سورة البقرة | حـ 80 | آية 54 : 56 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله في سورة البقرة نعيش هذه اللحظات مع قوله تعالى في شأن بني إسرائيل وهو يذكرهم بنعمه التي لا تنتهي عليهم ويطلب منهم أن يعودوا مرة أخرى إلى الحق وأن ينفذوا ما قد تركه موسى لهم في تراثهم، وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم ففتح لهم باب التوبة فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم وخير في قوة أفعال التفضيل ويؤخذ من هذا أن قتل النفس إذا صحت الرواية عن بني إسرائيل في كتبهم
أنه كان أمرا حسيا قتلوا أنفسهم فعلا هذا القتل لم يكن واجبا إنما كان أحسن وهذا معناه ماذا عندما تقدم على شيء يكون ليس واجبا عليك أنه باختيارك وإرادتك وأنك موافق وأنك متشوق لأن يفعل بك هذا عمل مثل ماذا مثل قصة الذبيح عرض عليه الأمر سيدنا إسماعيل فقال له يا أبتي يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك قال يا أبت افعل
ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين فلما أسلما وتله للجبين وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إلى آخر الآيات الولد سلم نفسه ورقبته للذبح فهذه درجة عالية أم لا نعم حسنا عندما من يسلم نفسه للذبح لا يكون قد تاب توبة صادقة، ولذلك جاءوا تعالوا قدموا أنفسكم، هل تبتم أم لا تزالون؟ فما الفائدة من ذلك؟ هذه الشدة تفيد في تربية النفس الهشة، فقد كانوا بنفسية العبيد خارجين حديثا من نفسية العبودية، فلما
وقعوا مرة أخرى بنفس الطريقة في الانخداع بأسيادهم فعبدوا الله سبحانه وتعالى أن يخرجهم فتابوا، لكن ما لم يكن الأمر سهلا وتابوا إلى الله ولم يتعدل قلبه بعد، فدخل معهم في التربية وسنرى ما تقتضيه هذه التربية. إقرار العقوبة يجب أن يكون، فلا بد في التربية من إقرار العقوبة، لا بد في التربية أن ينجح الولد ويرسب، ولا تكون الساقط والبليد والمذاكر كالذي لم يذاكر، والبليد كالناصح والمجتهد. لا، بد أن يأخذ كل واحد درجته من أجل التربية والتشويق. حسنا، ولكن عندما يظهر هذا الأول وهذا الأخير فإن الولد سيصاب بعقدة. حسنا، إنه يجب أن يصاب بعقدة حتى نحول هذه العقدة إلى فعل نافع.
لا بد من الالتزام. لا بد من القوة، فالمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير. فقال لهم: اقتلوا أنفسكم، ذلكم خير لكم عند بارئكم، فتاب عليكم. إذا ابتدأ فعلا نجحت الخطة وفعلوا ما أمروا به، فتاب الله عليهم لأنه رآهم قد تابوا توبة صادقة. وإن المسألة فيها تطور انتبه إلى أن هؤلاء القوم هم الذين قالوا له اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون هؤلاء القوم هم الذين حكم الله عليهم بالتيه أربعين سنة تتيهون في الأرض الأربعون سنة هذه التي تاهوا فيها في الأرض معناها ماذا أنت
قاعد أربعين سنة تائه معناه أنك أنجبت والولد كبر والولد أنجب بعد أربعين سنة فأنت أنجبت وأنت خارج من مصر عشرين سنة أنجبت فالولد أصبح عمره عشرين سنة فتزوج وأنجب وأنت أصبح عمرك ستين سنة ومت فإذا كان الجيل الذي خرج من مصر قد مات فمن هو الجيل الذي دخل الجيل الذي تربى فإذا عندما نأتي إننا نريد أن نبني المجتمعات فليست القضية مجرد طبخ البيض وسلق البيض، إن كنا الآن سنبني
