سورة البقرة | حـ 65 | آية 30 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، مع كتاب الله نعيش هذه اللحظات مع قوله تعالى "وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة" بعدما ذكر الله سبحانه وتعالى منهج العلم وأنه يجيب على الأسئلة الأساسية التي تخرج الإنسان من الحيرة إلى العمل. وأن الحيرة في السؤال مم من أين نحن مجابة بأنه خلق لنا ما في الأرض جميعا، وأن الحيرة ماذا نفعل هنا سوف يجيب عنها في هذه الآية، وأن الله سبحانه وتعالى قد
أشار لنا إلى حقيقة العلاقة بين السبب والمسبب، وأن هذا الكون مخلوق لخالق، وأن الخالق هو الله وأنه مسخر لنا وأن هناك نعمة أنعم الله علينا بها لأنه يقول هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا فأخذنا منها أن الكون مخلوق لخالق كريم هو الله وأنه مسخر لنا فالعلاقة بيننا وبين الكون إنما هي الاتساق انتقل بنا إلى الحقيقة الثانية الكبرى وماذا نفعل على هذه الأرض إذن كان الله هو الذي خلق الكون وإذا كان الله هو الذي خلق الإنسان وإذا كان قد جعل
هذه العلاقة بين الإنسان والأكوان وإذا كان قد وضع قانونا سببيا وهو أن هناك تلازما بين السبب والمسبب لكنه لا يتخلف غالبا عادة لكنه قد يتخلف حتى لا ننكر المعجزات وأن الكل من وبخلق الله فماذا نفعل هنا استقر في أذهاننا هذا الإيمان وعناصر المنهج إذا فما الذي نصنعه هنا في هذه الحياة الدنيا وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة الله يعني أنا خليفة هنا خليفة يعني أتيت لأفعل شيئا ما في هذه الدنيا
بعد ذلك فصل لنا فقال وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون، بعد ذلك فصل فقال هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها، بعد ذلك فصل فقال قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها، وهو وضع لنا برنامجا مفصلا يشمل جميع أفعال البشر حركاتهم وسكناتهم، كل أفعال البشر فيها حكم لله إما بالوجوب وإما بالحرمة وإما بالكراهة وإما بالندب وإما بالإباحة، خمسة أحكام. ليس هناك فعل بشري يصدر منك عن اختيار إلا ولله فيه حكم، والحكم إنما هو للأفعال لا للذوات. عندما أقول الخمر حرام، لا، بل شرب الخمر حرام، حمل
الخمر حرام، عصر الخمر حرام، بيع الخمر حرام، شراء الخمر حرام، الجلوس في مجلسها حرام، وهكذا. إذن إذا كانت الأفعال البشرية من ذات الإجازة الخاصة بالخمر التي إذا وجدت في الصحراء فما حكمها ولا شيء، فالذات لا حكم لها، هذا الحكم في المتعلقات بها وهي الأفعال البشرية، وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة، هذا هو الأساس الخاص بنا هنا، إذن فهمنا هنا لماذا واحد يشعر بالشك والارتياب، واحد يشعر بأنه ضجر مملول، لماذا يعيش؟ فانتحر. لا هذا أنا هنا الغرض، ولذلك حرم الله الانتحار "ولا تقتلوا
أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطأ كبيرا ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا إذا برنامج عمل قالوا أتجعل فيها الملائكة طيب وذكر هذا لماذا لنا لكي يعلمنا نحن ما هو كل الكتاب هذا تعليم لنا هدى للمتقين أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح
بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون، إذا فهذه صفة يقولها الملائكة هي موجودة فعلا ولكن مع وجودها فإن الله الحكيم الذي يعلمنا قد خلقنا، إذا نحن عندنا النجدين وهديناه النجدين طريق الخير وطريق الشر، القدرة على فعل الخير والقدرة على فعل الشر، يقولون حسنا نحن الآن نسبحك تسبيحا خالصا وعبادة محضة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، ليس هناك معصية تصدر منهم، والذي يؤمرون به يفعلونه، خير
محض، جاء بهؤلاء، لكن هؤلاء يمكن أن يفعلوا الشر، قال: إني أعلم ما لا تعلمون، فهنا نتعلم قاعدة جليلة قام عليها الفقه الإسلامي وهي أن ارتكاب أخف الضررين واجب ارتكاب أخف الضررين واجب وقاعدة أخرى صرح بها الفقه الإسلامي وأشار إليها الإمام القرافي وتكلم عنها بتوسع وهي أن الله سبحانه وتعالى لم يخلق في هذا العالم الأرضي مصلحة خالصة أبدا،
فكل مصلحة فيها شيء من العناء ومن الضرر ومن المشقة ومما يخالطها بحيث لا يجعلها خالصة أبدا مطلقا وضرب لذلك مثلا فقال تعال عندما تأتي لتأكل فتجد يدك قد اتسخت من الطعام فتضطر إلى أن تغسلها عندما تريد أن تعمل شيئا جيدا لا بد أن تدخل النار فيه فعندما تطبخ تحترق يدك تحترق والله ليس هكذا مائدة تنزل من السماء لا يوجد فيها نار ولا فحم لا غبار ولا لسع ولا أي شيء لا
يوجد، وبعد أن تأكل يجب أن تذهب لتفرغ ما أكلته، وبعد أن تقع المرأة حاملا ترى الأمريكي من حملها وهي فرحة بحملها، وإن لم تحمل تذهب تدور على الأطباء ولا تسكت تريد أن تنجب، وهي تعاين الموت أثناء الولادة، ما هذا قال مصلحة خالصة كما أنه لا توجد مفسدة خالصة، الحكاية مختلطة، فمن الذي يحدد المصلحة والمفسدة؟ الله، لأن الفاحشة والسرقة والقتل فيها مصلحة ولكنها مصلحة ضعيفة إزاء
المفاسد التي تحملها هذه المصائب، والصلاة والأكل والشرب والوضوء والصيام فيها مفسدة ومشقة، يقول لك: إسباغ الوضوء على المكاره في الدنيا عند البرد شتاء وبعدها الفجر وأقوم أتوضأ طيب ولماذا ما أنا نائم أحسن مصلحتي أن أنا نائم أي مصلحة أنت الذي تقدرها ما أنت منتبه للمستقبل ما أنت منتبه للبشرية ما أنت منتبه للأمة ما أنت منتبه حتى لثوابك في الآخرة أنت منتبه أنك تريد أن تنام الآن وقد توقفنا عند هذا فمن الذي يقدر المصلحة؟ الله. فالإمام القرافي وهو
يتحدث عن المصلحة يتحدث عن أنه ليس هناك مصلحة خالصة، ولذلك فالمصلحة نسبية، ولذلك فإن الله هو الذي يقوم لنا هذه المصالح وينبه عليها ويقول لنا إن هذه هي المصالح وهذه هي المفاسد. وللحديث بقية، نستودعكم الله عليكم السلام ورحمة الله