سورة البقرة | حـ 59 | آية 26 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله في سورة البقرة، حيث يقول ربنا سبحانه وتعالى: إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما، وهذا تجده في المصحف الربع الأول، وقلنا من قبل ونذكر أن المسلمين قد جزؤوا القرآن وفقا للحروف على ثلاثين جزءا، أي أن كل جزء يساوي تقريبا في الحروف الجزء الثاني والجزء الآخر، أي جزء من الثلاثين يتساوى في عدد حروفه مع الأجزاء الأخرى تقريبا،
لماذا؟ لأنه أحيانا يأتي الجزء وتبقى آيتان وبداية سورة فيجعلون الجزء من بداية السورة وهكذا، وقسموا الأجزاء إلى حزبين وفقا وقسموا الحزب إلى أربعة أرباع طبقا للحروف وذلك حتى تجعل لنفسك حصة كل يوم جزءا فتختتم القرآن في شهر والحزبان ورد الصباح والمساء عمل اليوم والليلة فتجعل هذا الحزب في الصباح وهذا الحزب في الليل والأرباع قيل لكي تقرأ بها في الصلوات ولكي تحفظ أيضا بها ونقول هاهنا حفظت كم ربع وهكذا ولذلك تجد الأرباع أحيانا
تأتي في موضع لم يكتمل فيه المعنى، ولذلك دعا الإمام النووي إلى أن نغير هذه الأربعة، نبحث لها عن موضع آخر ونحركها، لأن كل ذلك من وضع المسلمين وليس من تنزيل رب العالمين، فهي خدمة للكتاب، خدمة للكتاب الشريف. قالوا له لا، دعنا هكذا. هو موروث هكذا وجاءنا هكذا فليبق هكذا أفضل وقال لا فإننا كنا سنجد كل حين واحدا يقول لا أنا مؤهل للربع ينتهي هنا لا يبدأ هنا لا يعمل هنا لا يصنع هنا قالوا لا فهذا مما ألهم الله به المسلمين من أجل أن يحافظوا حتى على الشكل حتى على الخدمة حتى على الإطار الخارجي لكتاب الله فالحمد لله رب العالمين لم يلق كتاب قط
هذه الخدمة بهذا التوفيق على مر التاريخ والحمد لله أن جعلنا مسلمين إن الله لا يستحيي فإذا نفى عن نفسه الحياء فهذا الحياء معناه الخجل الله سبحانه وتعالى لا يخجل والكسوف يعني هذا الكسوف هذا من صفات البشر، فما الذي يدفع إلى الخجل؟ أول شيء يدفع إلى الخجل هو الخطأ، يعني أنت تخجل لماذا؟ لأنك فعلت شيئا خاطئا. طيب، رب العالمين سيفعل شيئا خاطئا؟ إذن لا يستحق.
ثاني سبب للخجل ما هو؟ الخوف، خائف من أن يغضب منك أبوك وأنت تريد أن تراعي خاطره، جارك يغضب منك على سبيل المثال خائف من أن ابنك زوجتك صديقك يعني يقول لك هكذا أيضا يتعبك ويلومك فمكسوف جميلة في حقنا لأن أنا عامل خاطر لأبي وزوجتي وابني وصديقي وحبيبي وهكذا إلى آخره جميلة منا جميلة ربنا خائف من لا إله إلا الله لا إله إلا الله سبحانه وتعالى عن أن يخاف أو خائف مرعوب من غيره أن يؤذيه ويضره، هناك الخوف نوع من أنواع المجاملة، خائف
عليه يعني خائف أن تغضب صديقك أو حبيبك، والثاني خائف منه لئلا يؤذيك لأنه رجل مفتر، من الذي يصل إلى الله بالضر؟ هذا يقول للشيء كن فيكون. لا يوجد عتاب إذا لم يكن هناك لا خوف بأي شكل ولا خوف من المجاملة ولا خطأ وقع فيه وهو منزه سبحانه وتعالى عن النقائص فمن أي شيء يستحي؟ إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما، ربنا يحب الحياء سبحانه وتعالى يحب الحياء من عبده ولذلك نسبة الحياء
إلى في المقابلة انظر إلى الكلام، أصبحت نسبة الحياء إلى الله تكون على المقابلة، ما هذه المقابلة؟ هذا يعني ليس حقيقيا وإنما في مقابلة شيء ما، فالشيء هذا نسميه حياء من أجل مقابلته بحياء، وإنما هو في حقيقته رحمة، أن الله يستحيي أن يعذب ذا الشيبة في الإسلام، أن الله يستحيي لا ليس حياء حقيقيا ليس حياء مثل حيائنا هذا لماذا لأن هذا الشيخ واستمراره على الإسلام وعمله في الإسلام
وخدمته لمجتمعه وأهله تستوجب الرحمة فالله يرحمه ألا تستحي من رجل تستحي منه الملائكة فاستحياء الملائكة عند مقابلته لقوته الحيية فتركوه في حيائه هكذا وأكرموه بسبب حيائه فيكون إذن ويمكرون ويمكر الله لا هذا ليس على الحقيقة هذا على المقابلة يخادعون الله وهو خادعهم هذا ليس على الحقيقة هذا على المقابلة وجزاء سيئة مثلها لا هذا ليس على الحقيقة هذا على المقابلة فهذه يسمونها ماذا أهل البلاغة المشاكلة فإذا وصفتموه بها
استقلالا احذروا ليس استقلالا احذروا أن تقولوا إن الله ماكر، إن الله خادع، إن الله يستحي، لا يجوز أن تصفوه بها. ﴿ويمكرون ويمكر الله﴾، نعم ما هو ﴿جزاء سيئة مثلها﴾، وهذه السيئة الثانية هذه ليست سيئة ولا شيء، هذا قصاص، ﴿ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب﴾، فانتبه لهذه الأمور لأن كثيرا منهم. يلعبون فيها ويقول لك انظر هذا يقول لك إن الله خادع ما قال هكذا ما هذه مقابلة ما اقرأ الكلام وافهمهم وأذية الخلق عدم إدراكهم للعربية هذا أول شيء وثانيا سوء قصدهم هذا ثاني شيء وثالثا تلاعبهم
يريد أن يلعب وانتبه ولذلك كلما قرأ القرآن ازداد طغيانا وكفرا لماذا ندخل فيه نحن نريد أن يهدينا هذا القرآن ونأخذ منه الهداية فيقول لي ماذا أن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا وهذا يقول ماذا هذا الكلام وراء ماذا وراء أن الله سبحانه وتعالى عندما أنزل كتابه وكلامه فهو كلام معتبر لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه الناس يريدون أن يجعلوا كلام الله محل المناقشة والآراء والأفكار بدعوى
الحرية مرة وبدعوى نزع القداسة مرة أخرى وبدعوى المكافحة مرة ثالثة وكل ذلك يخرج عن المنهج العلمي إلى المنهج الغوغائي لا أنت قادر على الفهم باللغة ولا معك أصول للفهم وأسس وتأتي بأفكار تسمى بأسماء السكارى هو السكير عندما يدخل في حالة السكر فإنه يرى خيالات تصل إلى الفيل الوردي، ما هذا الفيل الوردي؟ يقال إن السكير يكون جالسا هكذا ثم يرى أن هناك فيلا لونه وردي يهاجمه، وذلك لأن عينيه حمراوان من
الشراب، يهاجمه من الحائط فيسمونه الفيل الوردي، وهي حالة الفيل الوردي الناتجة عن قوم العرب أطلقوا على هذا اسم سمادير، وسمادير السكارى يعني الهذيان الذي يتخيله السكران، فإذا كان الإنسان فاقدا لأدواته غير قادر على إدراك المنهج السليم للفهم الصحيح يفقد أسس الفهم وأراد مع ذلك أن يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ثاني عطفه، فإن هذه الحالة التي من سهرات السكارى وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والحمد لله رب العالمين