سورة البقرة | حـ 79 | آية 53 : 54 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة البقرة | حـ 79 | آية 53 : 54 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله نعيش مع سورة البقرة، نطلب منها الهداية في حياتنا مع قوله تعالى "وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون" وهي منة أخرى يذكرهم الله سبحانه وتعالى بها يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي وجلس يفصل في هذه النعمة فمن ضمن هذه النعمة أنه قد أوحى لموسى بالكتاب والفرقان الكتاب فيه الشريعة والفرقان هو فهم هذا الكتاب واستعماله
فارقا بين الحق والباطل يعني دائما الكتاب فيه وصف للدين والفرقان هو استعمال هذا الدين فإذا استعملنا الدين فرقنا بذلك بين الحق والباطل وبين المقبول والمردود ولذلك الكتاب الذي لنا فرقان والكتاب الذي لسيدنا موسى فرقان والكتاب الذي لسيدنا عيسى فرقان لأنه فرق بين الحق والباطل وكلها من عند الله قل كل من عند الله وكلها نور وهدى وشفاء والذي يطلع على ما أنزل علينا من الكتاب فإنه يراه
أنه قد خرج من مشكاة واحدة الكتب المنزلة على الأنبياء من مشكاة واحدة من مصدر واحد ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان نعمة من النعم لأن بدون الكتاب والفرقان يحدث ماذا يحدث إننا ننشئ لأنفسنا معيارا للتقويم والقبول والرفض كيف ننشئ هذا المعيار من عقلنا حسنا العقول مختلفة حسنا من مصالحنا؟ لكن المصالح مختلفة، حسنا من رغباتنا وانطباعاتنا؟ لكن الأهواء مختلفة، حسنا من
قوتنا؟ لكن القوة مختلفة، فحتى الإنسان يكون شابا وقويا هكذا ثم يأخذه النقصان حتى لا يستطيع أن يقوم من مكانه، والأمم والجماعات تكون قوية ثم تضعف وهكذا، فما المعيار وكيف نطبقه هنا؟ سيحدث خلل، متى لا يكون الخلل؟ عندما نجعل الحاكم هو الله، إن الحكم إلا لله، أمر ألا تعبدوا إلا إياه. إذن متى يكون المعيار مطلقا؟ عندما يكون من عند الله، وهذا ما أجمع عليه المسلمون أن الحكم بيد الله وأن الحاكم هو الله. لا
نستطيع أن نخرج من حكمته فنبيح. في يوم من الأيام الشذوذ أو الزنا أو القتل بغير حق أو السرقة لأن كل هذه تمثل النظام العام الذي لا يمكن أبدا أن نتخلى عنه ومن الذي جعلها نظاما عاما؟ الله، فلما حكمنا الله في أنفسنا جعلنا هذا نظاما عاما، بعض البشر خرج عن هذا فأباحوا المخدرات وأباحوا القتل الرحيم وأباحوا الشذوذ وأباحوا الزنا وأباحوا وهم جالسون يبيحون وأشد من ذلك أن بعضهم يعتبر ذلك من حقوق الإنسان وهم يريدون أن يقتلوا الإنسان أمام الرحمن ثم يقتلوا الإنسان أمام الإنسان
فالإنسان أمام نفسه لا يساوي شيئا ولا يكون شيئا ويكون الفساد العظيم وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون واعتبروها نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى يرد على أصحاب العصر الجديد الذين يدعون إلى استحلال المحرمات والذين يريدون أن ينشئ الذهن البشري ما يريد من شهوات كيف ما يريد بدعوى الحرية أو الشخصية أو المصلحة أو المادية أو النسبية أو العقل أو غير ذلك من هذه الدعوات باطلة لأنها قد خرجت عن الكتاب والقرآن الذي أنزله الله على المرسلين وعلى النبيين، وبدونه ينحل الاجتماع البشري
