس المطر يعني مطر فحسب يكون سيدخل في
جميع أنواع المطر يدخل في جميع أنواع المطر لأنه نكرة لأنه فرد شائع في جنسه والمطر هذا ينزل من أين من الأرض قال لا من السماء قال ما الحاجة إذن أن نقول أو كصيب من السماء، ما كان صيبا وانتهى الأمر، نازل مطر نازل، يكون نازلا من فوق، ما الحاجة إلى أن نقول من السماء؟ قال يعني من كل السماء، فيكون هناك عموم آخر، فالنكرة تفيد العموم من ناحية أنها فرد شائع في جنسه، ومن السماء هذه بعد ذلك تفيد أنها من كل السماء وليس من جانب معين من السماء، أو كصيب من السماء فيه ظلمات، فالسماء
كلها أظلمت عندما يكون ما ينزل فيه ظلمات، وليس من جهة واحدة فقط بحيث يبقى الباقي منيرا، ولكن هذا كله أصبح ظلاما من أوله إلى آخره، صيب يعني بجميع أنواع السماء يبقى راجعا إلى المكان، كل المكان الخاص بالسماء ينزل منه مطر فيه ظلمات، طيب هل الظلمة تجمع؟ ما هي الظلمة؟ ظلمة، قال لك إنها عاملة مثل المصدر، هل المصدر يجمع؟ لا، يجمع، عندما تقول البيع هو البيع هو البيع، الضرب هو الضرب وهكذا، قال لكم ما له؟ يقول الفقهاء
إن كتاب البيوع هذا جمعها هنا جمع المصدر لماذا قال باعتبار أنواعه الأصل في بيع صحيح وبيع فاسد وبيع باطل وفي بيع السلم وفي بيع بالأجل وفي بيع بالتقسيط وفي بيع هذا في البيوع كثيرة فباعتبار أفراده وتنوعه يبقى لما قال لي ظلمات أفادني ماذا أفادني أن الظلمة ليست فقط ظلمة حسية، هذه ظلمة معنوية وظلمة حسية وظلمة آنية وظلمة مستقبلية. من الذي قال لك هذا الكلام؟ جمع ظلمة، فعندما جمعها كأنه أشار إلى أنواع مختلفة من الظلمة. هذا
ما لم يجعلها الظلمة واحدة، هذا جعلها ظلمات بعضها فوق بعض. هذا ما لم يجعلها الظلمة واحدة هكذا. إذا قال ظلمة فحسب فهو في ظلمة، لا بل الظلمة هنا متنوعة وهذا التنوع يقوي المثل، أليس أننا نضرب مثلا بالمنافقين مرة بـ"استوقد نارا" ومرة "أو كصيب"، فهل يصح أن تكون "أو" هنا بمعنى الواو؟ قال يصح أن تكون بمعنى الواو، زعمت ليلى أني فاجر أي أن ليلى تقول لقيس: أنت فاجر فقيس زعم من الحكاية هذه قال زعمت ليلى أنني فاجر نفسي
لها تلقاها أو فجرها نفسي لها تلقاها أو فجرها أو هنا بالمعنى الواضح يعني تلقاها أو ماذا وفجرها هذا وهذا ولذلك الأو تأتي بمعنى الواضح الخاص بالتعاريف فقد قالوا لنا أشياء كثيرة في هذا قال لك الأو هذه تبقى في الخارج ولكن التي تبقى في الذهن ففيها ظلمات ورعد وبرق، الرعد صوت والبرق ضوء وكلاهما مرعب، الرعد يصيب الإنسان بالرعب
والبرق يصيبه بالرعب لأن منه الحريق كهرباء والكهرباء تحدث حريقا، ولذلك قديما يقال له نار تنطفئ سريعا يعني تصيب الشيء هكذا وتذهب فحسب. تكون شعلة الدنيا البرق حتى عملوا لها مانع الصواعق هذا تشبيه أو كاف يعني تشبيه يشبه شيئا بشيء قال والله عندنا تشبيه مفرق وتشبيه مركب التشبيه المفرق كل جزء من المشبه يقابل جزءا من المشبه به كل جزء من المشبه يقابل جزءا من المشبه به مثل ما تضع كل إصبع هكذا في يدك أمام كل إصبع في يدك الأخرى يكون هذا
نسميه ماذا مفارقة أم هذا تشبيه مركب أن يدك على بعضها أمام يدك على بعضها يعني ما هو ليس كل جزء ليس كل جزء قال ينفع الاثنان لما ينفع الاثنان فتذهب تبحث أين الصواب من السماء الشريعة مطر ينزل من كل السماء، متى تكون فيه ظلمات؟ عندما كفروا به. فهذا المطر ينبت الزرع، هذا المطر يغسل الأوساخ عن الناس، هذا المطر يحيي الخلق سواء كان إنسانا أو حيوانا أو نباتا، هذا المطر يحدث الطهارة، هذا المطر شيء جميل جدا. فماذا حدث عندما نزل؟ عندما نزل
على قلب مظلم جعل بينه وبين هذا الإيمان حاجزا، ولذلك ضيع نفسه في ظلماته ورعده، المنافق ليس مطمئنا خائف ومتحير، وبرق أحيانا هكذا في ومضة تحدث وبعدها تختفي منه لأنه سامع وكذا إلى آخره، وهكذا تحاول أن تجعله يفرق ولكن لو كان على بعضها هكذا فهو يبقى في شيء غير ضروري أن أقول لك يا من تهطل من السماء والشريعة، لا، إن هذه الحالة تشبه تلك الحالة، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته