سورة البقرة | حـ 62 | آية 28 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة البقرة | حـ 62 | آية 28 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله سبحانه وتعالى نعيش هذه الدقائق مع قوله تعالى في سورة البقرة: "كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون". في هذه الآية سؤال، وأصل السؤال يأتي ببعض أدوات الاستفهام هل كيف أين متى وهكذا، هذه الأدوات التي للاستفهام تجعل الكلام في أصله
لطلب الفهم في أصله إنشاء، الاستفهام إنشاء وليس خبرا أريد به المعرفة فيكون إذن أصل السؤال في لغة العرب كشفا عن التصديق أو التصور يعني إما أن أسأل ما الذي حصل وإما اسأل ما الذي حدث من هذا أو من ذاك وكيف للسؤال فهي أيضا من هذا الباب قال ولكن يتنوع غرض السؤال باختلاف السائل والمسؤول عنه من السائل هنا الله
فهذا علام الغيوب إذن لا يريد منا علما لأنه هو علام الغيوب السائل هو الذي علمني قال إذن ينتقل السؤال ما دام قد صدر عن علام الغيوب من كونه للاستفهام إلى كونه للاستنكار وأنا أرى واحدا يلعب ولدا يلعب هكذا هو يعرف ما أنا أرى هو بعيني أنه يلعب الامتحان غدا أقول والله أنت تلعب أنت تلعب هذه هل تلعب أهي بال ما هو السؤال أما أن يكون باسم استفهام كذلك هو أم حرف استفهام ويمكن أن يكون شيئا بالنبر، النبر الذي هو الضغط، أنت تلوح بالإشارة
باليد هكذا مع النبر يجعلك كأنك تسكت، فما دمت تراه يلعب، نعم فإن الغرض من هنا ليس الاستفهام وإنما هو الاستنكار من السائل، شخص عرف وعلم أن أخانا هذا يلعب فيقول له هكذا أنت تلعب في أي حال في حال يستوجب عدم اللعب لأنه حال جد فيبقى إذا هنا نظرنا إلى السائل ونقلنا الكلام من الاستفهام إلى الاستنكار حسنا وما فائدة هذا الكلام الذي أقوله هذا فائدته أنه سيظل استفهاما في علم النحو ولكن نحو المعاني ما هو في نحو الألفاظ ونحو المعاني، نحو المعاني هو استنكار،
النحو الخاص بالألفاظ كيف للاستفهام، والنحو الخاص بالمعاني كيف للاستنكار. المعلومات البسيطة هذه يلعبون بها الآن، يقول لك انظر هذا يسأل، أفهو الله يسأل؟ نعم الله يسأل لماذا؟ للتبكيت والاستنكار، لأن هذا نحو معاني، يخلطون بنحو الألفاظ. وحول المعاني أم أنهم لا يخلطون بل يتعمدون الخلط لكي يثيروا شبهات ضد القرآن وكلما أثاروا شبهات ضد القرآن كله القرآن يرتفع هكذا ماذا يتعالى عليهم شيء عال جدا فهذا لعب أطفال لا ينفع كيف تكفرون بالله
فيكون هذا معناه ماذا الاستنكار لن نعيدها مرة أخرى لأن هذا سيأتينا بأساليب في القرآن كذلك نحو الألفاظ هو للاستفهام نحو المعاني الذي هو الاستنكار كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا كيف يعني هذا ليس منطقيا ولا عقلا يؤدي إليه لا المنطق لا يؤدي المنطق إليه ولا يؤدي العقل إليه من الذي قال لكم كذلك أن أنتم تكفرون بالله وهو الخالق فكيف ربنا هكذا من الحكاية تنطبق الحيرة من الذي خلقك يقول لك لا أعرف وأنا أريد أن أبحث متى بدأ هذا الكون وكيف بدأ ولماذا بدأ حسنا هيا
لأبحث يقعد يبحث لكنه لا يريد أن يصل إلى نتيجة من زينت له الشهوات لا يريد تكليفا فيقول لك هذا لا يوجد رب دعوة بداية ما لا يوجد رب، طيب ما بالنا موجودون كيف ومن هذا الذي نصلي له وندعوه فيستجيب؟ أنت أحمق، إذن من هذا الذي ندعوه فيستجيب؟ أنت ما شأنك؟ قال له: قال إنه يوجد رب لكن ليس له شأن بنا، يريد أن ينكر الوحي والتكليف، لا يريد أن يصلي، يريد غير منضبط ولا مترابط، كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا لم تكونوا موجودين هنا في الحياة الدنيا فأحياكم؟ هاك السؤال وهو سؤال فلسفي حير العالم ويجب على المذاهب الفلسفية أن تجيب عنه إجابات أحيانا مضحكة وأحيانا
غبية وأحيانا بليدة وأحيانا، ولكن الإسلام أمر واضح ماذا يقول لك؟ والله الذي خلقنا ربنا. لأن هذا ما حدث فعلا، فإذا صرفنا وجوهنا وعقولنا عن هذه الحقيقة البسيطة نضطرب ونقول كلاما عجيبا غريبا ونقوله ثم نتراجع عنه وهكذا، لكن مع وجود الله انتهى الأمر فيحييكم ثم يميتكم، الموت نراه بأعيننا، بعض الناس قالوا لنقم بأبحاث لكي نطيل عمر الإنسان، قالوا حسنا أطيلوا العمر الإنسان قالوا نقضي على الموت، فتعال امش في هذا الطريق ستجد نفسك في طريق مسدود. الموت
مكتوب علينا، ما من أحد يعرف كيف يتخلص منه وما من أحد سيتخلص منه. سيضرب الله لنا مثلا هنا على سيدنا نوح الذي عاش في الدعوة تسعمائة وخمسين سنة، ألف سنة إلا خمسين عاما. هناك أناس عاشوا كثيرا ولكن بعد ذلك ماذا ولا شيء سيموتون أيضا وقيل أن سيدنا آدم عاش ألف سنة وأنه قد صعد إلى عالم الملأ الأعلى فاستمع إلى صوت جميل فقال ما هذا يا ربي ما هذا الصوت الجميل الحلو قال هذا صوت داوود سيدنا داوود كان صوته حلوا كثيرا وكان عندما يقرأ المزامير يسبح بها ربه يعني شيئا آخر يعني شيئا جميلا جدا أعجب آدم فآدم
قال له حسنا ما رأيك أن أعطيك من عمري مائة سنة قال له حسنا فلما جاء ملك الموت لآدم قال له ما هذا إنني باق لي مائة سنة قال له ألست أنت مائة سنة لابنك داود الذي سيأتي واتفقنا على ذلك قال لا أنا ما لي علاقة قال فنسي آدم فنسيت ذريته نسي آدم فنسيت ذريته يعني نسي الذي وعد به المائة سنة هذه وعد بها هكذا الإنسان يحب أن يعيش وكلما كبر في السن كلما يقول لك فقط دعنا نبقى كذلك خمس أو ست سنوات وهكذا وفي النهاية ماذا؟ مائة بعد المائة سنة مات
وكذلك سيدنا موسى قال له تعالى ضع يدك على ثور الطور أي ضع يدك عليه فبعدد شعر ذلك الثور تعيش قال له ثم بعد ذلك بعد ذلك ماذا قال له ثم تموت قال له حسنا بين الآن أحسن فقد وأنت الآن ستجعلني أعيش ألف سنة ألفي سنة عشرة آلاف انظر فقد كم شعرة في الطور وبعدين أموت طيب ما الإنسان يعجز ويصبح مردودا إلى أرذل العمر أرذل العمر ما هذا أرذل العمر هذا الذي تحتاج فيه إلى غيرك تريد أن تتوضأ لا تعرف كيف تتوضأ أنت لا تعرف كيف تنام، تريد أن تأكل ولا تعرف كيف تأكل، هذه أرزاق للعمر، فلماذا لا
يموت الإنسان وهو في صحة جيدة؟ إذن فنعمة الله سبحانه وتعالى علينا أنه جعل هذه الحياة الميتة ثم يميتكم ثم يحييكم يعني يوم القيامة، الناس ينكرونه ثم إليه ترجعون للحساب، وهذه هي تربية الإنسان لا يعتدي على أخيه الإنسان في الدنيا يوم القيامة ما الذي يجعل الإنسان تراه متمسكا بالطاعة عامرا للأرض خائفا من ربه لئلا يحاسب حسنا أزل هكذا يوم القيامة إذا لم يكن هناك يوم قيامة فإن القوي يأكل الضعيف والدولة القوية تأكل الدولة الضعيفة والأمة القوية تتسلط على الضعيفة ويحدث الأرض ومن هنا استنكر الله عليهم الكفر واستنكر
الله عليهم الفساد في الأرض واستنكر الله عليهم ألا يؤمنوا بالله سبحانه وتعالى وهو الضابط الرابط للإنسان في أن يسير على الصراط المستقيم وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته