سورة البقرة | حـ 74 | آية 45 : 47 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله سبحانه وتعالى نطلب منه الهداية ونقف عند كل آية بل كل كلمة منه فهو من كلام رب العالمين وفضل القرآن على كلام الناس كفضل الله سبحانه وتعالى على عباده فالرب رب والعبد عبد وهناك فارق بين المخلوق والخالق يقول ربنا سبحانه وتعالى وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب
أفلا تعقلون إذ يعلمنا ربنا ألا تخالف أقوالنا أفعالنا ولا أفعالنا عقائدنا ولذلك نهانا عن الكذب ونهانا عن الافتراء ونهانا عن النفاق يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار أتأمرون الناس بالبر ما هو البر إذن؟ قالوا والله إن البر هذه كلمة عجيبة البر هذا العمل الذي يؤدي بك إلى النجاة
البر هذا العمل الذي تشبع حاجة غيرك. البر هذا هو العمل الذي تصل به رحمك، البر هذا هو سفينة النجاة. ما هذا؟ ما هذا الكلام كله؟ قال الأصل أن في العربية شيئا يسمى متفق اللفظ ومختلف المعنى، فهذا من قبيل مختلف المعنى، كلمة تشكلها ثلاث تشكيلات يكون لها ثلاثة معان، فهنا بر بالكسر يعني إحسان، يعنى عمل طيب. وبر البر
الذي هو ضد البحر. وبر الذي هو القمح قال طيب يبقى إذن تختلف الحركة تختلف معنى الكلمة يبقى هذا من المتفق لفظا الحروف يعني متفقة لكنها مختلفة في المعنى باختلاف التشكيل الحركة التي على الحرف قال لكن أيضا لا بد أن يكون بينهما صلة. فالقمح يفعل ماذا؟ قال إن القمح هذا يشبع الجائع، القمح هذا ما هو؟ هذا قوت، لا يستمر الإنسان إلا بطعام القوت يعني أن الإنسان لا يستمر بالفاكهة، الإنسان لو كان عنده قليل من البهارات لا يعرف أن يستمر،
يجب أن يكون عنده أرز، يجب أن يكون عنده قمح، يجب أن يكون عنده ذرة، وهو ما نسميه القوت فالبُر به قيام الإنسان والبِر فيه النجاة لأنك في البحر يمكن أن تغرق وعندما تصل إلى البر فإنك تطمئن وفيه نجاة والبر قيل لك البر هو كل فعل تستطيع به أن تقيم الإنسان وأن تنجي به الإنسان وأن تجعله سفينة نجاتك عند الله فتبقى كلمة بر في معناها اللغوي تشمل كل أفعال الخير ابتداء من البسمة، التبسم في وجه أخيك صدقة،
وانتهاء بجهاد النفس. قال تعالى "أتأمرون الناس بالبر" يعني بكله من أولها إلى آخرها هكذا "وتنسون أنفسكم" ليس هناك أي بر تعملونه، يعني هذا نفي عنهم أنهم يقدموا أي شيء من البر "وأنتم تتلون الكتاب" إذن فهؤلاء ممن وصلهم وهم يتلون الكتاب الهدى؟ أم ممن لم يصلهم الهدى؟ ممن وصلهم الهدى . يكونوا على قسمين آمن وكفر ولكن بعد ما وصلهم الهدى بصورة لافتة للنظر بل إنهم يتلون الكتاب آناء الليل
وأطراف النهار ولا يؤثر ذلك الكتاب في أعمالهم، هذا الكلام كلام يصف بني إسرائيل فقط أم أيضا موجه إلينا؟ موجه إلينا بالأساس لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون، هذا كله لنا نحن. أنا ما لي وما له وأنا أذهب أقول له اعمل، فيقول لي أنا أعمل وأفعل ويكذب على ربنا. أنا ما لي شأن به، هذا الكتاب هذا أنت الذي تتلوه، فيقول لك احذر أن تكون مثل هؤلاء.وأستعينوا بالصبر والصلاة اطلبوا العون من الله بواسطة الصلاة التي هي صلة بينكم وبين الله والصبر وفي التفسير أن الصبر هو الصيام الصبر
هو الصيام لأن الصبر والصيام بمعنى الحبس كلاهما في اللغة بمعنى واحد صام وصبر فالصلاة والصبر يعني الصلاة والصيام لكن لا نحن يمكن أن يكون هناك معنى أعم من الصيام كما في قوله تعالى وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر على ذلك الحق فاستعينوا بهذا وبهذا وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين فهذا أمر يحتاج إلى ديمومة أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل ووصفت السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها عمله صلى الله عليه وسلم فقالت كان عمله ديمة يعني كان
العمل مستديما. العمل مهم ولكن الديمومة هي التي تحدث أثرا في القلب، وما أثر الصلاة في القلب؟ أثر الصلاة في القلب أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولذكر الله أكبر، والصبر، فصبر جميل يحدث هدوءا في النفس هكذا، والله المستعان على ما تصفون، وهذه الاستعانة بالصبر والصلاة تحقق تطبيق العبادة إياك نعبد وإياك نستعين تقدم العبادة وتطبقها بالاستعانة بالله رب العالمين الذين يظنون أي يعتقدون اعتقادا جازما وليس يظنون بالمعنى أنهم يتذكرون، لأ،
يظنون هنا معناها اعتقاد جازم. إذن ماذا عن هذا و هذا ؟ إن بعض الظن إثم هذا معناها يعتقدون أي من غير دليل لكن هنا يظنون يكون هذا من المشترك، كلمة ظن تعني الاعتقاد الجازم وتعني الشك والريبة، وكلاهما استعمله القرآن. الذين يظنون أي يعتقدون اعتقادا جازما أنهم ملاقو ربهم، شاهدوها عندما ماتوا و عادوا؟ لا، ولكن استقرت في قلوبهم بعد أن رأوا صدق النبي وبعد أن رأوا صدق الوحي أنهم ملاقو ربهم، وهذا يؤثر في سلوكياتهم
في الحياة الدنيا وأنهم إليه راجعون، لن يلقوا ربهم وبعد ذلك يحولهم إلى تراب، لا، بل سيرجعون إليه فيبدأ بهم حياة جديدة، حياة فيها نعيم، مقيم لأنهم آمنوا بالله وبرسله وبكتبه وباليوم الآخر وبلقائه سبحانه وتعالى وظنوا فيه خيرا، وأنا عند ظن عبدي بي، فالله ما دام يراك قد ظننت فيه خيرا فهو خير وإن ظننت فيه والعياذ بالله غير ذلك فأنت وظنك أنت حرة على نفسها جنت براقش وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون يا
بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وإني فضلتكم على العالمين يبقى هناك يا بني إسرائيل وهنا يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون، وهنا يذكرهم بالنعمة الكبرى بأنه قد فضلهم على العالمين في زمانهم، ولكنهم لم يمتثلوا لأمر الله. وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.