المجتمع فستعمل الآن، لا، بل يجب أن تهتم بالتربية أربعين سنة فتتغير كل المنظومة، إذن لا بد من خطة لهذه التنمية، وأهل القائمين الذين اقتنعوا ابتداء سيموتون ولكن سيأتي من بعدهم أقوام صالحون لبناء إذن أهم شيء في القضايا التي نتحدث فيها جميعها هذه التربية والتعليم، ومن غير تربية وتعليم لا يوجد تغيير. إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب، توبة
لا نهاية لها سبحانه وتعالى. لا يغلق باب توبتهم وإذ قلتم يا موسى لن - الزمخشري يقول عليها للتأبيد - لن نؤمن لك قلوب هشة قلوب لا تسارع إلى الخير قلوب تحتاج إلى دفع حاجة هكذا معه معاندة لا يرضون أن يسيروا معه لا ينطلقون انظر إذن الذي حدث مع سيدنا محمد قال له يا لو قاتلت في سبيل الله فقتلت ادخل الجنة قال نعم فنفض
تمرات كن في حجره وقام فقاتل فقتل فدخل الجنة وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة لماذا هناك ترون فرعون ما هو قال لهم أنا ربكم الأعلى وما لا يزال بعض المستهزئين يطالبون المسلمين بهذا إلى اليوم، يقولون: من تعبدون؟ نحن نعبد الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، نعبد رب السماوات والأرض الذي له الأسماء
الحسنى، نحن نعرف من نعبد، الخالق جل جلاله الله، وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة أولا عملوا العجل وهؤلاء يريدون أن يروا ربهم بماذا بالبصر هكذا جهارا الله سبحانه وتعالى يقول في شأن نفسه لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار إذن فلن يروه فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون قال لهم حسنا تعالوا انظروا هكذا إلى هذا الجبل انظروا إلى من نور الله فاتسعوا،
فكيف وأنت لست أهلا لذلك، حين لا تكون أهلا لذلك فكيف ستبصر ربنا، حين يكون تكوينك الجسدي غير مؤهل لذلك، فهذا قليل من الكهرباء يصيبك بالدوار ويصعقك، وإن اشتدت قليلا تحرقك وتجعلك فحما، وإن اشتدت قليلا تبخرك وتجعلك غير موجود بخارا، وإن اشتدت قليلا في لحظة كهذه حسب السياق عندما لا يستطيع جسمك أن يتحمل مواجهة المخلوقات، فما بالك تريد أن ترى الله جهرة هكذا؟ هو ثم بعثناكم من بعد موتكم، ماتوا وأحيوا، ربنا بعثهم من
بعد موتهم، الكهرباء قضت عليهم، وما هي الصاعقة إلا كهرباء، لعلكم تشكرون مرة أخرى لتفهموا ما الغرض من كذلك ومن تفضيلنا لكم على العالمين تفهموا القضية إنها قضية التوحيد، قضية هداية الناس، قضية مراد الله من خلقه ومن كونه، وأنتم أبدا لا تريدون أن تلتفتوا لهذا وتجلسون تلعبون، وظللنا عليكم الغمام كانوا كلما يذهبون إلى مكان الغمام وراءهم هكذا يعمل ظلا، وأنزلنا عليكم المن والسلوى، المن هذا عبارة عن أي شيء؟ عبارة عن شيء مثل
السكر، نبات اسمه المن، تأتي لتأكله فتجده معسلا وحلوا وموجود حتى الآن اسمه المن والسلوى، السمان يشوى فيصبح لذيذا، ويحشى فيصبح لذيذا، ويؤكل فيصبح لذيذا، سمان والسمان موجود حتى الآن، وبعد ذلك قال كلوا من طيبات ما رزقناكم، استنظاف الطعام ويجعله كذلك ما هو طيب فإنه يجعل الإنسان مستجاب الدعاء أطيب مطعمك تكن مستجاب الدعاء سواء بالحلال أو سواء ألا تأكل
الأشياء التي لها رائحة كريهة والتي لها كذا إلى آخره هذا أنت تأكل ماذا مثل الآن المارونجلاسيه يأكل هكذا شيئا مارونجلاسيه كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته