سورة البقرة | حـ 51 | آية 22 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. فمع كتاب الله نعيش هذه اللحظات، نستهديه في حياتنا ونحاول أن نلتمس مراد الله من كتابه حتى نعيش في ظلاله. الذي خلقكم ربكم هذه معرفة لأن المضاف والمضاف إليه يجعل الكلمة معرفة مثل الألف بالضبط والذي اسم موصول بعد المعرفة يقع صفة له وقلنا من قبل ونحن نقول مصر التي في خاطري وفي دمي أحبها من كل روحي ودمي مصر علم التي تكون صفة عليها وتكون التي بعدها فماذا تصفه إذن من ربنا ولماذا نعبده قال
الذي خلقكم أوجدكم والذي أوجدكم يكون صاحب فضل عليك ومن هنا كان بر الوالدين أخا التوحيد لأن أباك وأمك هما السبب الظاهر في إيجادك والعناية بك والله هو رب، يعني يربي يعني رباك والصالحون إذا خرجوا فكانت طبائعهم وفطرهم متوجهة إلى الله هم أهل الله من الصوفية يقولون ماذا رباه ربه في بعض الناس هكذا من أولياء الله ما اسمه يا رب ربه يعني نشأ ولد صالح هكذا من غير مزيد عناء تجده ذاهبا يصلي وذاهبا يقرأ قرآنا وذاهبا لا يفسد في الناس ولا يكذب ولا يفسد في الأرض من تلقاء
نفسه بطبيعته ليست طبيعته تقبل المعصية قوم يقولون عليه يا رب ربه فرب العالمين ربكم يذكركم بالنعم وأن تعدوا نعمة الله لا تحصوها وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة الذي خلقكم يبين لكم أنه هو الذي بدأكم ويجيب في الوقت نفسه على السؤال الذي يحير البشر واختلفت فيه الأذهان والمذاهب الأخلاقية والأديان من أين نحن جئنا إلى هنا كيف في هذه السماء وفوق هذه الأرض وبهذه الصفة إنسان عاقل يسير على
قدمين لكن هناك شجر وهناك بقر وهناك سماء وهناك بحر وهناك ماء عذب وماء ملح فكيف يعني من أين أتينا قوم ربنا سبحانه وتعالى أجابك بإجابة واضحة وبسيطة وقاطعة وقال أن البدء هو من عند الله اليوم يقولون والله لا نعرف نحن من أين نفكر إذن ونبحث في الجيولوجيا وفي الفلك وفي الأنثروبولوجيا وما إلى ذلك حتى نجيب، أي سيظل حائرا حتى يجيب وحتى اليوم لم يجب أحد على شيء، وإذا أجاب إجابة ضعيفة بأن الله خلقنا وليس له شأن بنا أو أنه لا يوجد إله أو أننا لا نعرف وأمثال المؤمن يؤمن بخلق الله
له ويرتاح، نحن قادمون من عند ربنا فماذا تفعل؟ تعمر الدنيا وتزكي النفس وتعبد الرب سبحانه وتعالى "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" "والذين من قبلكم لعلكم تتقون" التقوى هذه ماذا تفعل؟ يقول الإمام علي العمل بالتنزيل فيكون آمن بالوحي وبالتكليف وطبق والاستعداد ليوم الرحيل الإجابة على السؤال الثالث، السؤال الأول: من أين نحن؟ خلقنا الله لنعمل ماذا هنا؟ لكي نعبده ونعمر الأرض. ماذا سيحدث غدا بعد الموت؟ سنرجع إليه سبحانه وتعالى. والاستعداد ليوم الرحيل، العمل بالتنزيل والخوف من الجليل والاستعداد ليوم الرحيل، هذه التقوى لعلكم تتقون. وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم
ورحمة وبركاته