وتتحول الأمور إلى نفسية السادة ونفسية العبيد، وهذا ضد روح الحرية التي يدعون إليها، وهذه ليست بحرية بل انفلات وضد حقوق الإنسان، لأن حقوق الإنسان يجب أن يكون الأمر متفقا عليه فيها. ما الذي يجعل الشيوخ ليسوا من حقوق الإنسان وغير متفق عليه، هذه أهواء بعض الناس، إذن فهذه الآية تبني لي نفسية وعقلية تقبل الفساد، وهذه الآية تردني إلى المعيار الذي به التقويم وهو الوحي الرباني، لأنه وإن كان في سورة كتاب إلا أنه فرقان، ولأنه
بالرغم من أنه في سورة إلا أن اتباعه يؤدي إلى الهداية وضد الهداية ما هو الضلال وإذ قال موسى لقومه يا قوم هذه من النعم من ضمن تعداد النعم أن موسى قال لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فيبقى جماعة المرسلين جماعة المرسلين ترشدنا إلى أن كل بني آدم خطاء الخاطئون التائبون جماعة المرسلين ترشدنا إلى أن الباب مفتوح وليس مغلقا جماعة المرسلين ترشدنا إلى أن الذي يخطئ لا يتمادى في الخطأ يقف وعليه أن يتوب إلى خالقه وبارئه فاقتلوا
أنفسكم اقتلوا أنفسكم حسيا وارد أم اقتلوا أنفسكم معنويا يعني اجعل نفسك تحت قدميك اقتل نفسك بمعنى معنوي نذهب نسألهم نسأل بني إسرائيل عندكم في الكتب التي تملكونها ماذا فاقتلوا أنفسكم يعني اقتلوا أنفسكم معنويا أم وقفوا وقتلوا بعضكم بعضا فورد عنهم والعهدة عليهم أنهم وقفوا صفين كل منهم يمسك بسيف
وضربوا علامة فأخذ كل منهم في قتل من أمامه الذي يلحق يقتل أولا والذي سيتباطأ قليلا هكذا هو تقتل يعني القتل هنا حسي هذه عقوبة شديدة فلنعلم أن الله سبحانه وتعالى قد شرع العقوبة لكن هناك أناس يريدون إلغاء العقوبات من ضمن أيضا فك البشرية لا الله أقر فلسفة العقوبة لا بد أن يكون هناك جريمة لا بد أن تكون الجريمة واضحة ولا بد أن نتثبت من وقوع الجريمة ثم بعد ذلك لا بد من عقاب له غرضان غرض وقائي يعني
عندما أعرف أن هذه الجريمة عليها هذا العقاب فلا أرتكبها من الأساس وغرض للأمن والاستقرار أنه عندما ارتكبت هذه الاعتداءات جوزيت بجزاء يهدئ البال ويصلح الحال هذه فلسفة العقوبة أنه عندما أضع لكل جرم عقوبة إن هذه العقوبة تحقق أمرين: تجعل بعض الناس لا يرتكبون الجريمة أصلا لأنهم يخافون من العقوبة، وتجعل من ارتكب الجريمة فعلا ينال عقوبته حتى لا يعود مرة أخرى من جهة وحتى يسود الأمن والاستقرار ويصلح الحال من جهة أخرى لأننا لو تركناه دون عقوبة لقام المتضرر وحاول
الاعتداء عليه فنحن نهدئ باله أقر الله هذه الفلسفة أم لم يقر أقر فاقتلوا أنفسكم في عقاب هو ذلكم خير لكم عند بارئكم ذلكم خير لكم عند بارئكم يمكن أن نستنبط منها ما هي خير أفعل التفضيل كأنها في قوة أي أخير في باب أفعل التفضيل يقول لك إن نحن نصل إلى الحكاية هذه حسن أحسن صالح أصلح إلا كلمتين خير وشر فإنهما تأتيان بمعنى أفعل وهما ليستا على وزن أفعل خير
فعيل أهي خير فعيل لكن هذا خير من هذا يعني هذا أحسن من هذا أفعل التفضيل تقتضي أن الاثنين فيهما خير ومعنى ذلك أنه قتل النفس بهذه الصفة يكن واجبا لأنه ربنا وصف قتل النفس بأنه إفساد، يعني أنا أعمله كان أحسن أم لا أعمله فلا يوجد مانع، وإلى لقاء آخر نستوفي فيه هذا، نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله